فى اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. 15 محمية طبيعية للحافظ على التنوع الأحيائي فى السعودية

ساهم الموقع الجغرافي المتميز للمملكة العربية السعودية, إضافة إلى وجودها ضمن نطاقين من نطاقات الأقاليم الجغرافية الصحراوية هما الإقليم الأوروبي الأسيوي والإقليم الإفريقي الاستوائي إضافة إلى وجود نطاقات صغيرة من الإقليم الصحراوي السندي، في تباين النظم البيئية والذي بدوره ساهم في زيادة محتوى عناصر التنوع البيولوجي في المملكة. ويوجد حوالي 67 تكوين جيولوجي سطحي في المملكة وكل تكوين له مناخه الخاص وبالتالي اصبحت تلك التكوينات بيئات مختلفة يحتوي كل منها على تنوع الاحيائي خاص به.

لقد تنوعت تدابير المحافظة علي التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية لتشمل كافة إجراءات المحافظة على عناصره ومكوناته في مواطن الطبيعية والعمل على انمائه بالصورة التي تضمن استمراره واستدامته للأجيال القادمة.

ثراء سعودي

ثمة ادّعاء واسع الانتشار، أن في البيئة السعودية قدرٌ قليل من التنوّع البيولوجي، فيفترض كثير من الناس أن الصحاري هنا خالية من الحياة. والحقيقة، هي أن البيئة البريّة السعوديّة تحتوي على تنوّع بيئي ثري بالمقاييس العالمية. إذ تؤوي المملكة ألوف الأنواع من النبات والحيوان، كل منها شهادة حيّة بالقدرة الطبيعيّة على تخطّي مصاعب الحياة في الصحراء. غير أن هذا النظام البيئي المدهش حسّاس على نحو لا نتخيّله، وهو مهَدَّد. لذا، علينا أن نتنبّه للحاجة إلى حماية هذا التنوّع البيئي الثمين، وأن ندعمه.

حتى اليوم، سُجِّل وجود ما لا يقل عن 505 أنواع من الطيور في المملكة، وأكثر من 100 نوع من الزواحف، وأكثر من 75 نوعاً من الثدييّات، وبضعة ألوف من أنواع النبات، وحتى أسماك المياه العذبة والبرمائيّات.

ويتميّز التنوّع البيولوجي المدهش في المملكة بتشيكلة طيور رائعة. مثلاً، فإذا قارنّا أكبر 12 بلداً في العالم، يمكننا أن نرى أن لدى المملكة من أصناف الطير في الكيلومتر المربّع أكثر من معظم الدول الكبرى الأخرى، ومن ضمنها تلك التي اشتُهِرَت بتنوّع طيرها، مثل الولايات المتّحدة وأستراليا، وحتى البرازيل. ومع أن في بعض البلدان أصناف طير أكثر في المجموع (مثلاً في كولومبيا أكثر من 1,800 صنف)، إلا أن الرسم 1 يُثبت أن المملكة ليست حتماً أرضاً جرداء خالية من الحياة البريّة، بل إنها ذات مخزون طبيعي تفخر به ويستحق الحماية.

التنوّع البيولوجي السعودي فريد

يذكر أن نحو %14 من تشكيلة الحيوان والنبات هي مستوطِنة (أي فريدة) في شبه الجزيرة العربيّة، وهذا يعني أن هذه الأصناف غير موجودة في أي بقعة أخرى من العالم. وبتعبير آخر، حيثما انتقلنا في البلاد، يكون واحد من كل ستة نباتات وحيوانات نراها، فريدة الوجود في شبه الجزيرة العربيّة وحدها. فإذا انقرضت هنا، فإنها تنقرض تماماً من الكرة الأرضيّة… في كل مكان… إلى الأبد. ويتركّز هذا المستوى من الاستيطان على الأخص، في البرمائيات وسمك المياه العذبة، التي يكون %63 و%86 منها على التوالي، فريدة الوجود في شبه الجزيرة العربيّة وحدها.

