حلمها “أنسنة المدن”.. “الشيماء الشايب” أول مهندسة إنشاءات سعودية

الشيماء بنت عبد الله الشايب هي أول مهندسة إنشاءات سعودية.. طموحها القيادة.. ترى نفسها “محظوظة”.. تعشق المغامرة والتحدي.. صاحبة إرادة قوية أهلتها لتقتحم عالم الهندسة المدنية الذي طالما احتكره الرجال.. حصلت “الشيماء” على شهادتها من جامعة سيدني للتكنولوجيا بأستراليا، كما حصلت على درجة الماجستير في الهندسة المدنية، وهي باحثة في مجال الخرسانة..

ولدت الشيماء في (الجبيل) أرياف واحة الأحساء في السعودية ونشأت في بيئة تحفز المرأة للمشاركة في اقتصاد الأسرة. تصف شخصيتها بأنها فتاة حالمةٌ وادعة، تخطو بأمان “فقد تغذيت على معنى إعمار الأرض، وهذا ما يبعث في داخلي ارتياحًا ببذل الجهد وتراكم الخبرة والمعرفة ونقل التجربة للأجيال القادمة”.

تعتبر “الشيماء الشايب”.. أول مهندسة سعودية متخصصة في الإنشاءات، كما أنها أول مهندسة في المملكة تحصل على شهادة الفاحص المعتمد في فحص جودة المباني. قامت بتدشين أول جمعية للمهندسات السعوديات، وتعمل حاليًّا مهندسة مدنية بشركة بارسونز السعودية والشركة الوطنية للإسكان. رُشِّحت سفيرة للعدالة والسلام، ويحدوها الأمل لترك بصمة في المجال الهندسي حول العالم.

رعاية أسرية

حظيت الشيماء الشايب برعاية عائلية ترتبط بالتربية والتّعلم.. بالمشاركة والتقليد، تأثرت بجدّها الشيخ عبدالمحسن أبو ناصر، ووالدها وخالها جواد الشيخ الأديب المعروف، وإخوتها الذين يكبرونها، لعّل تأثير والدها المهندس عبدالله الشايب الفنّي هو الأقوى، عاشت انعكاس رؤيته من خلال تصميم منزلهم وسعيه الدؤوب للحفاظ على التراث العمراني.

بالإضافة إلى الجو العائلي المحفز فإن اختيار الشيماء لمجال الهندسة كان دافعه اهتمامها بتصميم المباني وتهيئة البنية التحتية للمدن، وإنعاش الحياة المدنية بالطرق والمواصلات وإمدادها بالمياه النظيفة والحد من الفيضانات وسلامة المنشآت ودراسة التكاليف المرتبطة بحلول ذكية ومبتكرة تضمن التنمية المستدامة.

أنسنة المدن

أعجبتها مفاهيم الهندسة وما قد يمكن أن تقدمه كإنسان لإعمار الأرض، وتنميتها، وبما يحقق أنسنة المدن، ولا أغفل  عن هوية  المملكة وتاريخها  في الحفاظ  على التراث، وكذلك المساهمة في تحسين جودة الحياة، وتحسين حياة الفرد.

تحديات وإنجازات

تقول الشيماء “التدريب في مكاتب هندسية أسترالية أكسبني خبرة، بالاضافة إلى دراسة الماجستير وبحثي حول “إدارة المياه وتكنولوجيا الخرسانة”، وتضيف “تمنيت تبنيها وتطويرها كمحرك بيئي واقتصادي في وطننا”.

حلمها “أنسنة المدن”.. “الشيماء الشايب” أول مهندسة إنشاءات سعودية

الشيماء وإنماء الوعي

تمكنت الشايب من إطلاق جمعية مهندسات سعوديات، بدعم من 16 مهندسة من زميلاتها شاركن بالتأسيس، لتصبح  أول جمعية من نوعها كمؤسسة مجتمع مدني تطوعية غير ربحية.

هدف الشايب من وراء هذه الجمعية، إنماء الوعي، والارتقاء بتخصصات الهندسة وتعزيز حضور المرأة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وإقامة أنشطة وفعاليات متنوعة، وكان آخرها كان توقيع اتفاقية تعاون مع لجنة المهندسات القطرية في  المؤتمر الهندسي الخليجي ٢٤ في الدوحة هذا العام.

كان لوجيا السفر

مبادرة أخرى أطلقتها الشايب تحت مسمى “مكان لوجيا السفر” للتعريف بأماكن تشكل قيمة استثنائية لمشاركتها مع الآخرين والدعوة لزيارتها، وفي هذا حققت شغفها بالتغذية البصرية والتذوق الجمالي في تكوينات المكان والنسيج العمراني التراثي والمعاصر، والتفاصيل العمرانية، وزوايا الإبداع، والتحليل المعماري في توظيف للمساحات.

اكتسبت الشايب هذا الشغف من والدها الرائد في التراث العمراني وأنشأ أول مركز للصناعات الحرفية في المملكة عام ٢٠٠٤، واستلهم تصميم نزل العائلة من  العمارة الأحسائية الإسلامية، والمواد المحلية في التصميم الداخلي، كاستخدام جذع النخلة في الأسقف.

الشيماء في سطور:

• انتسبت لعضوية منظمة المرأة في الهندسة في أثناء دراستها الهندسة المدنية عام ٢٠١٢.
• شاركت في تأسيس أول نادٍ دولي يهتم بتبادل الثقافات، وفي عام ٢٠١٩.
• انتُخبت من شركة بارسونز العالمية ممثلاً للمملكة في برنامج التطوير الوظيفي المبكر.
• رشحها المركز العربي الأوروبي عام ٢٠١٩ أوَّلَ سعودية سفيرة للعدالة والسلام.
• شاركت في المؤتمر العالمي بالجمعية النرويجية للعدالة والسلام التابعة للأمم المتحدة بالعاصمة النرويجية أوسلو عام ٢٠٢١ بورقة عمل بعنوان (استدامة حضور المرأة في الهندسة من خلال جائحة كورونا في المملكة بين التحديات والإنجاز).
• التحقت بشركة بارسونز السعودية العالمية بوصفها أول مهندسة مدنية لتصميم شبكات مياه.
• تمكنت بوصفها أول مهندسة سعودية من الحصول على الاعتماد في فحص وتقييم المباني المستدامة من منصة البناء المستدام.
• تم تكريمها من مكتب السفير الأسترالي تود ميلر ٨ مايو ٢٠٢٣ لدى السعودية، لجهودي في رسم خارطة الطريق للأخريات للالتحاق في تخصص الهندسة المدنية.
• حصلت على دبلوم سلام للتواصل العالمي في عام 2021.
• العمل على الحقيبة الدبلوماسية الثقافية لتكون مرجعية مجموعة العشرين السعودية، وحضور السلسلة الأولى من الحوار الوطني عبر المرأة السعودية IW20، والمشاركة في ندوات الأمم المتحدة – لجنة وضع المرأة.
• عضو “سعف” في الوضع الاستشاري لدى مندوب الأمم المتحدة، ومندوب المفوض للمنظمات غير الربحية للمساواة بين الجنسين لرفع الوعي Gender equality في العالم العربي.
• تمثل المرأة السعودية بالمشاركة في الدورة 65 للجنة الأمم المتحدة.