مقالات

البروفيسور محمد الطريقي يكتب: مملكة جديدة كل عام

      منذ زمن التأسيس، ولا يكاد ينقضي عام على مملكتنا الغالية، إلا ويلحظ زائرها وجهًا جديدًا للحياة على أرضها، كأنه يزور مملكة جديدة في كل عام. قرأت كثيرًا من هذه الشهادات، وسمعتها، من شخصيات رفيعة اعتادت التردد على السعودية كثيرًا على مدار عقود من الزمن، وكلها تدور حول السرعة التي تتغير بها الحياة في بلادنا، والنمو المطرد الذي تدور عجلته بسرعة، وبقوة.

ومما يدل عليه هذا التغيير السريع المتنامي، والتطور المطرد في كل وجه من وجوه الحياة في المملكة، قوة الإرادة الوطنية لقيادة هذه البلاد، منذ عهد المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، طيب الله ثراه، وحتى عهدنا هذا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله.

وإن كان التطور في السنوات الأخيرة، منذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولاية عهد البلاد، أصبح عالي السرعة، حتى إن ما تحقق في سنوات قلائل، لم يكن أحد يتوقع أن يتحقق في عقود، بالإضافة إلى فارق جديد نوعي، هو فارق الجودة، فحرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الجودة لا يقل على الإطلاق عن حرصه على سرعة الإنجاز، وهذا ما ألمسه بقوة من واقع قربي من مجالي الإسكان التنموي الذي يشهد نقلات فارقة كمًا وكيفًا بقوة الدفع الهائلة التي توافرها لها رؤية 2030، والقيادات الشابة الواعدة عالية الطموح التي دفع بها سمو ولي العهد إلى قطاع  الإسكان، والقطاع الثالث والمشاركة المجتمعية وعلى وجه الخصوص الإسكان التنموي للمواطنين الأشد حاجة الذي أشاهد عن قرب حجم التحول الهائل في أدائه، والحرص على أن تسجل السعودية فيه واحدة من أرقى التجارب العالمية التي تدرس، وكذلك مجال الإعاقة والتأهيل الذي لا أبالغ على الإطلاق حين أقول إن المملكة اليوم تسجل سبقًا عالميًا فيما يقدم للفئات المستهدفة فيه، سواء على صعيد التشريعات، أو الحقوق، أو الخدمات المقدمة على أرض الواقع، وإنني إذ أقدم شهادتي هذه، فهي شهادة خبير أنفق حياته في خدمة الاشخاص ذوي الإعاقة والمطالبة بحقوقهم، وإنني اليوم أشهد بأن ما تحقق تجاوز ما كنا نحلم به بكثير، مع علمي بأن القيادة الحكيمة، لا سقف لاستجابتها بكل ما يكفل الحياة الكريمة لهذه الفئة الغالية من أبناء المملكة.

ولقد كان من نتائج هذا النمو السريع، والاستجابة السريعة من القيادة لتقديم أرقى الخدمات لفئات كانت مهمشة بالماضي، الانخراط الواضح الذي نلمسه من المواطنين في جميع مشاهد التنمية، والرغبة الجارفة من الجميع في أن يكونوا جزءًا من مشهد التطور السريع الذي تشهده بلادهم، بعدما أكدت لهم التجارب، أن ما سمعوه من ولي عهد بلادهم عن رؤيته الطموح 2030 التي بدأ بها عهده، لم يكن حملة ترويجية لقيادة جديدة، بل حلم ولي عهد لبلاده، حلم وضع له ولي العهد من الإمكانات، والقدرات، والميزانيات، والخطط، والقيادات، ما كان كفيلاً بوضعه على الأرض؛ ليكون قابلاً للتحقق، وليس حلمًا محلقًا في الهواء، وليس أدل على هذا من أننا اليوم، بدأنا بالفعل نجني ثمارًا لكل ما أعلن عنه سمو ولي العهد، مؤسس الرؤية المباركة التي تتقدم بلادنا بقوتها الدافعة بسرعة فائقة إلى الأمام، وقد تجاوزت مرحلة الأحاديث، إلى مرحلة الأرقام، وقد أصبحت اللغة المعتمدة اليوم في المملكة الجديدة، المملكة التي تحدث نفسها عامًا بعد عام، فيراها الزائر، بل يراها المواطن الذي تأخذه انشغالات العمل والحياة، ثم يلتفت إليها ويتأملها، مملكة جديدة كل عام.

البروفيسور/ محمد بن حمود الطريقي      

 مستشار التأهيل والتمكين والتنمية المستدامة

رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى