منوعات

من أهداف التنمية المستدامة بالمملكة.. ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع

تلتزم المملكة العربية السعودية بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتضعها في مقدمة أولوياتها بما يتفق مع خصوصيتها وثوابتها، وصدر أمر سامي بتكليف وزير الاقتصاد والتخطيط بمتابعة ملف أهداف التنمية المستدامة، كون وزارة الاقتصاد والتخطيط هي الجهة الداعمة للجهات ذات العلاقة والأجهزة الحكومية في التخطيط الاستراتيجي والتنفيذي.

وأعدت المملكة العديد من الاستراتيجيات والخطط التي تعزز أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ومن ضمنها الاهتمام الكبير بالخدمات الأساسية التي تمس احتياجات السكان ومن أهمها التعليم. وعليه، تسعى وزارة التعليم لتوفير فرصة التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة والسعي لرفع جودة المخرجات وزيادة فاعلية البحث العلمي. ويدل على ذلك ارتفاع إجمالي عدد طلاب التعليم العام بأكثر من أربعة أضعاف ليصل إلى نحو 5.4 مليون طالب وطالبة بنهاية العام 2016 م مقارنة بعام 1980 م. وقد فاقت نسبة النمو للإناث نظيرتها للذكور حيث بلغت نسبة النمو السنوية للإناث في المتوسط نحو % 5.3 للفترة نفسها. ويوجد توجه واضح نحو تساوي معدلات الالتحاق بالتعليم العام بين الجنسين وبشكل لافت بما يتسق مع نسبة تمثيل الذكور والإناث في إجمالي عدد السكان. وقد تم إعلان رؤية المملكة 2030 في أبريل 2016 ، حيث تهدف إلى التنويع الاقتصادي واستدامة التنمية من خلال مجموعة متنوعة من الإصلاحات الاقتصادية والمبادرات المنبثقة من برامج تحقيق الرؤية.

يتناول الجزء التعليمي من الرؤية ثلاثة مجالات رئيسة: تطوير المناهج الدراسية، وتقدم التعليم العالي وبناء المهارات اللازمة لسوق العمل. تدفع الرؤية إلى الأمام أهداف مثل «أن يكون هناك على الأقل خمس جامعات سعودية من بين أفضل 200 جامعة ضمن التصنيف العالمي؛ مساعدة الطلاب على تحقيق نتائج أعلى من المعدلات الدولية في مؤشرات التعليم العالمية؛ العمل على تطوير المواصفات الوظيفية لكل مجال تعليمي.

إن أولوية التعليم في المملكة العربية السعودية مسألة مركزية أكدت عليها المادة الثلاثون من النظام الأساسي للحكم، حيث نصت على: “توفر الدولة التعليم العام، وتلتزم بمكافحة الأمية”؛ ولذلك شهدت مسيرة التعليم نمواً مطرداً حيث وصل عدد المدارس في عام ( 1437 – 1438هـ) 2017 م إلى ( 38,368 ) مدرسة، يدرس فيها ( 6,230,108 ) طالب وطالبة، يتولى تعليمهم ( 537,147 ) معلماً ومعلمةً. وبلغ عدد الجامعات ( 28 ) جامعة حكومية، و( 30 ) جامعة وكلية أهلية، يدرس فيها ( 1,489,013 ) طالباً وطالبةً، كما أنه تم ابتعاث ( 174,333 ) طالباً وطالبة للدراسة في جامعات عالمية.

لقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ الانطلاق الرسمي لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ( 17 ) والمحققة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 م، على بناء أطر وطنية لتحقيقها،وكان الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، حاضراً في استراتيجية وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، وفي المبادرات والمشاريع التي انطلقت منها.

نال التعليم في المملكة العربية السعودية أكبر نصيب من الميزانية لعام 2018 م إذ بلغ ما تم تخصيصه لقطاع التعليم العام والعالي والتدريب 192 مليار ر.س ( 51 مليار دولار). إن قطاع التعليم يحظى بدعم ومتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن

عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله، فلهما الدور الرائد والمجدد في دفع العملية التنموية إلى آفاق جديدة تجعل من المملكة في المستقبل القريب بوتقة للعلوم والمعارف في أرقى تجلياتها.

ويمكن الإشارة بإيجاز إلى أبرز جهود وزارة التعليم في تنفيذ الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهي كما يلي:

تشكيل لجنة وطنية

تشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ الهدف الرابع في خطة التنمية المستدامة، وتهدف هذه اللجنة إلى قيادة الجهود ووضع الخطط وتنفيذ المبادرات المتعلقة بالهدف الرابع إضافة إلى مساندة الجهات المختصة بتنفيذ بقية أهداف خطة التنمية المستدامة فيما يتطلب دعم التعليم.

نظام حوكمة

بناء نظام حديث للحوكمة والسياسات ومنه: إصدار نظام موحد للتعليم، وكذلك نظام للجامعات.

استراتيجية التعليم والتدريب

بناء استراتيجية التعليم والتدريب في المملكة وتنص رؤيتها على: متعلم يحقق أعلى إمكانياته و مشارك في تنمية مجتمعه ووطنه من خلال نظام تعليمي عالي الجودة ومنافس عالمياً.

مبادرات

إطلاق عدد من المبادرات في ضوء رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.

فرص متساوية

تسعى وزارة التعليم إلى تحقيق متطلبات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في ضمان التعليم الشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة، وكان ذلك حاضرا في استراتيجيتها وفي المبادرات والمشاريع التي أطلقتها في مجالات متنوعة منها:

تعليم شمولي موائم لمتطلبات سوق العمل

تأخذ وزارة التعليم في اعتبارها عند تطوير نظامها التعليمي إلى ربطه مع احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية وتضمين برامجها التعليمية والتدريبية المعارف والمهارات المطلوبة لأصحاب العمل سواءً كان ذلك في التعليم العام أو التعليم العالي، وفي ذلك استجابة للهدف الرابع، ولعدد من أهداف التنمية المستدامة:

مبادرة وضع إطار عملي لضمان المواءمة بين مخرجات التخصصات الجامعية واحتياجات سوق العمل مشروع التعاون بين وزارة التعليم والهيئة العامة الاستثمار لتوظيف وتدريب المبتعثين والمبتعثات مشروع منصة سفير لخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهذه المنصة ستمكن القطاعين العام والخاص من البحث عن بيانات خريجي وخريجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والتواصل معهم وتمكينهم من فرص العمل المتاحة

مبادرة إنجاز السعودية وتهدف إلى تأهيل الطلاب والطالبات وتنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية لسوق العمل من خلال تقديم عدد من البرامج المهنية والتربوية المتخصصة، وقد تم تدريب ( 500 ألف) طالب وطالبة في هذه المبادرة.

تلتزم وزارة التعليم بمقاصد الهدف الرابع، ومن ذلك المقصد السابع لهذا الهدف والذي يتضمن: ”الترويج لثقافة السلام واللا عنف والمواطنة العالمية وتقدير التنوع الثقافي وتقدير مساهمة الثقافة في التنمية المستدامة”، وذلك بإطلاقها عدد من المبادرات في عدة مجالات منها:

  • المدارس المعززة للسلوك الإيجابي وهو مشروع يعنى بدعم وتنمية السلوك الإيجابي من خلال بيئة محفزة وبرامج إرشادية جاذبة ترتكز على البرامج ذات الأولوية لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والتربوي للطالب.
  • مبادرة أرامكو للتربية البيئية وفيها يتم تشكيل فريق من الطلاب داخل المدرسة تحت مسمى نادي أصدقاء البيئة يشارك في تحمل مسؤولية تحقيق التفاعل الواعي مع البيئة داخل المدرسة وخارجها.
  • برنامج التطوع في الميدان التربوي وهو برنامج يهدف إلى إيجاد جيل متعلم مبادر في العمل التطوعي ويشارك بفعالية في تنمية المجتمع وخدمة الوطن، كما يهدف إلى احترام العمل التطوعي وتنمية الحس الاجتماعي لدى الطلبة والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
  • مركز الوعي الفكري وبقوم على منهجية علمية تعمل على ترسيخ المبادئ الوطنية وبناء قاعدة مؤسساتية للتعامل مع الأفكار الدخيلة.
  • مبادرة وطني يحمي حقوقي وهي منصة تعليمية تفاعلية أعدت بالتعاون بين كل من وزارة التعليم وهيئة حقوق الإنسان وشركة تطوير في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان داخل مدارس التعليم العام.
  • المشروع الوطني للوقاية من العنف بين الأقران – التنمر.
  • برنامج الخط الهاتفي لمساندة الطفل وهو خط مجاني تم توعية الأطفال بأهدافه وضوابط استخدامه.
  • باحث المستقبل وهي مبادرة تهدف إلى تنمية المهارات البحثية لدى طلاب التعليم العام بدعم من الجامعات والمراكز البحثية.
  • الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي وهي مسابقة علمية سنوية تقوم على أساس التنافس في أحد المجالات العلمية.
  • المشاركة في برنامج جلوب البيئي العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى