نابغون

عملت مستشارة لوكالة “ناسا” وحصلت على جائزة “نساء العلم”.. مها عاشور.. أول باحثة عربية في فيزياء الفضاء

أسهمت الدكتورة مها عاشور 1943 – 1 مايو 2016 أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. في وضع خطة الأبحاث الأساسية في فيزياء الفضاء في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، ولها نحو عشرين بحثاً علمياً في مجال الفيزياء، حصلت على جائزة “نساء العلم” الأمريكيات سنة 1990، وهي من أهم العلماء العرب المعاصرين.

ولدت مها عاشور بالإسكندرية وحصلت على درجة البكالوريوس في جامعة الإسكندرية. 

حصلت على درجة الدكتوراه من امبريال كوليدج لندن في عام 1971. وعملت لاحقًا في المركز القومي للاتصالات في فرنسا.  ثم انتقل عاشور عبد الله إلى لوس أنجلوس. 

على رغم طول مسيرتها علمياً في دنيا الاغتراب، لم تغترب عاشور. وظلّت محافظة على تقاليدها العربية ولغتها الأم. ولم تنقطع عن التواصل مع مصر والبلاد العربية الأخرى، خصوصاً في نقل المعرفة العلمية. وساهمت في صنع برامج للتربية التكنولوجية المتطورة في الكويت، حيث تحظى بعضوية في لجنة برامج التكنولوجيا والاتصالات والتعليم.

ومن 1976 إلى 1985، كانت باحثة في معهد الجيوفيزياء والفيزياء الكوكبية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA).  في عام 1985، أصبحت أستاذة في قسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة كاليفورنيا.

في عام 1999، أسست وأصبحت أول مديرة لمركز الابتكار الرقمي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.  وفي عام 1982، نظمت مع زملاء من فرنسا واليابان، المدرسة الدولية لمحاكاة الفضاء، التي تعقد ندوات سنوية كل سنتين إلى ثلاث سنوات لتثقيف علماء الفضاء الشباب حول تقنيات محاكاة الكمبيوتر.  كما شارك عاشور عبد الله في تطوير البرامج التعليمية لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية والجامعية.

حصلت على زمالة الجمعية اليابانية لتعزيز العلوم في عام 1984. كما حصلت على وسام الخدمة المدنية المتميزة من الجيش الأمريكي في عام 2004. في عام 2005، حصلت على جائزة من وكالة الفضاء الأوروبية لمساهماتها في استكشاف الفضاء الجغرافي باستخدام الكتلة.

الشفق القطبي

اهتمت “مـهـا عـاشــور” بجوانب مختلفة من علم الـفـلـك، ومنها ظـاهـرة “الشفق القطبى”، وهى ظاهرة جوية محاطة بكثير من الغموض والأساطير، تظهر على شكل موجات ضوئية ملونة ومتحركة يمكن مشاهدتها على بعد آلاف الكيلو مترات من القطبين الجنوبى والشمالى، وتنشأ عن تداخل رياح الشمس مع المجال المغناطيسى للأرض؛ مما يجعل الفضاء المحيط بكرتنا الأرضية عالماً يضج بالتيارات المغناطيسية والكهربائية والإشعاعية، يمكن مشاهدته عياناً فى شكل وميض ملون يضىء سماء الليل أو على شكل موجات متتالية قد تؤثر على سلامة البث الفضائى والإذاعى ودرجة نقاوتهما؛ خصوصاً ما يُبَث على الموجات القصيرة.

قدمت مها عاشور العديد من الإسهامات العلمية فى صورة بحوث نظرية وتطبيقية حول فيزياء “بلازما الفضاء والغلاف المغناطيسى للأرض وعـلـم الشفق القطبى والمحاكاة الرقمية والرؤية الإبداعية لـتكنولوجيا الكمبيوتر”، منطلقةً فى أبحاثها تلك من فرضية مفادها أن الفيزياء هى أم العلوم وأن فيزياء الفضاء تحديداً لا تزال نظريةً يكتنفها الكثير من الغموض وتحتاج للمزيد من الدراسة.

شاركت فى تأسيس مختبر الـفـضـاء بجامعة كاليفورنيا، وهو يعد أحد أهم المراكز المتخصصة فى البحوث العلمية حول تكنولوجيا المحاكاة الرقمية ونسج علاقات متبادلة مع شركات الصناعة الكبرى والجامعات والعاملين فى مجال صناعة “المالتميديا”.

برامج الملاحة

عملت عاشور منسقة فى برامج الملاحة الجوية والفضاء والطاقة الشمسية والأرضية بوكالة الفضاء الأمريكية “نـــــاســــا”، إضافةً لكونها متخصصةً فى علم فيزياء الفضاء بالمؤسسة الأمريكية القومية للعلوم والتى تعتبر أهم الهيئات العلمية فى العالم، وكذلك عملت مستشارة فى مختبر الدفع النفاس فى “باسادينا بولاية كاليفورنيا” ومستشارة فى مختبر “الأموس العلمى بولاية نيومكسيكو”.

وتحدّثت عاشور عن بعض المناحي الشخصية في تجربتها، فقالت: «حين كنت صغيرة، كنت أحياناً العربية الوحيدة بين زملائي الذين كانوا يرمقوني بنظرات الدهشة والاستغراب، ربما لأني كنت بينهم علامة فارقة من حيث الشكل واللغة واللهجة، فلازمني شعور بالضعف والغربة والرغبة في العودة مجدداً إلى مصر». وتفخر عاشور بتجربتها في الولايات المتحدة، وتقول: «أميركا بلد الفرص، والنظام التعليمي فيها سهل وعملي ويقوم على التعاون بين الطالب والأستاذ، خلافاً لمثيله البريطاني الذي يعتمد أساساً على قدرات الطالب الذاتية وجهده الخاص».

تزوجت د. مها عاشور من د. محمد عبد الله، وأنجبت منه ابنة واحدة، توفيت بسرطان الكبد عن عمر يناهز 72 عامًا. تم إنشاء منحة دراسية باسمها لدعم النساء الراغبات في متابعة الدراسات العليا في فيزياء الفضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى