جائزة تميّز تُسمي المعمارية المصرية الشابة “رضوى رستم” شخصية العام المعمارية الشرق أوسطية
حصلت المعمارية المصرية الشابة المهندسة “رضوى رستم”, على جائزة تميّز/ محمد مكية للعمارة 2020, فئة النجم الصاعد والمعروفة كذلك باسم شخصية العام المعمارية الشرق الأوسطية.
قالت لجنة التحكيم عن مشاركة المهندسة المصرية رضوى رستم: “قدمت رضوى مجموعة رائعة من الأعمال القوية والمهمة للغاية. فهي تقوم بتطوير أسلوب مناسب للبيئة التي يُخلق فيها. نشيد بقدرتها على بناء كيان اداري متين من المهنيين الملتزمين بتقنيات البناء المستدامة و مفهوم المسؤولية الاجتماعية. تؤثر رضوى بوضوح على البيئة المبنية في بلدها، ومع استمرار “هاند افور” في التطور، سيستمر هذا التأثير الإيجابي بالنمو بشكل أكبر.”
تأسيس “هاند أوفر”
أسست “رضوي رستم” مؤسستها الناشئة “هاند اوفر” في عام 2016. وهي مؤسسة تصميم وبناء. متخصصة في تقديم حلول بناء فعالة من حيث التكلفة وصديقة للبيئة. تتمثل رؤيتها في إحداث ثورة في صناعة البناء وإدخال تقنيات بناء بديلة للمساعدة في بناء مجتمعات أفضل.
“هاند اوفر”، مؤسسة اجتماعية تعتبر البناء جزءًا من التنمية المُجتمعية للبشر، وتتبنى أسلوبًا قديمًا تم تطويره من جانب كثيرين من خبراء البناء، ويتلخص فى استخدام المواد المحلية والصديقة للبيئة فى إنشاء المساكن والمبانى الخدمية، مثل نمط المنازل المصرية القديمة، ومنازل النوبة المبنية بالطين والتى يتم تشكيل أسقفها فى شكل أقبية، وتسمى هذه الطريقة “Earth construction”، وهى أقل تكلفة من الطرق التقليدية بـ25% كما أنها أكثر أمانًا، وتعمل أيضًا على خفض أكثر من 30٪ من انبعاثات الكربون الناتجة عن مشروعات البناء التقليدية على نطاق مماثل، كما توفر جوًا صحيًا لساكنيها طوال العام.
فى عام 2015 بدأت رضوى تطبيق الفكرة بتأهيل وحدة سكنية، وفى العام التالى أطلقت المؤسسة رسميًا، وخلال فترة قصيرة للغاية حصلت المؤسسة على العديد من الجوائز، وترشحت مشروعاتها مؤخرًا لجائزة “أغا خان” المعمارية لعام 2019.
بدأت رضوى تجربتها الواقعية فى عزبة أبو قرن، ودرست المنازل التى تحتاج لإعادة بنائها والأسر الأكثر احتياجًا، وتحدثت معهم لتنفيذ الفكرة، ولكن حسب رضوى نفسها: “ناس كتيرة رفضوا عشان خايفين، ومش مقتنعين لأن البيوت شكلها بسيط ومش تقليدى، عدا عائلة تملك منزلين فى العزبة”.
أصبح منزلاً عزبة أبو قرن المشروع الأول لرضوى وفريقها، ومنذ 2016، وتوالت المشروعات لتصبح 4 بالإضافة إلى مواقع أخرى لا يزال العمل جاريًا فيها.
وتقول رضوى: “الكثير من الشركات تصمم وتنفذ شققًا فخمة ومطارات ومبانى بطرق بناء تقليدية وبأسعار باهظة لطبقة معينة، ولكن حلمى الخاص كان فى اتجاه آخر، أن أبنى بيوتًا آدمية للطبقة المُهمشة، وبمواد صديقة للبيئة”.
تعتمد مؤسسة “هاند اوفر”، فى المبانى التى تنفذها على التربة المدكوكة Rammed-Earth، وبعض المواد مثل الزلط، والطين، والرمل، ونسب بسيطة من الأسمنت، ما يخفض معدلات الحرارة والرطوبة داخل المبنى ليصبح السكان أقل استهلاكًا للطاقة.
مشروع رضوى التالى كان إنشاء عيادة تضم تخصصات متعددة فى قرية وادى غربة النائية فى محافظة جنوب سيناء بالتعاون مع مؤسسة “Catherine Exists – كاترين موجودة”، وكان المشروع فريدًا من نوعه إذ أن مجموعة من الأطباء الشباب كانوا يريدون التطوع والعمل فى القرية والإقامة فيها، كما أن المؤسسة القائمة على الإنشاء “هاند اوفر”، كانت متطوعة بالبناء أيضًا، وأقامت رضوى فى المنطقة أكثر من 4 شهور حتى أنجزت المشروع.
تتعاون مؤسسة “هاند اوفر” مع المنظمات غير الربحية، والتى تدلها فى بعض الأحيان إلى المشروعات الخيرية، والمجتمعية، حيث تتكفل الأولى بالبناء، وهو ما حدث فى عيادة جنوب سيناء، وبعدها فى مدرسة بمنطقة العياط التى كانت المشروع الثالث للمؤسسة الجديدة.
مبادرة من أحياها
وتقول رضوى، إن مبادرة “من أحياها”، كانت تهدف لبناء مدرسة من 6 فصول ولكن رغبتهم فى إنشاء مبنى متوافق مع البيئة هى ما حفز المؤسسة على التطوع والبدء فى التنفيذ باستخدام مواد لا تضر بالأراضى الزراعية المحيطة بالمدرسة، بعد إجراء مسابقة للتصميم المبدئى فاز بها فريق “Downtown Architects”، مضيفة: “دلوقتى بنجنى ثمار العمل ده وإحنا بنشوف عشرات الأطفال بيدرسوا فيها”.
تدريب الطلاب
ومنذ بداية رحلة “هاند اوفر”، قامت بتدريب عدد كبير من طلاب أقسام الهندسة المعمارية والهندسة المدنية وربطهم مع المجتمعات المحلية حتى يتمكنوا من العمل معًا على تصميم وتنفيذ المبانى الجديدة، وبشكل تطوعى خالص، كما يتم إشراك أبناء المناطق المحيطة بالمشروع والذين يرغبون فى تعلم مهارات البناء المهنية، وحسب تقدير المؤسسة استفاد أكثر من 1000 شخص من هذه المشروعات.
وتعمل “هاند اوفر” حاليًا على مشروعها الرابع، وهو بناء مبان خدمية وإدارية، فى محمية أبو جالوم فى دهب بجنوب سيناء، وقالت رضوى: “انتهينا من التصميم وهنبدأ التنفيذ، بالتعاون مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى UNDP، وهم تفهموا الفكرة لأننا نبنى بمواد صديقة للبيئة فى محمية طبيعية، وستقدم المبانى خدمات للزوار والغطاسين، وأماكن لحفظ الشعب المرجانية، ومكاتب إدارية للعاملين بالمكان”.
حول الجائزة محمد مكية
جائزة محمد مكية هي أحدث فئة اطلقتها جائزة تميّز كجزء من برنامج جوائزها السنوي الذي يحتفي سنوياً بأفضل ما في العمارة العراقية. الجائزة الجديدة استحدث باسم المعماري العراقي الكبير الدكتور محمد صالح مكية الذي تعدت اسهاماته أعماله التصميمية التي أثرت بيئة العراق المبنية، وقد اعلن عن الجائزة بمناسبة ميلاده المائة اثناء حفل توزيع جوائز تميّز السنوي 2014
تقدم ميدالية محمد مكية سنوياً لشخصية العام المعمارية والتي ستكرم شخص أو مؤسسة كان لها دور في تطوير العمارة العراقية في نفس العام، سيتم تقديم الميدالية خلال الحفل السنوي لجائزة تميّز.
وقال الدكتور محمد مكية الذي نال جائزة تميّز للإنجاز مدى الحياة “مؤسسة تميّز هي الأولى من نوعها في العراق واتمنى أن يكون لها دوراً مؤئراً على مختلف الاصعدة المعمارية والتقافية”.