مبادرة “شيرة غزل” بالإمارات تتمكن من إزالة 8 أطنان من مخلفات ونفايات البحار
تعتبر مخلفات ونفايات البحر, لا سيما الصلبة, مثل الأخشاب والأكياس، مشكلة كبيرة فى المدن الساحلية, ففضلاً عن تلوثها للبيئة, تصطدم هذه المخلفات والنفايات بمحركات السفن والمراكب, الأمر الذي قد يترتب عليه مخاطر كبيرة, الأمري الذي يكبد الدول خسائر مالية كبيرة.
فى الحالة الإماراتية دائماً ما يوجه أصحاب هواية الصيد بإمارة الشارقة أصابع الاتهام إلى آسيويين يمتهنون حرفة الصيد بتلويث البحر بالنفايات التي يرمونها فيه أثناء رحلات الصيد، مشيرين إلى أن هذه النفايات، لاسيما الصلبة.
وفى محاولة منها على التغلب على تلك الظاهرة البيئة الخطيرة دشنت الإمارة حملة/مبادرة, أطلق عليها اسم “شيرة غزل”، والتي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع فريق دبي للغوص التطوعي، بإزالة أكثر من 7.9 طن مخلفات صيد في 48 موقعاً بمختلف المناطق البحرية بالدولة.
وقال المهندس عبدالله محسن البلوشي، رئيس فريق دبي للغوص التطوعي، إن المبادرة انطلقت في عام 2017، وشارك فيها ما يقارب 57 غواصاً وغواصة من جنسيات مختلفة، لافتاً إلى أن هذه مبادرة وطنية مستمرة تسعى إلى توعية الصيادين وتوفير خط ساخن للإبلاغ عن شباك الصيد العالقة والمفقودة في وسط البحر ومخلفات الصيد الأخرى، من أجل الحفاظ على البيئة البحرية وحمايتها.
وأشار إلى أنه بالتنسيق مع الوزارة والجهات المختصة في كل إمارة، يقوم فريق الغوص بانتشال مخلفات الصيد التالفة التي يتم الإبلاغ عن وجودها في المواقع البحرية، وتنظيف قاع البحر، وتحرير الكائنات الحية، مشيراً إلى أن الفريق واجهته بعض الصعوبات أثناء عملية إزالة المخلفات، بوجود شباك «ألياخ» كثيفة عالقة على مسافة طويلة في قاع البحر بعمق 30 متراً، إضافة إلى وجود كائنات حية سامة وأسماك قرش مفترسة عالقة، يتم التعامل معها بحذر.
وأضاف أنه تم العثور على معدات صيد مفقودة، تمت إعادتها لمالكيها من الصيادين.
وقال: إن الفريق وصل إلى أبعد مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً من سواحل أبوظبي للمشاركة في تنظيف أحد المواقع البحرية، لافتاً إلى أن ساعات العمل التطوعية لجميع الغواصين بلغت تقريباً 23 ألفاً و781 ساعة تطوع في المبادرة، بواقع 97 غطسة في قاع البحر، منذ انطلاقها وحتى نهاية عام 2020.
وأضاف أن من المواقع التي تم تنظيفها تعود لأماكن غرق بواخر وسفن قبالة سواحل الدولة، إضافة إلى مصائد “مشاد” وقاع صخري وموانئ صيادين وبعض الأماكن البحرية، بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتمت إزالة المخلفات بطريقة احترافية دون أن تتأثر الشعاب المرجانية، داعياً الصيادين للتعاون مع المبادرة والإبلاغ عن مواقع فقدان أدوات الصيد، وعدم تركها تضر بالبيئة البحرية.
أصل التسمية
لفت رئيس فريق دبي للغوص التطوعي، إلى 6 نساء من جنسيات مختلفة، إحداهن مواطنة، كانت مشاركتهن مميزة وشجاعة منهن على تحمل المسؤولية والمساهمة في إزالة المخلفات، رغم خطورة بعض المواقع واختلاف الظروف الطبيعية في فترة الصيف والشتاء، لافتاً إلى أن المبادرة حظيت بإقبال غواصين متطوعين من فريق غواصي أبوظبي، وفريق الإمارات السبع، وفريق زعاب للغوص التطوعي، ومركز الجزيرة للسباحة والغوص.
وقال المهندس عبدالله البلوشي: إن اسم المبادرة جاءت من كلمات محلية: «شيرة» تعني “شار الليخ”، المقصود علق في قاع البحر، و”غزل” تعني طريقة صناعة شباك الصيد، وهي من الحرف القديمة، لافتاً إلى أنه تم اتخاذ كافة إجراءات الأمن والسلامة للحفاظ على سلامة الغواصين أثناء قيامهم بإزالة الشباك العالقة، ولم تسجل أي إصابات أو حوادث.