ماري كوري.. بمناسبة مرور 153 سنة على ميلادها
هي العالمة التي اكتشفت عنصر البولونيوم وأطلقت عليه اسم بلدها بولندا. وهي العالمة التي فازت بجائزة نوبل مرتين، وهي التي توفيت (عام) 1934، بسبب مرض أصيبت به نتيجة تعرضها للإشعاع لأعوام أثناء ابحاثها. ماري معروفة إلى حد كبير بعملها في مجال النشاط الإشعاعي، من المهم أن نتذكر أن ماري كوري كانت أول امرأة تحصل على جائزة نوبل على الإطلاق، وأول شخص وامرأة تفوز مرتين، والشخص الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في علمان مختلفان، وكذلك أول امرأة تحاضر في جامعة السوربون في باريس.
العزيمة القوية لماري كوري التي لا هوادة فيها، وفضولها النهم جعلها رمزًا في عالم العلم الحديث. فقد اكتشفت البولونيوم والراديوم، ودافعت عن استخدام الإشعاع في الطب وغيرت بشكل أساسي فهم العلماء للنشاط الإشعاعي. ستظل ماري كوري دائمًا مثالاً ملهمًا لجميع النساء الراغبات في ممارسة مهنة في مجال العلوم. دعونا اليوم نتذكر ماري كوري ودعونا نتذكر أن العالم لا يزال بحاجة إلى المزيد من النساء في مجال العلوم.
ولدت ماري سكودوفسكا-كوري في 7 نوفمبر 1867 – ورحلت عن الحياة في 4 يوليو 1934 عن عمر 68 عاما. ولدت ماري في مدينة وارسو التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم، وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين. وفي سنة 1891، لحقت بأختها الكبرى برونسوافا والتي سافرت إلى باريس للدراسة لتكتسب الجنسية الفرنسية فيما بعد.
عرفت ماري بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين حتى الآن وفي مجالين مختلفين، مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء. ولكن تقاسمت جائزة نوبل في الفيزياء مع زوجها بيار كوري حيث اكتشفا سويا عنصري البولونيوم والراديوم، أما جائزة نوبل في الكيمياء والتي فازت بها عام 1911 فقد حصلت عليها بمفردها. والشيق أن تفوز ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوجها فردريك جوليو-كوري أيضًا بجائزة نوبل لعام 1935. مما يدل على تأصل العلم في هذه العائلة الفريدة.
من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط الإشعاعي وإليها ينسب مصطلح “نشاط إشعاعي”. كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم، وتحت إشرافها أجريت أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة. كما أسست معهدي كوري في باريس وفي وراسو.
وخلال الحرب العالمية الأولى، أسست أول مراكز إشعاعية عسكرية. ورغم حصولها على الجنسية الفرنسية، لم تفقد ماري إحساسها بهويتها البولندية، فقد علّمت بناتها اللغة البولندية، واصطحبتهم في زيارات لبولندا. كما أطلقت على أول عنصر كيميائي اكتشفته اسم البولونيوم، الذي عزلته للمرة الأولى عام 1898، نسبة إلى بلدها الأصل. وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت عضوًا في منظمة بولندا الحرة. كما أسست معهدًا مخصصًا للعلاج بالراديوم في مدينة وارسو سنة 1932 يسمى حاليًا معهد ماريا كوري للأورام، والذي ترأسته شقيقتها الطبيبة برونسوافا.
توفيت ماري كوري بفقر الدم في 4 يوليو 1934، نتيجة سنوات من التعرض للإشعاع من خلال عملها. وحتى اليوم، فإن دفتر المعمل الخاص بها من 1899-1902 مشع وسيبقى لمدة 1500 عام.