للقضاء على البلاستيك نهائيا .. ابتكار أكياس ورقية قابلة لإعادة الاستخدام
الكيس الورقي، هو وعاء يُصنع من الورق بشتى أنواعه، ويكثر استخدمه في نقل المواد والأطعمة في مخازن التجزئة والـسوبر ماركت، وهي أفضل من أكياس النايلون من حيث ضررها بالبيئة، وأنه يمكن إعادة تحويلها وتصنيعها من جديد أو تحللها في التربة دون ضرر، لكونها مصنوعة أصلاً من مادة السيليولوز.
ومع تزداد الأسباب الموجبة للاستغناء عن أكياس البلاستيك واستبدالها بالكامل بأكياس ورقية، بعد أن تحول تراكم النفايات البلاستيكية إلى خطر يهدد البيئة حول العالم. تسعى مؤسسات كثيرة حول العالم لاتخاذ الخيار السليم، ما يعكس ارتفاع سوية الوعي الجمعي عن ضرورة مراعاة البيئة والحفاظ على الكوكب.
وأطلقت شركتا بيلرودكورنساس وأيه بي جروب باكجينج، المتخصصتان بمواد التغليف، خط إنتاج للأكياس الورقية القابلة لإعادة الاستخدام، وأطلقت المنتج في أسواق المملكة المتحدة.
وقالت فيرونيكا فيلكنر، مديرة المبيعات في شركة بيلرودكورنساس، – وفقاً لمرصد المستقبل-، إن “أهمية الأكياس الورقية القابلة لإعادة الاستخدام تكمن في المادة الخام (فايبرفورم) التي تمثل حلًا بديلًا للأكياس القماشية، لما تتصف به من متانة، وعلى الرغم من توفرها في الأسواق منذ فترة طويلة، لم تُستثمر ميزاتها بالكامل حتى الآن، ونسعى إلى تطوير منتجات كثيرة باستخدامها، لتصبح بديلًا عن المواد والحلول الأقل استدامة، للمساعدة في تقليل كمية البلاستيك والألمنيوم في منتجات كثيرة”.
وأظهرت الاختبارات المعملية قابلية الأكياس الورقية لإعادة الاستخدام أكثر من مرة؛ وأشارت فيلكنر إلى أن الشركة اختبرت حقيبة واحدة حتى تمزقت، مستغرقة 43 دورة استعمال، أي حملها نحو 860 مرة وهي مملوءة بوزن 16 كيلوجرام، فضلًا عن مواءمتها لجميع أنواع الطقس.
ويبقى الانتقال إلى المنتجات الورقية، والاستغناء عن الأكياس البلاستيكية بطيئًا، بسبب ارتفاع التكلفة، وقوة الصناعة البلاستكية، وبعض المفاهيم الخاطئة بأن الأوراق ضعيفة ولها تأثير أكبر على المناخ.
تهديد خطير
ويستهلك البشر نحو 78 مليون طن من المواد البلاستيكية، وتنتهي نسبة 32% منها في مياهنا، بما يعادل شاحنة نفايات كاملة خلال كل دقيقة، ووفقًا لدراسة علمية نُشِرت عام 2017 في مجلة ساينس، فإن كمية البلاستيك المُستهلك في الهند، التي يتم التخلص منها برميها في مياه المحيطات، جعلت البلاد في المرتبة 12 من بين 192 بلدًا شملته الدراسة في العام 2010. وحازت الصين على المرتبة الأولى في القائمة ذاتها، بينما صُنِّفت الولايات المتحدة في المرتبة العشرين. وذكرت دراسة أخرى، نُشِرت في العام ذاته، إن 75% من شواطئ بريطانيا ملوثة بنفايات بلاستيكية قاتلة.
النفايات البلاستيكية في البحار
تسبب البشر في العقود الأخيرة بأضرار كبيرة على الحياة البحرية، يتعذر إصلاحها بسبب فقدانها السيطرة على النفايات البلاستيكية. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي صعب لكن يمكن مواجهته؛ وفقًا لما ذكرته ليزا سيفنسون، مدير شؤون المحيطات في الأمم المتحدة، التي ترى أن تعاون الحكومات والشركات والأفراد على مستوى العالم لتقليل التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية سيحافظ على حياة الكائنات في المحيطات.
وقالت سيفنسون إن «هذه أزمة كبيرة على مستوى الكوكب.» وليست سيفنسون وحدها من تشعر بالخطر، بل يؤيدها غالبية الخبراء والمتخصصين، ممن يطالبون في كل مناسبة بتطبيق إجراءات دولية أكثر صرامة تجاه التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية.
ويتزايد الاهتمام العالمي بإنجاز ابتكارات تهدف للحد من استخدام البلاستيك المنتشر بكثافة في مكبات النفايات والغابات والصحارى والمحيطات وبكميات هائلة من النفايات المصنعة من النفط الخام التي تستغرق قرونًا عدة لتتحلل.
وتشير تقارير عالمية إلى أن التغييرات البسيطة في سياسة استخدام البلاستيك، من شأنها إحداث فارق كبير لصالح البيئة في المحصلة، وأدى حظر الأكياس البلاستيكية في أكبر سلسلتين من المتاجر في استراليا، منتصف العام الماضي، إلى انخفاض الاستهلاك الإجمالي للبلاد من الأكياس البلاستيكية بنسبة 80%.
وصوت الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول 2018على قرار حظر البلاستيك المُستخدَم لمرة واحدة بشكل نهائي بحلول العام 2021،
ولم يقتصر الحظر على الدول المتقدمة، إذ فرضت الهند عام 2017، حظرًا على استخدام البلاستيك المُستخدَم لمرة واحدة في العاصمة نيودلهي. وأصدرت كينيا عام 2017، أحد أكثر القوانين صرامة في العالم، بحظر استخدام أكياس البلاستيك التي تحولت إلى وباء في البلاد، لتصل عقوبة انتهاك القانون إلى 38 ألف دولار وسجن يصل إلى أربعة أعوام. ويشمل الحظر استخدام الأكياس البلاستيكية أو استيرادها أو تصنيعها، وتسعى صقلية حاليًا لتصبح أول مدينة إيطالية خالية من البلاستيك.
وينشغل باحثون ومؤسسات حاليًا في محاولة إيجاد حل ناجح للقضاء على كتلة نفايات ضخمة بحجم ولاية تكساس في المحيط الهادئ، ولم تثمر جهودهم حتى الآن. ويبقى الأمل معقودًا على إيجاد الباحثين لحلول إبداعية؛ ومنها الطرقات البلاستيكية المعاد تدويرها واليرقات آكلة البلاستيك، وغيرها من الابتكارات والأبحاث الطموحة.