منوعات

علماء الطب الشرعي: البكتيريا تكشف أسرار الإنسان حتى بعد الموت

البكتيريا وأسرار ما بعد الموت

كشفت الدراسات الحديثة عن مجموعة من الأسرار التي تخص البصمة الميكروبية للإنسان، فقد وجد أن كل إنسان يترك آثارًا على وجوده، وهذه الآثار تعتبر بصمات على تواجده في مكان ما، فثورة البصمات تغلغلت في حياتنا اليومية حتى إننا نجد حاليًا في بعض السيارات الحديثة أجهزة تتعرف على شخصية صاحبها من بصمات رائحة عرقه وصوته أو وجهه.

كشف الجريمة

يقول الدكتور محمد عبد الرحمن سلامة – الأستاذ بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية بمصر – إن العلماء في جامعة إلينوى في شيكاغو اقتربوا من دراسة عن فهم عما إذا كان من الممكن استخدام التجمعات الميكروبية التي يتركها المجرم في مسرح الجريمة لتعقبها، وقد أفادت النتائج أنه إذا تم استعادة البصمات الميكروبية للفرد من المحيط البشري الذي تعيش فيه، فإنه يمكننا تمييز فرد معين من بين مجموعة الأفراد الآخرين المتواجدين في مكان الجريمة نفسه.

الميكروبيوم البشري يكشف الجريمة

وفي تساؤل هل يمكن أن يكون الميكروبيوم البشري أداة تعقب قابلة للتطبيق؟ يقول الدكتور محمد سلامة: العلماء أعدوا سيناريو لعمليات سرقة وهمية في عشرة منازل، وقاموا بأخذ عينات من أسطح مختلفة في كل منزل وذلك مثل حدوث السرقة، وبعدها أخذوا عينات من أيدى وأنوف أصحاب المنازل واللصوص حيث وجد أكثر من 8000 تجمع ميكروبي فريد بين أكثر من 40 ألف شخص شاركوا في الدراسة، ثم حاول العلماء مطابقة البصمة الميكروبية مع اللصوص والمنازل التي سرقوها وقد وجد تطابق بنسبة 75%.

أوضحت التجربة – وفقا للدكتور سلامة – أن الميكروبيوم البشري قد يكون أداة إضافية أساسية للتحقيقات في مسرح الجريمة.

وأثبتت البحوث والدراسات أن جلد الإنسان له بصمة ميكروبية لا تتغير مع الوقت، حيث كشفت دراسة أمريكية أن كل شخص لديه مجموعة من الشخصيات من البكتيريا التي تعيش على الجلد ولا تتغير مع الوقت، وأظهرت الدراسة أن المناطق الدهنية من الجلد مثل الظهر والأذنين لديها البصمة الميكروبية الأكثر استقرارًا، إلا أن المناطق الجافة من الجلد مثل الكفين كانت مستقرة بشكل نسبي، أما الأقدام فكانت من المناطق التي يتغير فيها التركيب الميكروبي بشكل كبير ربما يرجع ذلك بسبب عوامل النظافة الشخصية.

ولكن هل يمكن أن تكون البصمة البكتيرية الخاصة بالإنسان ثابتة على مر الزمن؟ وهل تتغير بعد فترة طويلة من تغير العوامل البيئية الحيوية حوله، وهو يقوم بغسل يديه يوميًا بأنواع مختلفة من الصابون، ويقوم بتعقيمها باستخدام مطهر اليدين الذي يقتل البكتيريا بنسبة 99.9% أو 100%؟

يقول الدكتور سلامة: إن الطبقة الخارجية لجلد الإنسان هي التي يعمل عليها هذا الصابون أو المعقم، بينما ترقد البكتيريا عميقًا في بصيلات الشعر، وتحت طبقات الجلد القرنية، وسرعان ما يزول تأثير هذا المعقم أو الصابون فتعود طبقة “المايكروبيوتا” الخاصة إلى سطح الجلد من جديد تدريجيًا، وهذا ما يجعلها غير متغيرة.

يستطرد د. سلامة: لقد وجد علماء الطب الشرعي أن البكتيريا التي توجد داخل أجسامنا وفوقها يمكن أن تفشي أسرارنا حتى بعد الموت، ولذلك فهم يحاولون الآن تسخير هذه البكتيريا، حيث يعتقدون أن الجراثيم التي تعيش على أجسادنا وفي داخلها يمكن أن تحمل دلائل ومؤشرات على معرفة الظروف التي حدثت فيها وفاة شخص ما، وكم وقت مضى عليها.

وليس الأموات وحدهم الذين يجرى التعرف على أسرارهم عن طريق البكتيريا التي في أجسادهم، فالبصمات الميكروبية يمكن أن تستخدم كذلك في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي لتزويد الشرطة بمعلومات عن هُوية المجرم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى