منوعات

عاصمتها ” نُوا”.. هكذا ستبدو أول مدينة مستدامة على سطح المريخ.. شاهد بالصور

كشفت شركة ABIBOO Studio للهندسة المعمارية النقاب عن تصميم أول مدينة مستدامة على سطح كوكب المريخ. تأتي هذه الخطوة بعد وصول مركبة الفضاء المتجولة “المثابرة” إلى سطح الكوكب الأحمر بنجاح.

وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه تم الكشف عن الخطط من قبل استوديو ABIBOO للهندسة المعمارية، الذي له مكاتب في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مكتبين في الولايات المتحدة.

وقال استوديو الهندسة المعمارية، المدينة والتى أطلق على عاصمتها اسم “نُوا”, مكتفية ذاتياً على سطح المريخ، ويمكنها استيعاب مليون نسمة، وتنقسم إلى خمس مدن مختلفة، وتتبع بقية المدن الإستراتيجية الحضرية ذاتها.

المدينة التى صممت, على سطح كوكب المريخ, تقدم نموذجاً مرناً وقابلاً للتطوير يمكن تطبيقه بسهولة في العديد من مئات المنحدرات والأودية على سطح المريخ.

وتُعد الحلول المبتكرة التي تقدمها المدينة المريخية, بمثابة نتاج أشهر من التعاون الوثيق مع أفضل العقول العالمية في الفيزياء الفلكية، وأنظمة دعم الحياة، وعلم الأحياء الفلكية، والتعدين، والهندسة، والتصميم، والجيولوجيا الفلكية، والفنون، والعديد من المجالات الأخرى، بحسب ما ذكره مونيوز.

هكذا ستعمل المدينة

وفي لقاء صحفي مع موقع (CNN) بالعربية، يشرح مؤسس استوديو الهندسة المعمارية، “ألفريدو مونيوز”، تفاصيل حول تصميم المدينة وكيفية تكيفها مع أجواء المريخ غير الملائمة لحياة الإنسان.

ومن وجهة نظر مونيوز، تتعلق الاستدامة بالعناية بالبيئة وتحقيق الكثير بالقليل، قائلاً: “كنا نعلم أن الحل يجب أن يكون قابلاً للتطوير واستخدام الموارد المحلية مع القليل من المواد المنقولة من الأرض”.

يقول ألفريدو مونيوز: “اضطررنا لإجراء الكثير من التحليلات استناداً لعمليات الحوسبة ونقاشاتنا مع العلماء لمحاولة فهم الظروف التي سنواجهها.. إذ علينا مواجهة تحديات كوكب المريخ، ويتبدى أحدها بالجاذبية التي لا تمثل سوى ثلث الجاذبية على الأرض”.

الوصول إلى المياه !

ومن المقرر أن تقع العاصمة “نوا”، التي ستسوعب 25 ألف شخص، في “تيمبي مينسا”، وهو مجرى نهر على شاطئ المحيط المريخي القديم، حيث تتواجد إمكانية الوصول إلى المياه، ودرجات حرارة معتدلة، وحالة جيولوجية مناسبة لموائل الأنفاق داخل الجرف.

وعن سبب وقوع المدينة داخل جرف، يشرح مونيوز أن ذلك يحل العديد من التحديات المرتبطة ببناء مستعمرة واسعة النطاق على المريخ، إذ يوفر البناء داخل الجرف مزايا كبيرة مقابل البناء على السطح أو تحت الأرض.

وبفضل التركيب الجيولوجي للمنحدرات، من الممكن إنشاء شبكة حضرية كثيفة ثلاثية الأبعاد، مما يقلل بشكل كبير من المساحة والموارد اللازمة لأنظمة النقل والبنية التحتية، حسبما ذكره مونيوز.

ونظراً لامتلاك كوكب المريخ موارد قليلة مقارنة بالأرض، سيكون من الضروري التنقيب عن المعادن غير الموجودة في مكان واحد ومعالجتها لتوفير جميع متطلبات المستعمرة بأكملها.

ويسمح التفكير في خمس مدن بالوصول إلى الموارد الموجودة في مناطق مختلفة، ويوفر فائضاً عن السكان على كوكب المريخ، في حالة حدوث مشكلة في إحدى المدن.

وبالطبع، هناك مسارات حرجة مرتبطة ببداية بناء “نوا”، مثل مادة الصلب، وهي المادة الأكثر استخداماً، ويتم الحصول عليها من خلال معالجة المياه وثاني أكسيد الكربون.

بالإضافة إلى ذلك، يوضح مونيوز أن تقنية تصنيع كميات كبيرة من الأكسجين بحاجة إلى التطوير، ويأمل أن توفر مركبة “المثابرة” رؤيةً حول هذا الموضوع.

الروبوتات والذكاء الاصطناعي

وستكون الروبوتات والذكاء الاصطناعي أدوات أساسية لبناء مستوطنة دائمة على المريخ، وإذا استمرت الصناعة في نموها الحالي، فقد يبدأ استخدامها على المريخ في غضون عقدين أو ثلاثة عقود، وفقاً لما ذكره مونيوز.

وبشكل فعال، يحل تكوين “نوا” كمدينة عمودية على منحدر، العديد من المشاكل الحرجة على كوكب المريخ ، لأنها تحمي سكانه من الإشعاع المميت، وتأثيرات النيازك الدقيقة، بالإضافة إلى التغيرات الشديدة في درجات الحرارة، بحسب ما ذكره مونيوز.

وبينما أن التكنولوجيا الخاصة بإنشاء أنفاق بقطر 10 أمتار في “نوا” مشابهة لتلك المتوفرة في الوقت الحاضر، فإن التحليل الجيوتقني على الأرض سيكون مطلوباً، وسيكون ذلك من قبل رواد الفضاء الفعليين على الكوكب الأحمر.

القباب الخضراء

سيكون هناك بناء “القباب الخضراء”، التي ستعمل إما كمتنزهات للسكان أو كمكان لمحاولة زراعة نباتات تجريبية.

ويشير مونيوز إلى أن المدينة لا يمكنها أن تعمل بشكل كامل إذا كانت تكنولوجيا الصاروخ لنقل مثل هذا العدد الكبير من الناس غير متوفرة، موضحاً أنه “بالنظر إلى جميع التحديات السابقة، فإننا نقدر أن مدينة منحدرة على المريخ يمكن أن تبدأ عملية بنائها تقنياً بحلول عام 2054”.

وفي ذلك الوقت يمكن الانتهاء من إنشاء المدينة بحلول عام 2100.

ويضيف مونيوز: “على أي حال، يعتمد هذا التقدير على العديد من المتغيرات، بما في ذلك التحديات المذكورة والمتطلبات الأخرى المرتبطة بالحصول على التمويل والإرادة المناسبين”.

ونظراً لتصور “نوا” كمدينة دائمة يعيش فيها الناس، يؤكد مونيوز أن تنفيذها لا يتعلق فقط بالسلامة والسرعة، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى توفير البيئة النفسية، والمعمارية المناسبة للمواطنين لحياة مُرضية ومُثرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى