منوعات

في مؤتمر (تحديات الوطن العربي بعد جائحة كورونا).. محنة كورونا أعطت للبشرية دروسًا قيّمة في التكافل والتعاون لمواجهة الأزمات.. البروفيسر محمد الطريقي رئيس المؤتمر يكرم الشخصيات المميزة بالدروع وشهادات التقدير

وسط حضور أكاديمي وعلمي كبير, أقامت أكاديمية الأمل للتنمية والتدريب برئاسة الدكتورة سمية القاضي, مؤتمرها السنوي الأول برعاية مجلس العالم الإسلامي تحت قيادة البروفيسر الدكتور محمد بن حمود الطريقي رئيس المؤتمر وذلك اليوم الجمعة 12 اغسطس2022, بقاعة (سوليتير) بفندق الجلاء بالقاهرة. وجاء المؤتمر تحت عنوان: (التحديات التي تواجه الوطن العربي بعد جائحة كورونا).. وذلك بحضور كوكبة من العلماء وأهل الاختصاص في مجالات علمية ومهنية مختلفة.

وفى البداية رحبت الدكتور سمية القاضي رئيس مجلس إدارة أكاديمية الأمل للتنمية والتدريب بالسادة ضيوف المؤتمر, كما ثمن الدكتور أشرف الليثي, المقرر العام للمؤتمر وجود العديد من الشخصيات العربية والسعودية البارزة مثل الاستاذ عبد الله الغامدى سكرتير عام المؤتمر, والدكتور ممدوح آل حمدان الرئيس الفخري للمؤتمر, والدكتور أحمد السعدي, سكرتير المؤتمر.

وقد شهد المؤتمر العديد من الأوراق العلمية والبحثية الهامة حيث افتتح الدكتور الطريقي أعمال المؤتمر بكلمة ترحيب أكد فيها أن محنة كورونا كانت درسًا إلهيًا عظيمًا للبشرية، بل دروسًا كثيرة كبيرة، ربما يعنينا منها في هذا المقام، قيمة التكافل والتعاون في مواجهة الأزمات والأوقات الحرجة”.

كما أكد البروفسير الطريقي أن أوقات الخطر التي مرت علينا جميعًا، علمتنا كيف يضع كل منا عينه على الآخر، يطمئن عليه، ويرعاه. مضيفا: تعلمنا كيف نتكاتف جميعًا لإنقاذ المعزولين المحاصرين بالوباء، تعلمنا أن قوتنا الحقيقية في تكاتفنا، وأن المرء بإخوانه.

جانب من السادة الحضور

وشدد الدكتور الطريقي على أن الجائحة التي مرت على البشرية، كانت ميدانًا جديدًا شهد بطولة جديدة من بطولات المرأة، وأخص هنا المرأة العربية، التي كانت دائمًا سندًا لمجتمعاتنا، وصاحبة العبء الأكبر في كل منجز تحققه بلادنا.

ونبه الدكتور الطريقي على أن انقضاء الجائحة، أو زوال خطرها بشكل كبير، لا يعني أن الحياة عادت كما كانت.. نعم عادت الحياة إلينا، لكن بمضاعفات وآثار جانبية خلفتها، وتحتاج إلى مضاعفة الجهود والتكاتف من جديد من أجل تجاوزها، وإعادة تأهيل المتضرر منها، وفي مقدمتهم أبناؤنا المعاقون.

إرشادات العمل الأمني أثناء جائحة كورونا

تحت هذا العنوان كانت ورقة السيد اللواء الدكتور “عز الدين الحمزاوي” مندوب مصر بلجنة tc176 المسئولة عن إصدار مواصفات الجودة القياسية العالمية والمنظمة الدولية للمواصفات iso . حيث قال: “بينما تسعى مختلف المنظمات حول العالم لاستثمار التقدم التكنولوجي الهائل فى بيئة العمل, واستغلال كافة مواردها لتعزيز قدراتها التنافسية؛ تفاجئ العالم كله بشكل عام والمنظمات بشكل خاص بجائحة كورونا, وما أحدثته من تأثيرات وتحديات هائلة في مختلف المجالات”.

منصة المؤتمر ويظهر فيها السادة الدكاترة أيمن إسماعيل جراب واللواء دكتور عز الدين الحمزاوي والبروفيسر الدكتور الطريقي والدكتور اشرف الليثي والدكتورة سمية أبو ضيف

واستعرض اللواء حمزاوى أبرز هذه التحديات التى واجهت المنظمات وفى بعض المجالات, وأهم الحلول المقترحة لمواجهة تلك التحديات.. حيث كانت أهم تأثيرات جائحة كورونا التوسع في العمل عن بعد, والتحول إلى الأعمال الالكترونية, والحفاظ على صحة ورفاهية العاملين.

وحول تأثيرات الجائحة على المجال الصناعي أكد اللواء الحمزاوي أن الجائحة ضربت العناصر الاساسية في سلاسل التوريد العالمية التى تعتمد عليها عولمة الإنتاج الصناعي, وهذه العناصر هى وسائل النقل والشحن واللوجيستيات, وحرية وسهولة تدفق التجارة, فبسبب الغلق والاجراءات الاحترازية تأثرت بقوة وسائل النقل بأنواعها, وتأخرت عملية الشحن والتفريغ وما يرتبط بها من خدمات لوجيستية, وفُرضت قيود على حرية تدفق السلع ومستلزمات الإنتاج عبر الحدود”.

البروفيسر محمد الطريقي رئيس المؤتمر يتبادل الجوائز مع الدكتورة سمية أبو ضيف والدكتور أشرف الليثي

واستطرد الحمزاوي: “وقد أثر كل ذلك بدوره على القطاع الصناعي, الذي أصبح يعتمد بقوة خلال السنوات الأخيرة على سلاسل التوريد العالمية, ولذلك بات القطاع الصناعي يبحر في مواجهة هذه الجائحة غير المسبوقة في رحلة بلا خريطة, وفي بيئة وظروف لم يألفها من قبل راسموا السياسات والمستثمرون في هذا القطاع”.

كما تناولت ورقة اللواء حمزاوى تداعيات الجائحة على المجال التعليم وعلى النظم التعليمية في جميع انحاء العالم, حيث أدت الجائحة إلى إغلاق المدارس والجامعات على نطاق واسع, الأمر الذى أثر على قرابة 421 مليون متعلم على مستوى العالم. ووفقا للبيانات الصادرة من اليونسكو في 10 مارس 2020 فإن إغلاق المدارس والجامعات ترك واحدا من كل خمسة طلاب خارج المدرسة على مستوى العالم.

الدكتور محمد الطريقي أثناء تبادل الجوائز مع الدكتورة سمية القاضي

وقد شملت الآثار الضارة لإغلاق المدارس توقف التعليم, لعدم تهيؤ أولياء الأمور للدراسة عن بعد, وعدم تكافؤ فرص الوصول الى بوابات التعليم الرقمية ارتفاع التكلفة الاقتصادية, وميل معدلات التسرب إلى الارتفاع الاثر الاجتماعي والاقتصادي… وغيرها.

وشدد اللواء الحمزاوى على ضرورة اتباع مواصفات نظم قياسية عالمية للخروج من هذه الازمات الكارثية. فمن خلال دمج المواصفات القياسية العالمية مع التطور التكنولوجي يحدث طفرة كبيرة في مختلف المجالات.

جانب من السادة الحضور

تأثير جائحة كورونا على الاطفال ذوي الاعاقة

وعبر تقنية الفيديو كونفرانس تحدثت للمؤتمر الاكاديمية المغربية الدكتورة “مينة القالي” خبير اضطراب طيف التوحد, مستشار دولي في التربية الخاصة والدمج المدرسي لذوي الإعاقة, حيث قالت أن الأطفال كانوا هم الحلقة الأصعب نفسيا للتعامل مع الوضع الجديد الذي تغير فيه كل شئ وفى مثل هذه الظروف يلجأ الاطفال للبالغين لفهم ما يجرى حولهم وبث الطمأنينة في نفوسهم الصغيرة.

وأضافت: “لقد ترتب على الحجر, عدم فهم الاطفال ما يحدث وعدم القدرة على التحكم والتعبير عن العواطف, فضلا عن سيطرة الكثير من الافكار السلبية. وصعوبة التكيف مع نمط الحياة الجديد”..

الدكتورأحمد السعدي يلقى كلمته

واكدت الدكتورة مينة القالي أن ثمة مجموعة من الأعراض التى يمكن للاباء والامهات إدراكها من خلال وقوع اطفالهم تحت وطأة القلق. منها الأعراض المزاجية كأن يصبح الطفل أكثر عصبية أو أسرع استثارة أو أن يبكي بكاء غير مبرر أو يغلب عليه الحديث عن الخوف, فضلا عن نقص الانتباه وضعف التركيز وسهولة التشتت.

واختتمت الباحثة المغربية بضرورة تهيئة الأبناء تهيئة نفسية وتقديم برامج توعوية إرشادية لمساعدة أولياء الأمور.. “بصورة عامة يحتاج الاطفال في وضعية الاعاقة الاستمرار في انشطة التفاعل الاجتماعي والاختلاط بالأقران من اجل تسهيل عملية دمجهم فى المجتمع. فضلا عن الالتزام بقواعد التباعد”.

دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة

وعن دور المرأة العربية في تحقيق التنمية المستدامة كانت ورقة الدكتور أيمن إسماعيل جراب مدرس إدارة الاعمال ونظم المعلومات الادارية بكلية العلوم الادارية لضباط القوات المسلحة –جامعة حلوان.. والذي تناول بدوره التعريف بالاستدامة.. المفهوم والمقصود, ونشأة وبداية وتعريف التنمية المستدامة ودور المرأة فى تحقيق تلك التنمية واهم التحديات والعصوبات التى تواجه الاستدامة.

الدكتور أبو ضيف مختار محمود

وأكد الدكتور ايمن ان المقصود بالاستدامة العمل على تحقيق الرفاه للانسان اقصى ما يمكن قدر استدامه عمره مع القدرة على تجديد وتنمية الموارد المتاحة وللأجيال القادمة قدر المستطاع.

أما التنمية المستدامة فقد عرفها الدكتور أيمن اسماعيل بأنها, تلبية احتياجات الاجيال الحالية من خلال استخدام الموارد المتاحة بكفاءة وفاعلية مع مراعاة احتياجات الاجيال التالية والحد من/تقليل الآثار السلبية وفي إطار من التعاون المشترك.

وحدد الدكتور أيمن محاور التنمية المستدامة: اجتماعية, اقتصادية, بيئية. على ان يتفرع منهم: العدالة, الاستدامة, التطبيق, التواصل.

كما حدد الدكتور أيمن مجموعة من الابعاد المطلوبة والتى تلعبها المرأة لتحقيق التنمية المستدامة لدى الاسرة العربية, ومنها:

  • توعية الأبناء والاسرة بالدور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
  • تغيير أنماط سلوك الشراء والاستهلاك.
  • تنمية موارد الاسرة.
  • تنظيم الاسرة
  • العمل الاسر المنتجة
  • المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتكاملة مع المتوسطة والكبرى.

تحديات التى تواجه التدريب والكوتشنج

وحول التحديات التى تواجه التدريب والكوتشنج فى الوطن العربي كانت ورقة المستشارة النفسية والأسرية الاردنية الدكتور فاطمة أحمد, والتى أكدت بدورها أن جائحة كورونا جاءت ثقيلة الظل على العديد من الموظفين والناس الذين خرجوا من العام الماضي صفر اليدين على المستوى العملي, فمع فرض الاغلاقات لفترات طويلة والعمل عن بعد, قلت فرص الحصول على دورات تدريبية ومهارات معرفية وفنية أو حتى فرص الالتقاء بخبراء والحصول على بعثات دراسية للتطوير أكثر.

وبالرغم من أن الدورات المعرفية والتدريبية كانت متاحة عبر الأونلاين خلال جائحة كورونا, غير أن هذه الفرصة التى اتيحت لبعضهم لم تكن متوفرة للكثير من الموظفين الذين لم تسعفهم الجائحة وتداعياتها بتطوير مهاراتهم التدريبية والمعرفية وتحقيق أهدافهم الوظيفية خلال العام الماضي.

واكدت الدكتور فاطمة أن الخبراء بدورهم أكدوا التاثير السلبي الكبير للجائحة فى تطوير مهارات الموظفين نتيجة توقف البرامج التدريبية والمهارات المعرفية, الأمر الذي ينسحب على مستواهم المهني وتطورهم الوظيفي.

تحديات رعاية وتاهيل ذوي الاحتياجات الخاصة

وتحت عنوان (تحديات رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بعد كورونا.. واقع.. ورؤية) جاءت ورقة الدكتور أبو ضيف مختار محمود الأستاذ بكلية علوم ذوى الاحتياجات الخاصة – جامعة بنى سويف.. حيث أكد ان قضية تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم, تحديا حضاريا للأمم والمجتمعات, فهي قضية إنسانية بالدرجة الاولى, والاهتمام بها مطلب ديني لجميع الاديان, ومطلب سياسي, عملا بمبدأ تكافؤ الفرص والتعليم للجميع, ومطلب اقتصادي كونهم فئة غير قليلة, فالاهتمام بهم يساعد في دفع عجلة الاقتصاد وزيادة الدخل القومي, ومطلب اجتماعي لانهم جزء من نسيج المجتمع, ينعكس صلاحهم على صلاح المجتمع ككل, ومطلب تربوي, لأن من حقهم التعلم, فهم يرغبون في التعليم ويتمنون الانخراط في المجتمع, يعيشون حياتهم ويمارسون أنشطتهم باحترام وتقدير, خاصة أنه إذا كان لديهم قصور فى ناحية معينة, فإن لديهم قوة وطاقة فى نواح أخرى, ربما أكثر من العاديين ومن ثم يجب استثمارها  وتوظيفها بالشكل الصحيح.

الدكتور أيمن إسماعيل جراب

كما أكد د. ابو ضيف انه كان لجائحة كورونا آثار عميقة على السكان في جميع انحاء العالم, حيث شكلت تحديا مستمرا خاصة لأولئك الاشخاص والاطفال ذوي الاعاقة وأسرهم, وعلى الرغم من الاهتمام بتوفير المعلومات حول المخاطر التي يتعرض لها كبار السن, إلا أنه تم تجاهل الاشخاص ذوي الاعاقة نسبيا, وكان هذا يمثل مشكلة نظرا لارتفاع المخاطر المرتبطة بالاعاقة.

وبين الدكتور ابو ضيف أن نتائج الابحاث أظهرت وجود العديد من المشكلات الصحية والاقتصادية والاجتماعية, ومشكلات القلق فضلا عن المشكلات الخاصة بالاعاقة والاجراءات الاحترازية التي فرضت البقاء في المنزل لفترات طويلة وتوقف المدارس ومراكز التربية الخاصة, مما وضع الجميع أمام موقف البحث عن طرق جديدة ومرنة تناسب الاحتياجات المختلفة لذوي الاعاقة.

وفى الأخير أوصى الدكتور ابو ضيف بضرورة تهيئة وتدريب ذوي الاعاقة واسرهم ومقدمى خدمات الاعاقة على بدائل أخرى للتعليم/ التدريب التقليدي, حيث يحتاج آباء الاطفال ذوي الاعاقات المختلفة لفترة من التدريب والتهيئة لقبول فكرة بدائل التعليم/ التدريب التقليدي, ويحتاج مقدمى الرعاية الى التدريب على الممارسات الجديدة. والاستفادة من نقاط القوة للتطور التكنولوجي لتمكين ذوي الاعاقة من ممارسة حياتهم, وضمان استمرارية تقديم الخدمات والدعم في حالات الطوارئ الصحية وغيرها.

وقد انتهت أعمال المؤتمر بتكريم الشخصيات بعض الأكاديمية والعلمية المميزة .. وقام الدكتور الطريقي بتقديم الدروع وشهادات التقدير على بعض السادة الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى