“سادات رحمان”.. الفائز بجائزة السلام الدولية للأطفال يكافح التنمر عبر التطبيقات الالكترونية
من أفضل أنواع الريادة تلك التي تستثمر فيها مهاراتك وشغفك في خدمة قضية عامة، وهو الأمر الذي يبدو أن الصغار في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يكتشفونه بسرعة أكثر من أجيال سابقة.
من النماذج الدالة في هذا المجال الشاب البنجلاديشي “سادات رحمان”Sadat Rahman البالغ من العمر 17 عاماً. الفائز بجائزة السلام الدولية للأطفال لعام 2020 International Children’s Peace Prize.
يقول عنه موقع الجائزة، أنه بسبب وظيفة والده كمدير مكتب بريد، تنقل كثيراً طوال طفولته، وعلى الرغم من أن هذا كان صعباً عليه، إلا أنه حقق أقصى استفادة منه، حيث استطاع تعلم مهارات جديدة وتكوين صداقات جديدة في كل منزل جديد. وكان الإنترنت أنيسه، ومع الوقت اكتشف في نفسه شغفاً بصناعة الفيديو وتطوير مواقع الويب، وهي المهارات التي اكتسبها عبر الإنترنت وأفادته لاحقاً في مبادراته. حيث استخدم هذه المهارات لمساعدة الأطفال والشباب الآخرين، من خلال منظمته لزيادة الوعي متطوعو ناريل ومن خلال تطبيقه الرائد لمكافحة التنمر عبر الإنترنت سايبر تيتنز Cyber Teens.
اكتشف “سادات” قوة الالتقاء مع شباب آخرين في عام 2017 ، عندما لجأ الروهينجا الفارين من الفظائع في ميانمار إلى بنغلاديش. حيث نظم السادات وأصدقاؤه مسيرة من أجل السلام، واستلهم من التجربة، وأسس منظمته الخاصة: متطوعو ناريل Narail Volunteersوالتي عالجت المجموعة مجموعة متنوعة من قضايا حقوق الأطفال.
وقد تركت قصة عن فتاة تبلغ من العمر 15 عاما انتحرت بعد تعرضها للتنمر عبر الإنترنت أثراً كبيراً على سادات، لدرجة أنه أنشأ تطبيقا مكافحة التنمر الإلكتروني “سايبر تينز Cyber Teens” لمنح المراهقين العاجزين مكانا يلجأون إليه للحصول على المساعدة.
تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية المتعلقة بالتنمر عبر الإنترنت في خوف الشباب من إبلاغ الشرطة أو إبلاغ والديهم بذلك. ويمنح التطبيق الشباب معلومات حول أمان الإنترنت ويمنحهم إمكانية الإبلاغ عن التنمر الإلكتروني بسرية. وقد استطاع من خلال التطبيق جمع المتخصصين في مجال الإنترنت والأخصائيين الاجتماعيين والشرطة معاً.
وقد دعم التطبيق بالفعل أكثر من 300 ضحية للتنمر عبر الإنترنت، وشمل ذلك الإبلاغ عن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة وتقديم الدعم لمشاكل الصحة العقلية. وأدى التطبيق إلى توقيف ثمانية من مرتكبي الجرائم الإلكترونية حتى الآن.
كما نجح سادات في الوصول إلى أكثر من 45 ألف مراهق من خلال ندوات حول أمان الإنترنت في المدارس والكليات. حيث أنشأ “نوادي الإنترنت” في كل مدرسة في منطقته المحلية. ومن خلال هذه النوادي، يتم محو الأمية الرقمية للشباب الصغير. ويريد “سادات” الآن نشر التطبيق خارج منطقته المحلية لمساعدة ضحايا التنمر عبر الإنترنت في جميع أنحاء بنجلاديش.
يسعى “سادات” لرؤية عالم يشعر فيه الشباب بالأمان عبر الإنترنت، يقول عن ذلك “أعيش في منطقة نائية، وأنا فتى عادي جدا، فإذا كان بإمكاني إنقاذ المراهقين من التنمر عبر الإنترنت، فلماذا لا يستطيع الآخرون ذلك؟
مضيفا “أعتقد أن لدينا الآلاف من الأولاد والبنات الموهوبين في بنجلاديش لكنهم قد لا يحصلون على الفرصة أو الشجاعة. سيكونون مصدر إلهام لرؤيتي وأعتقد أنه في العام المقبل، فإن الأولاد والبنات في بنجلاديش وفي جميع أنحاء العالم سيفعلون الكثير من الخير للمجتمع”.
يستطيع الشباب الصغير تعلم ما يحب، والسعي وراء شغفه كما أراد، ولكن عليه أن يتعلم كيف يغزل الاهتمام بقضايا المجتمع مع حبه وشغفه مستفيدا من مهاراته التي تعلمها.
د. مجدي سعيد