بفضل “الأتو ثانية”.. عالم مصرى يتمكن من جعل الزجاج موصلاً للكهرباء وسيجعل حركة الكومبيوتر والهواتف أسرع بمليار مرة
الآن وبعد قرابة ربع قرن، من حصول العالم المصري الراحل, أحمد زويل على جائزة نوبل جراء توصله لـ “الفمتوثانية”, تمكن الباحث المصري “محمد ثروت حسن”، الأستاذ في قسم الفيزياء والليزر بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، من رصد حركة الالكترونات في زمن “الأتوثانية” وهو زمن قياسي أسرع ألف مرة من الفمتوثانية.
اكتشاف الدكتور “ثروت”, جاء بالتعاون بالتعاون مع باحثين يابان وألمان من قياس حركة الإلكترونات داخل المواد العازلة تحت تأثير المجال الكهربي لنبضات الليزر، في “زمن الأتوثانية“.
رصد حركة الالكترونات
اكتشاف الباحث المصري يرصد حركة الإلكترونات في زمن الأوتوثانية التي تعد أسرع ألف مرة من الفيمتوثانية، التى توصل إليها العالم الراحل زويل, بما يساهم في تطوير تكنولوجيا التحكم في المجال الكهربي بنبضات ليزر الأتوثانية، وتحويل المواد العازلة للكهرباء مثل الزجاج إلى مواد موصلة للكهرباء.
وحول هذه الجزئية يقول د. “ثروت”, :”أي مادة مكون من جزيئات، فذرات، وداخلها يوجد إلكترونات، وسرعة الجزيئات والذرات هي الفيمتو ثانية، وإذا استطعنا التحكم في حركة الإلكترونات وجعلناها توصل التيار وتتحول إلى مواد موصلة وتستخدم في غلق التيار الكهربي، فإننا يمكن استخدام قطعة الزجاج أو أي قطعة غير موصلة في عمل إلكترونات في زمن الأتوثانية”.
الاستخدامات والتطبيقات
وحول أهمية هذا الاكتشاف للإنسانية وللعلم يقول د. ثروت في تصريحات إعلامية: “لو اعتمدنا على الأتوثانية، فإن الكمبيوتر أو الهاتف الذكي ستكون حركته أسرع الآن بمليار مرة.. الاستخدامات اليومية قد لا تحتاج هذا الأمر، لكن الحسابات الكبيرة والأشياء المرتبطة بعلوم الفضاء والمستقبل ستكون في حاجة أكبر، وهذه التقنية ستتاح في وقت قريب”.
يضيف: “حركة الإلكترونات هي أساس الحياة، ومن خلالها نرى كل شيء، وتدخل في المواد والتفاعلات الكيميائية ورصدنا لحركتها يساعد في التحكم فيها، موضحاً أنه يمكن استخدام السيطرة على حركة الإلكترونات في صناعة الأدوية، قائلاً: هناك ثورة طبية وكل واحد هياخد دواء على حسب الخريطة الجينية بتاعته ويمكن استخدامه في تحويل الزجاج إلى موصل للكهرباء”.
وتابع د. محمد ثروت: “بحثي يمكن لأول مرة نرصد حركة الإلكترونات في البيئة العادية والهواء، والهدف هو التقاط صور فيلمية لحركتها وهذا إنجاز علمي كبير في كل المجالات، لافتا إلى أن فريقه البحثي مكون من عدة دول، من الصين والكويت ومصر واليابان، وألمانيا، قائلاً: “سأكون فخور بإني أكون أول من قام بتصوير حركة الإلكترونات”.
ثروت وجائزة نوبل
وحول مدى اقترابه من الحصول على جائزة نوبل، قال :”الباحث الذى يعمل وفى ذهنه الجائزة لن يحصل عليها، ولنا في مخترع المصابيح الليد خير مثال، فاليابانيين إيسامو آكاساكي، وهيروشي أمانو، والأمريكي من أصل ياباني شوجي ناكامورا، نجحوا في اختراع المصابيح الليد في التسعينيات، ولكنهم حصلوا على جائزة نوبل في 2014، بعد أثبتت أبحاثهم أهمية المصابيح كونها موفرة للطاقة وصديقة للبيئة، ونظرًا لأهمية ذلك على البشرية، وهناك ابحاث علمية تحدث نقلات نوعية في العلوم والتكنولوجيا ومع التطور التكنولجي يمكن تحويلها لتطبيقات مفيدة للانسان وبالتاكيد هذا البحث يعتبر واحد من هذه الأبحاث”.
مفهوم الأتوثانية
يذكر أن زمن الأتوثانية، مقياس زمني، أسرع 1000 مرة من الفمتوثانية وهو زمن حركة الذرات والجزئيات التى تم رصدها منذ حوالي ثلاثة عقود ونصف بواسطة العالم أحمد زويل، مشيرًا إلى أنه كان واحد من ضمن الفريق البحثى الخاص بالدكتور زويل فى 2013، والذى كان يضم جنسيات مختلفة وكان وقتها المصري الوحيد بالفريق.