نابغون

حصدهما خلال 22 عامًا.. فردريك سانغر.. العالم الوحيد الحاصل على “نوبل الكيمياء” مرتيّن

العالم البريطاني فردريك سانغر، هو العالم الوحيد في العالم الذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء مرتين، ولم يحقق هذا الإنجاز سوى عالم آخر، ولكن في مجال مختلف وهو الفيزياء. ويعود لـ “سانغر” الفضل في تطوير طريقة تسلسل الحمض النووي، وهو ما يمكننا من قراءة الجينات، وهذه العملية الآن أصبحت تسمى باسمه وهي “عملية سانغر”.

ولد فردريك سانغر في 13 أغسطس عام 1918، في بلدة رندكومب، وهي قرية صغيرة في غلوسترشير، إنجلترا، وكان الابن الثاني للطبيب العام، فردريك سانغر، وزوجته سيسيلي سانغر. كان أحد ثلاثة أطفال، وكان شقيقه ثيودور أكبر منه بعام واحد، بينما كانت أخته ماي (ماري) أصغر منه بخمسة أعوام.

ولد فردريك سانغر في 13 أغسطس عام 1918، في بلدة رندكومب، وهي قرية صغيرة في غلوسترشير، إنجلترا، وكان الابن الثاني للطبيب العام، فردريك سانغر، وزوجته سيسيلي سانغر

شغف مبكر بالعلم

كان سانغر الأب يعمل طبيبًا في الصين، لكنه عاد إلى إنجلترا بسبب تدهور صحته، وفي عام 1916 وعندما كان في الأربعين من عمره، تزوج “سيسيلي” التي كانت أصغر منه بأربع سنوات. انضم والد سانغر إلى جمعية الأصدقاء الدينية المتنوّرة (الكويكرز) بعد فترة وجيزة من ولادة ابنيه ورباهما على أنهما من “الكويكرز”، لكن كانت والدة سانغر ابنة صاحب شركة قطن ثري ولديها خلفية تابعة للكويكرز، لكنها لم تكن نفسها من الكويكرز.

و”الكويكرز” هي مجموعة من المسيحيين البروتستانت نشأت في القرن السابع عشر في إنجلترا على يد جورج فوكس، وهذه الجمعية شجعت على القيم العلمية والمواهب العلمية، عرفت الطائفة حضور هام للعلماء من حيث حضور العلماء، هو أعلى لديهم مقارنة مع طوائف وديانات أخرى كما وقد برز عدد كبير منهم في الجمعية الملكية البريطانية وجوائز نوبل وبنسبة تفوق نسبتهم السكانية. وبسبب هذه القضايا، فقد تم ذكر أن “الكويكرز” ممثلون بشكل أفضل في العلوم أكثر من معظم الأديان. بعض المصادر، بما في ذلك بيندل هيل وموسوعة بريتانيكا، تشير إلى أنه على مدار أكثر من قرنين تم تمثيلهم بشكل أكبر من نسبتهم السكانية في الجمعية الملكية. مما دفع عدد من الباحثين الربط بين ارتفاع معدل الذكاء.

عندما كان سانغر في الخامسة من عمره، انتقلت العائلة إلى قرية صغيرة في تانوورث إن أردن في وركشير. كانت الأسرة ثرية ووظفوا مربية لتعليم الأطفال. في عام 1927، وفي سن التاسعة، أُرسل إلى مدرسة داونز، وهي مدرسة إعدادية سكنية يديرها الكويكرز بالقرب من مالفيرن. كان شقيقه ثيو يسبقه بسنة في نفس المدرسة. في عام 1932، في سن الرابعة عشر، أُرسل إلى مدرسة برايانستون التي كانت قد بنيت مؤخرًا في دورسيت. اعتمدت المدرسة برنامج دالتون للتعليم وكان لديها نظام أكثر ليبرالية يفضله سانغر كثيرًا.

كان سانغر يحب أساتذته في المدرسة وكان يستمتع بشكل خاص بالمواد العلمية. حصل على شهادته المدرسية في وقت مبكر، إذ حصل على سبعة اعتمادات، وتمكن سانغر من قضاء معظم عامه الأخير في المدرسة في التجارب في المختبر إلى جانب أستاذ الكيمياء، جيفري أورديش، الذي درس في الأصل في جامعة كامبريدج وكان باحثًا في مختبر كافندش. أدى العمل مع أورديش إلى تغيير منعش لعادة الجلوس ودراسة الكتب وإيقاظ رغبة سانغر في متابعة مهنة علمية.

حصل على شهادته المدرسية في وقت مبكر، إذ حصل على سبعة اعتمادات، وتمكن سانغر من قضاء معظم عامه الأخير في المدرسة في التجارب في المختبر

عملية سانغر

انتقل مرشد سانغر، ألبرت نويبيرغر، إلى المعهد الوطني للأبحاث الطبية في لندن، لكن سانغر بقي في كامبريدج، وفي عام 1943 انضم إلى مجموعة تشارلز تشيبنول، وهو كيميائي مختص بالبروتين تولى حديثًا منصبًا في قسم الكيمياء الحيوية.

عمل تشيبنول على بنية الأحماض الأمينية للأنسولين البقري، واقترح أن ينظر سانغر في المجموعات الأمينية في البروتين. وكان الأنسولين وقتها أحد البروتينات القليلة جدًا المتوفرة في شكلها النقي. حتى هذا الوقت كان سانغر يمول نفسه. في مجموعة تشينبول، كان يتلقى دعمه في البداية من قبل مجلس البحوث الطبية ثم من عام 1944 حتى عام 1951، من قبل زمالة بيت ميموريال للأبحاث الطبية.

كان أول إنجاز لسانغر هو تحديد تسلسل الحمض الأميني الكامل لسلسلتي بولي ببتيد من الأنسولين البقري، أ وب، في عامي 1952 و1951 على التوالي. قبل ذلك، كان يُفترض على نطاق واسع أن البروتينات كانت مواد لا بلورية إلى حد ما. في تحديد هذه التسلسلات، أثبت سانغر أن البروتينات لها تركيبة كيميائية محددة.

فردريك سانغر حصد العديد من الجوائز والأوسمة خلال حياته العلمية، حيث حصل على وسام الاستحقاق ووسام رفقاء الشرف ورتبة الإمبراطورية البريطانية وزمالة الجمعية الملكية وزمالة الأكاديمية

حاز فردريك سانغر جائزة نوبل في الكيمياء في سنة 1958 «لعمله على هيكلية البروتين، وخاصة الإنسولين». كما طور كذلك طريقة تسلسل الحمض النووي، وهو ما يمكننا من قراءة الجينات، وهذه العملية الآن أصبحت تسمى باسمه وهي عملية سانغر. في 1977، بفضل هذه الطريقة، نجح فريقه في إعادة بناء أول تسلسل لمجين كامل لكائن بيولوجي، فيروس العاثية فج فيكس 174.

وسنة 1980، حاز سانغر مع مشاركه ولتر غيلبرت على نصف جائزة نوبل في الكيمياء (النصف الآخر تحصل عليه بول برغ) «لمساهماتهما في تحديد تسلسل قاعدة الأحماض النووية».

رفقاء الشرف

فردريك سانغر حصد العديد من الجوائز والأوسمة خلال حياته العلمية، حيث حصل على وسام الاستحقاق ووسام رفقاء الشرف ورتبة الإمبراطورية البريطانية وزمالة الجمعية الملكية وزمالة الأكاديمية الأسترالية للعلوم (13 أغسطس 1918 – 19 نوفمبر 2013) كان عالم كيمياء حيوية بريطاني فاز مرتين بجائزة نوبل في الكيمياء، وكان أحد شخصين فقط يحققان هذا الإنجاز (الآخر هو جون باردين في الفيزياء)، كان رابع شخص في العالم يحصل على جائزتي نوبل، وثالث شخص في العالم يحصل على جائزتي نوبل في العلوم. في عام 1958، حصل على جائزة نوبل في الكيمياء «عن عمله على بنية البروتينات، وخاصةً الأنسولين». في عام 1980، شارك ولتر غيلبرت وسانجر نصف جائزة الكيمياء «لمساهماتهما فيما يتعلق بتحديد التسلسل القاعدي في الأحماض النووية». مُنح النصف الآخر لبول برغ «عن دراساته الأساسية في الكيمياء الحيوية للأحماض النووية، مع إيلاء اهتمام خاص للحمض النووي معاد التركيب».

كما كان فريدريك سانغر عضواً في وسام الاستحقاق البريطاني، وعضواً في وسام رفقاء الشرف، وعضواً في الجمعية الملكية، كما حصل على مركز القائد في رتبة الإمبراطورية البريطانية.

وتوفي فريدريك سانغر، في 20 نوفمبر عام 2013، عن عمر ناهز 95 سنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى