جامعة الملك عبد الله للعلوم تطور طريقة لمعالجة أكياس “الجوت” تحسن من أدائها في تخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية
طور باحثو بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) طريقة مبتكرة تتميز بالبساطة بهدف تخزين الحبوب والحفاظ عليها من التلف الناجم عن الرطوبة.
تُستخدم الأكياس المصنوعة من ألياف “الجوت” في عملية التخزين التقليدية للحبوب والغلال، لا سيما في المناطق الريفية والبلدان النامية. وعلى الرغم من متانة أكياس الجوت الا أنها تمتص كميات كبيرة من الماء من الرطوبة أو من تسرب الأمطار خصوصاً في الصوامع والمستودعات ذات البنية التحتية الضعيفة الأمر الذي يؤدي الى تلف وفقدان أطنان كبيرة من هذه الحبوب.
تتسبب الرطوبة والفطريات والآفات وغيرها من العوامل البيئية الأخرى في تلف ما يصل إلى ثلث الحبوب المحصودة سنوياً في العالم. وقد تصل نسبة خسائر الحبوب في البلدان النامية إلى ٦٠ في المائة بسبب الرطوبة فقط، خصوصاً القمح والأرز والذرة والتي تعتبر من الأغذية الأساسية فيها.
وفي هذا السياق، طور باحثون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) طريقة مبتكرة مستوحاة من الأسطح المقاومة للماء في الطبيعة، لمعالجة أكياس الجوت وتحسين أدائها في تخزين حصاد الحبوب وحفظها من التلف الناتج عن الرطوبة. وفقا للمموع الرسمي للجامعة.
يقول كينيدي أودوكونييرو، زميل ما بعد الدكتوراه، الذي يعمل في هذا المشروع مع د. هيمانشو ميشرا، الأستاذ المساعد لعلوم وهندسة البيئة في كاوست: ” يمكن أن يؤدي ارتفاع الرطوبة للحبوب ولو بنسبة واحد بالمائة إلى تقليل عمر تخزينها الافتراضي بنسبة تصل إلى ٥٠ بالمائة، وقد يتسبب ذلك في فقدان محصول كامل وبسرعة، وهي خسارة كبيرة وهدر مدمر للغذاء، فضلاً عن تأثير ذلك على المزارعين وإضعاف روحهم المعنوية بعد أن بذلوا جهداً كبيراً وموارد هائلة في الزراعة خلال الموسم“.
ويضيف د. ميشرا: ” لا شك أن تحسين جودة الأكياس المصنوعة من ألياف الجوت القابلة للتحلل الحيوي على نطاق واسع يعد أمرًا مثاليًا من منظور بيئي وعملي “.
يحتوي نبات الجوت على ألياف مصنوعة من مكونات جاذبة للماء مثل السليلوز، لذلك فكر باحثو كاوست في معالجتها بمادة قلوية لتخشين سطح هذه الألياف وتغيير خصائصه. ثم أضافوا لها طبقة رقيقة جدًا من شمع البارافين (المستخدم في صناعة الشموع)، وأخضعوها لاختبارات مقاومة الماء ومحاكاة المطر والرطوبة النسبية بمعدلات من ٥٥ الى ٩٨%.
كشفت هذه التجارب التي استمرت شهرين، أن معدل الرطوبة في الحبوب المخزنة بالأكياس المطلية بالشمع انخفض بنسبة تصل إلى ٧,٥ في المائة، وأن فعالية إنبات الحبوب بعد التخزين كانت أعلى بنسبة ٣٥ في المائة من الحبوب المخزنة في أكياس الجوت العادية. كما كانت العدوى الفطرية للحبوب المخزنة في الأكياس المغطاة بالشمع أقل بكثير.
جدير بالذكر، أن أكياس الجوت المطلية بالشمع تتمتع بخصائص أخرى مفيدة، فهي قابلة لإعادة الاستخدام، ويمكن إعادة تدويرها بمجرد أن تصبح غير صالحة لأغراض التخزين لإنتاج نشارة عضوية تستخدم كطبقة واقية من التبخر في حقول المزارعين، إضافة لزيادة خصوبة التربة.
يقول د. هيمانشو ميشرا:”نأمل مواصلة تجاربنا الشاملة على أكياس الجوت وتحسين تقنية طلاء الشمع التي ابتكرناها، وأن يتم استخدامها على نطاق أوسع في المستقبل”.