مبادرة سعودية لدعم مشاريع ترميم الشعاب المرجانية في العالم
تواجه الشعاب المرجانية في جميع بحار العالم، تدهوراً سريعاً يهدد بقائها بسبب تغير المناخ والأنشطة البشرية المختلفة. ولهذه الظاهرة عواقب وخيمة على ما يقرب مليار شخص يمثلون المجتمعات التي تعتمد بشكل مباشر على خدمات النظام البيئي للشعاب المرجانية الاستوائية. وتؤكد التوقعات الحالية أن الشعاب المرجانية قد تنقرض بحلول عام ٢٠٥٠، في حال لم تتحرك الدول وأوجدت تطبيقات وحلول عملية فعالة لهذه المشكلة. وفي هذا الصدد أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ( كاوست ) مبادرة طموحة لدعم استعادة الشعاب المرجانية في وقت يشهد العالم فيه تغيرًا بِيئِيًّا غير مسبوق. وتعد هذه المبادرة في جزيرة شوشة على ساحل البحر الأحمر أول مشروع واسع النطاق لترميم الشعاب المرجانية في العالم، تديره وتموله كاوست بالشراكة مع نيوم، أحد المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية التي تركز على الاستدامة وتحسين جودة الحياة وحماية الطبيعية. وتوفر هذه الشراكة الاستراتيجية بين الكيانين الخبرة البحثية والبنية التحتية التقنية اللازمة لتعزيز استعادة الشعاب المرجانية وترميمها على نطاقات كبيرة.
وقال البروفيسور توني تشان، رئيس كاوست بهذه المناسبة :”نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ الشعاب المرجانية، والتي يمكن القول إنها من بين أكثر النظم البيئية قيمة على هذا الكوكب. تعاني الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم من أزمة، وقد تعاونت كاوست مع نيوم ونخبة من الشركاء العالميين لنشر أفضل حلولنا العلمية والتقنية لترميم الشعاب المرجانية ، وإثبات ذلك في جزيرة شوشة “.
بدأ المشروع مع إنشاء مركز أبحاث المرجان في كاوست الذي يضم أعضاء من هيئة التدريس والباحثين المهتمين بتطوير مناهج جديدة لاستعادة الشعاب المرجانية. وسرعان ما تطورت هذه الخطة الطموحة لتصبح أساسًا لمبادرة أكبر من المرجح أن تدعم استعادة الشعاب المرجانية وترميمها في جميع أنحاء المنطقة لعقود قادمة. يشار إلى أن هذه المبادرة تهدف بالأساس لتكون عرضًا لتقنيات وأساليب استعادة الشعاب المرجانية المبتكرة التي يمكن تطبيقها في البحر الأحمر وأنظمة الشعاب المرجانية الأخرى حول العالم.
يتضمن المشروع زراعة مئات الآلاف من الشعاب المرجانية في موقع تجريبي بمساحة ١٠٠ هكتار يقع في البحر الأحمر شرق جزيرة شوشة، على بعد حوالي ٢٠ كيلومترًا من نيوم في محافظة تبوك في المملكة العربية السعودية. وسيشمل أيضًا مركز للأبحاث والسياحة البيئية لزيادة المعرفة حول النظم البيئية للشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي للأنواع التي تدعمها.
وفي هذا السياق قال المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لنيوم: “يسعدنا أن نتشارك مع كاوست في هذا البرنامج الرائد لترميم الشعاب المرجانية قبالة سواحل نيوم. ولا شك في أن النظام البيئي للشعاب المرجانية في البحر الأحمر في نيوم قد يفتح الطريق نحو مستقبلٍ مزدهرٍ للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم التي تعاني اليوم من تغيرات شديدة في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ العالمي. هذا البرنامج هو أيضاً مفتاح جهودنا لإعادة بناء البيئات الطبيعية في نيوم، ويعكس التزامنا بحماية النظم البيئية البحرية الغنية، وجهودنا لريادة مستقبل عمليات الحفظ البيئي “.
تلعب كاوست دوراً محورياً في هذا المشروع الواعد ، حيث توفر التمويل والبنية التحتية البحثية الشاملة والمختبرات المتطورة والتقنيات الرائدة. وتقدم نيوم الرؤية الشاملة والبنية التحتية التشغيلية والمواقع المخصصة لزراعة وتكاثر المرجان. ويقوم فريق دولي من الخبراء متعددي التخصصات الذين عمل توم مور على تعيينهم منذ وصوله – من المهندسين الذين يمكنهم بناء نظم أساسية لدعم الحياة ، إلى مديري المشاريع الذين يمكنهم تشغيل المرافق المعقدة ، إلى علماء البحار الذين لديهم معرفة عميقة بالبحر الأحمر وترميم الشعاب المرجانية ، وأخيراً القوى العاملة من الغواصين اللازمين لزراعة الشعاب المرجانية.