التنوّع البيولوجي في المملكة مجهول على نطاق واسع

حتى اليوم، فإن نحو %95 من جميع النباتات، و%77 من جميع أصناف الحيوان في المملكة، لم تُقَيَّم بعد رسمياً لدى علماء البيئة المستقلّين. بحالة التنوُّع، أو الوفرة، أو الحماية، للكثرة الغالبة من الأصناف في المملكة. وبعبارات أخرى، لا نعلم إن كانت هذه الأصناف وافرة، أو نادرة، أو على وشك الانقراض؛ كما لا نعلم إن كانت تتزايد، أو تستقرّ على حال، أو تتناقص، وما إذا كانت تنتشر أو تنحصر في بقعة معيّنة. ولهذا، تعمل إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية على رسم خريطة توثق توزُّع ووفرة التنوّع البيولوجي المهم، من خلال تضافر العمل الميداني والمسوحات عن بُعد.

الأنواع المهددة بالانقراض في المملكة العربية السعودية

هناك تزايد في أعداد الأنواع المهددة بالانقراض في مختلف أنحاء العالم، والحال لا يختلف في المملكة العربية السعودية. فحوالي 33 % من أنواع النباتات والحيوانات في المملكة العربية السعودية مصنفة رسميًا على أنها مهددة بالانقراض، وهناك ربما تناقص بحوالي 70% من أعداد النباتات والحيوانات.

على سبيل المثال، كان النعام موجودًا في كثير من أجزاء شبه الجزيرة العربية، وكان يصل حتى إلى الربع الخالي. ولكن هذا الطائر الضخم تعرض للصيد المكثف الذي أدى لانقراضه قبل عدة عقود.

وينطبق ذات الأمر على الحباري العربي الذي كان موجودًا في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، ولكن أعداده تضاءلت تدريجيًا بسبب فقدانه للموائل والصيد إلى أن اختفى في عام 1993 تقريبًا. ولحسن الحظ، شوهد طائرٌ واحد من هذا النوع في جزيرة فرسان في عام 2020.

كان طائر القطا المرقط، وهو طائر صحراوي ورد ذكره كثيرًا في الشعر العربي، يتواجد في معظم النصف الشمالي من المملكة العربية السعودية. وبدأ في الاختفاء بحلول عام 1980، ويمكن العثور عليه فقط الآن في بقعتين صغيرتين بالقرب من ينبع وحرض.

15 محمية طبيعية للحفاظ على التنوع الأحيائي في السعودية

تتمتع السعودية بمنظومة من البيئة البرية والبحرية تضم تشكيلة متنوعة من عناصر وموارد التراث الطبيعي, وبسبب هذا التنوع شكلت المملكة محميات عدة من أجل الحفاظ عليها, واستعانت في إجراء الدراسات والمسوحات اللازمة لإعداد منظومة المناطق المحمية بمجموعة خبراء عام 1991 قموا وثيقة “منظومة وطنية للمحافظة على الحياة الفطرية والتنمية الريفية المستدامة فى المملكة العربية السعودية” والتى أقيمت على اساسها الشبكة المعلنة من المناطق المحمية حتى الآن, وتتضمن المنظومة التى تم تحديثها أخيراً وفقاً للمستجدات البيئية اقترح حماية 75 منطقة (منها 62 منطقة برية, 13 منطقة ساحلية وبحرية).

جهود المملكة فى الحفاظ على التنوع

للمملكة العربية السعودية جهود في التغلب على المخاطر التي تهدد التنوع بشقية الأحيائي الحيواني أو النباتي يمكن حصرها فى النقاط التالية:

• إعلان المناطق المحمية وإعادة التوطين.
• المحافظة على الموارد المائية.
• المحافظة على البيئات الساحلية.
• أنظمة وإجراءات ترشيد الصيد والرعي.
• تبني برامج وخطط التنمية المستدامة والإدارة البيئية المتكاملة.
• إعادة تأهيل الموارد الطبيعية المتدهورة.
• الحصر والتقييم الكمي والنوعي للغطاء النباتي الطبيعي وما يحتويه من بيئات وتنوع حيوي.
• تقييم وتحديث الأنظمة واللوائح الخاصة بالغطاء النباتي والبيئة ومشاركة المجتمعات المحلية في تنمية وإدارة الموارد الطبيعية المتجددة

وفى الأخير: لا وجود لتنمية اقتصادية واجتماعية مأمولة دون حماية حقيقية للوسط البيئي الذي نعيش فيه لأن المشاكل البيئية وثيقة الصلة بمسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية.