رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمدن 2021
كتبها: أنطونيو غوتيريش*
المدن مراكز للابتكار والإبداع البشري، ومراكز محتملة للعمل التحويلي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وبناء عالم خال من الكربون، وقادر على التكيف مع تغير المناخ وعادل اجتماعيًا.
ويأتي موضوع اليوم العالمي للمدن لهذا العام، “تكييف المدن من أجل التأقلم مع تغير المناخ”، في وقت يجب أن تكون فيه المدن أقدر على التكيف من أي وقت مضى؛ فقد كانت بؤرا لتفشي جائحة كوفيد-19 وهي على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.
وعلى صعيد العالم، يعيش أكثر من بليون شخص في مستوطنات عشوائية، 70 في المئة منهم معرضون بشدة للتأثر بتغير المناخ. ويمكن أن يُعرِّض ارتفاع مستوى سطح البحر أكثر من 800 مليون شخص في المدن الساحلية لخطر مباشر بحلول عام 2050. ومع ذلك؛ فإن 9 في المئة فقط من التمويل المناخي المخصص للمدن يوجّه إلى تمويل أنشطة التكيف والقدرة على التكيف، وتتلقى المدن في البلدان النامية أقل بكثير مما تتلقاه البلدان متقدمة النمو، وهذا يجب أن يتغير – إذ ينبغي أن يخصص نصف التمويل المناخي للتكيف.
ونحن بحاجة إلى نهج شامل للجميع يركز على الناس لتخطيط المدن وبنائها وإدارتها، وتعد البنية التحتية القادرة على الصمود ونظم الإنذار المبكر والأدوات المالية للتخفيف من المخاطر أدوات حاسمة في إطار سعي المدن إلى التكيف وحماية حياة سكانها وسبل عيشهم.
ويمكن للمدن أن تنير الطريق نحو التعافي بشكل أفضل من الجائحة، والحد من الانبعاثات بالنطاق والسرعة اللذين يحتاجهما العالم، وتأمين مستقبل قادر على الصمود لبلايين الناس.
وفي هذا اليوم العالمي للمدن، دعونا نجدد عزمنا على مواجهة التحديات الحضرية، وتخفيف المخاطر، وإيجاد حلول دائمة. ومعًا، يمكننا تحويل مدننا، وبالتالي تحويل عالمنا.
- الأمين العام للأمم المتحدة