وداد المحبوب.. عالمة فضاء أمريكية من أصول سودانية وصاحبة الفضل فى إطلاق أول قمر صناعي سوداني للاستشعار عن بُعد
وداد إبراهيم المحبوب, هي عالمة فيزياء وفضاء بوكالة ناسا, سودانية الأصل, وتحمل الجنسية الأمريكية. درست المرحلة الابتدائية والمتوسطة في أم درمان بالسودان, ودرست الفيزياء وعلوم الفضاء في السودان ومصر. هي صحابة الفضل في إطلاق أول قمر صناعي سوداني بالتعاون مع الصين, حيث اقترحت وأوصت ببناء أول اقمر صناعي للاستشعار عن البعد. وقد أطلق عليه اسم SRSS-1 الذي اطلق يوم نوفمبر 3, 2019. وذلك لدعم الشعب السوداني اقتصاديا.
الدكتور المحبوب تعتبر أشهر علماء العالم والفيزياء الفكلية حيث أسندت لها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أخطر مهمة والتى تنطوى على وضع المعادلات الرياضية الخاصة بالصواريخ والمركبات الفضائية التى توجهت لكوكب المريخ. وتعتبر أول عالمة عربية مسلمة تصل إلى العديد من المناصب الأكاديمية والعلمية وقد تفوقت فيها. وأثبتت كفاءتها أكاديمياً وتفوقها تكنولوجياً. وصنعت إنجازات رائدة، ما وضعها في الصفوف الأولى من المجتمع العلمي.
قائمة whos who
ظهرت العالمة السودانية على قائمة من (هو/ هي whos who” ) العالمية كواحدة من أبرز علماء العالم والفيزياء الفلكية. كما أثبتت جدارتها كعالمة متميزة وكفؤة في مجالها. وقد أشادت بها وسائل الإعلام العالمية باعتبارها مُحققة رائعة للفيزياء الفلكية والرياضيات التطبيقية.
تنتمي العالمة السودانية لعائلة أم درمانية وتمتد جذورها نحو أكثر من اتجاه، كما زارت الكثير من مناطق السودان لأن والدها كان يعمل في وزارة الصناعة، وكان يتنقل مع العائلة من مكان الى مكان.
درست الفيزياء وعلوم الفضاء في السودان ومصر، وسافرت إلى هولندا عام 1988 بمنحة تعليمية من المجلس القومى للبحوث في السودان. وحصلت على الماجستير في الهندسة الفيزيائية والدكتوراه في هندسة البيئة الفضائية من جامعة ويسكونسن ماديسون.
تعمل أستاذة للفيزياء والرياضيات التطبيقية، بجامعة هامبتون بولاية فرجيني، عملت أستاذة في قسم علوم الفضاء وأنظمة الاستشعار عن بعد، ثم درست الكواكب ومكوناتها وطرق تحليلها بوكالة ناسا، كماتعمل المحبوب هذه الفترة على دراسة كوكب المريخ واكتشاف أسراره والثروات المعدنية بالكوكب الأحمر.
وتعد الدكتورة وداد محبوب, أول عالمة عربية مسلمة تصل إلى هذه المناصب الأكاديمية والعلمية بصفتها رئيس فريق مركز أبحاث الأرض والفضاء وتحليل نظم المعلومات الجغرافية التابع لجامعة هامبتون RCESG تشرف البروفيسور وداد و تعمل على عدد من أجهزة الكمبيوتر الفائقة التي تعمل على تحليل البيانات الطيفية الفائقة لتصنيف وصقل التصوير عبر الأقمار الصناعية للأهداف التي يتم مشاهدتها بإستخدام تقنيات التصوير الطيفي الفائق.
وتشارك وكالة الفضاء الاميركية ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية في تمويل المركز. ويتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمركز في تقييم جدوى تحديد المياه والمعادن على سطح المريخ باستخدام التصوير والمعطيات عن بعد.
المؤهلات العلمية
حصلت على الماجستير في الهندسة الفيزيائية والدكتوراه في هندسة البيئة الفضائية من جامعة ويسكونسن ماديسون. وتعمل أستاذة للفيزياء والرياضيات التطبيقية، بجامعة هامبتون بولاية فرجينيا. كما عملت أستاذة في قسم علوم الفضاء وأنظمة الاستشعار عن بعد، ثم درست الكواكب ومكوناتها وطرق تحليلها بوكالة ناسا. وتعكف حالاً على دراسة كوكب المريخ واكتشاف أسراره والثروات المعدنية بالكوكب الأحمر.
فمنذ مراحل دراستها الابتدائية والثانوية، تأصلت في نفس المحبوب نزعة علمية جارفة دأبت على تغذيتها بمطالعة الكتب والمجلات العلمية المتوافرة حينئذ في “المركز الثقافي الأمريكي” في الخرطوم. وبعد أن أنهت دراسة الفيزياء وعلوم الفضاء في السودان ومصر، سافرت في العام 1988 إلى هولندا بمنحة تعليمية من “المجلس القومي للبحوث” في السودان. وفي العام التالي، انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وواصلت تخصصها في جامعة ويسكونسن- ماديسون حيث أنهت شهادة الماجستير في الهندسة الفيزيائية. ثم نالت الدكتوراه في هندسة البيئة الفضائية من الجامعة عينها. وحينها، كانت المحبوب أول امرأة أميركية وعربية تجمع بين تلك التخصصات وتصل إلى تلك الدرجة العلمية.
الاستشعار عن بُعد
تشرف المحبوب على “مركز علوم الأرض والفضاء والاستشعار من بعد”، الذي يضم مجموعة من الحواسيب الخارقة (“سوبر كومبيوتر” Super Computer) تتمتع بخواص عالية الكفاءة. وتعمل أجهزة الـ”سوبر كومبيوتر” بنظام “المعلومات ذات الطيف الفائق” Hyper spectral Data. وتتشارك في تمويل المركز وكالة “ناسا” ووزارة الدفاع الأميركيتان. وتتولى المحبوب الإشراف على عدد من الطلاب الأميركيين في قسمي الماجستير والدكتوراه.
وفي حديث لها مع جريدة الحياة اللندنية, عرضت العالمة السودانية أهم إنجازاتها علمياً في مجال استكشاف البيئة الفضائية. وقالت: “في عملي الراهن، يتمثّل الهدف الرئيسي في التأكد من وجود المياه والمعادن على سطح المريخ من خلال تحليل المعلومات المتواصلة التي تبثها المركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية. أحياناً، ينطلق العمل من صور مشوشة وغير واضحة نعمل على تنقيتها في المختبر وإزالة ما فيها من شوائب عبر أجهزة متطورة، ومن خلال استخدام الطُرُق المنهجية في الرياضيات التطبيقية. وفي نهاية الأمر، نحصل على صور فضائية نقية وواضحة تماماً”.
المعلومات ذات الطيف الفائق
ولفتت المحبوب إلى بعض الحقائق المهمة في مجال عملها، وقالت: “من خلال دراسة المواد المعدنية، تبين أن الماء موجود في كوكب المريخ ما يعني أن من المحتمل ان تكون بعض أشكال الحياة قد نشأت فيه قبل حقب سحيقة… ولعل الكوكب الأحمر تعرّض لتغيّرات كارثية أخفت معالمه بشكل جذري”.
وأشارت إلى أن نسبة الأوكسجين على سطح المريخ لا تتعدى 2 في المئة، فيما يحتاج الإنسان إلى وسط تصل نسبة الأوكسجين فيه إلى 21 في المئة، كي يبقى على قيد الحياة. وسجلت المحبوب ابتكاراً في هذا النوع من البحوث لدى وكالة “ناسا” تحت عنوان “نموذج رياضياتي مؤتمت عن معادن المريخ” (Computerized Mathematical Model for Mars Minerals).
ووصفت إنجازها الآخر قائلة: “يتمثّل تحديد المواقع على سطح الأرض وتقسيمها وتصويرها بدقة متناهية وتحليلها عبر كومبيوترات عملاقة تستخدم نظام “المعلومات ذات الطيف الفائق”. وقالت: “استخدمنا 224 حزمة ضوئية تحمل المعلومات التي تأتي من شبكات الأقمار الاصطناعية. ثم قسّمنا الحزم الضوئية، ما أدى إلى تحسين جودة الصورة عبر تقسيمها إلى أجزاء صغيرة… فكلما كانت الحزمة صغيرة كلما أصبحت نقية ورؤيتها واضحة”.
ووفقا للعالمة السودانية, تستخدم هذه التقنيات في استكشاف الثروات الطبيعية الموجودة على سطح الأرض وباطنها مثل تحديد مواقع حقول البترول والمعادن وغيرها… تستعمل التقنيات ذاتها أيضاً في أغراض المسح الجيولوجي والاركيولوجي لمعرفة المكوّنات الأساسية للأرض وما تتعرض إليه من تغيرات وكوارث طبيعية. وسجلت المحبوب براءة اختراع عن ابتكار في علم الرياضيات متصل بهذا النوع من الرصد، حمل اسم “نموذج رياضياتي عن التصنيف العالي الدقة” Model for Highly Accurate Classification.
جوائز دولية
وتقديراً لجهودها العلمية والتكنولوجية، حظيت المحبوب بعدد من الجوائز المادية والمعنوية من وكالة «ناسا» ومجموعة من المؤسسات العلمية في أميركا.
كما حظيت بعضوية عدد من الجمعيات العلمية، يأتي في مقدمها «الجمعية الأميركية للرياضيات».
كما هي عضو في لجنة تدير القمرين الاصطناعيين «إيمز» AIMS و«كاليبسو». وهذان القمران ملك لجامعة «هامبتون»، وتموّلهما وكالة «ناسا»، ويعملان في مجال دراسة السحب الثلجية في الأرض.
ونشرت المحبوب عشرات الأوراق العلمية في المجلات العالمية المتخصصة حول أنظمة الاستشعار من بعد والأقمار الاصطناعية وبرامج الكومبيوتر الذكية وتقنيات التصوير والإشارات الضوئية وغيرها.
وحول مدى إفادة السودان من بحوثها وعلومها، أشارت المحبوب إلى انها راغبة في تطوير بلدها كي يتمكن من دخول صناعة الفضاء واستغلال ما يتمتع به ثروات طبيعية. وكذلك تحدثّت عن تجربتها كأول عالمة عربية مسلمة تصل إلى مناصب أكاديمية وعلمية رفيعة. وقالت: “من الطبيعي ان تُسلّط الأضواء على امرأة تشغل مثل هذه المناصب، ولكن بقدر كبير من الإعجاب والثناء، انما لم يخل الأمر أحياناً من التمييز العنصري”.