المخترع المغربي الصغير “بلال حموتي”.. يحارب كورونا بـ “كمامة المستقبل”
شغفه بعالم الاختراعات والابتكارات وعلم الروبوتات بالإضافة إلى الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا، دفع المخترع المغربي الصغير” بلال حموتي”, إلى ابتكارات عديدة منها الكمامة المبرمجة ضد السعال والعطس، التي مكنته من الفوز بالجائزة الخاصة لمهندسي المستقبل في مسابقة الروبوتات العالمية 2020..
استطاع ” بلال حموتي”, ان يبتكر العديد من الأجهزة الالكترونية, حيث يحمل “بلال” فى جعبته الكثير من الابتكارات الذكية, منها, “نظارات الأمان” و”كمامة المستقبل” التي تقي الإصابة بفيروس كورونا، و”روبوت بدر هاري” الذي يحاكي حركة الأيدي، إضافة إلى “سلة قمامة ذكية” وغيرها من الابتكارات.
وفاز “بلال” الملقب بـ “المخترع الصغير”، في مسابقة الروبوتات العالمية 2020، عن فئة مهندسي المستقبل، نظير اختراعه لكمامة المستقبل التي تمنع انتشار عدوى فيروس كورونا.
يدرس “بلال” حالياً فى الصف الأول الإعدادي, وقد ظهر نبوغه على الرغم من صغر سنه، في مجال الابتكار والروبوتيك، في سن مبكرة عندما كان يفكك ألعابه الإلكترونية ويعيد تركيبها وتشغيلها، في محاولاته الأولى لاختبار إمكاناته واكتشاف عالم التكنولوجيا.
ولم يلتحق حموتي بمدارس خاصة كما لم ينل تدريبا في مجال الهندسة والابتكارات، بل كون نفسه بنفسه انطلاقا من البحث عبر شبكة الإنترنت، وبإمكاناته المتواضعة وما يتوفر له من مواد بسيطة، استطاع صنع آلات إلكترونية لاقت الإعجاب والتقدير.
الحاجة ام الاختراع
يؤمن بلال بالمثل القائل “الحاجة أم الاختراع”، لهذا لم تقف قلة إمكانياته حجر عثرة أمام طموحه لتطوير نفسه وتنمية ذاته، والعمل بشكل متواصل على البحث عن ابتكارات جديدة ومختلفة.
استطاع بلال إنجاز ربوت الملاكم بدر هاري مثلا، تطلب منه أياماً طويلة من العمل، حيث قام بتركيب كل أجزائه يدوياً وهو يعمل على الأرض، وهو عناء كان بالإمكان تفاديه لو كان يمتلك آلة طباعة ثلاثية الأبعاد.
وعلى قائمة بلال حموتي اختراعات عديدة من شأنها تسهيل الحياة اليومية على الأشخاص، من قبيل سلة مهملات تفتح دون الحاجة إلى لمسها ويمكن استخدامها في المنزل والأماكن العامة كما في المستشفيات، إضافة إلى جهاز موجه لأصحاب الهمم، يتيح لهم التحكم في التلفاز دون الحاجة لاستعمال اليدين، وغيرها من الاختراعات.
محاربة كورونا
ولم يكن يتوقع الصبي أن تلقى اختراعاته انتشاراً وشهرة واسعة تخطت حدود مدينته وجدة، شرقي المغرب. وخلال فترة قصيرة فقط، تعرف العالم على اسمه وعلى ابتكاراته المتنوعة التي يساير جزء كبير منها الجهود المبذولة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقد سمح توقف الدراسة خلال فترة الحجر الصحي في المغرب، للطفل بالتفرغ أكثر لترجمة أفكاره المبتكرة على أرض الواقع، ودفعته رغبته في المساهمة في تعزيز تدابير الوقاية من الإصابة بالوباء، لابتكار اختراعات جديدة.
وقد تولدت في ذهنه خلال تلك الفترة، فكرة اختراع نظارة ذكية، تنبه صاحبها في حالة عدم احترام مسافة الأمن المحددة بمتر واحد، وذلك لمنع انتقال الفيروس بين الأشخاص، كما يمكن للمكفوفين استعمالها أيضا، حيث تنذرهم بعدم احترام المسافة المطلوبة.
كمامة المستقبل
وبعد مدة قصيرة من ابتكاره للنظارة الذكية، لاحظ حموتي أيضا عدم التزام الأشخاص بارتداء الكمامة في الأماكن العامة، ففكر في ابتكار كمامة ذكية، أطلق عليها اسم “كمامة المستقبل”.
تحتوى كمامة المستقبل على مستشعرات تجعلها تغلق بشكل أوتوماتيكي قبل خروج رذاذ العطس أو السعال، لمنع انتشار عدوى كورونا، ومع ذلك فمن يرتديها يمكنه التنفس بشكل طبيعي.
وأمام صعوبة الإجراءات المتعلقة بتسجيل براءة الاختراع، إلى جانب ضرورة الإعداد لملف تقني مفصل، بحسب بلال، فإن ذلك حال دون تسجيله أية براءة اختراع، ليتمكن من حماية اختراعاته وتدوينها باسمه.
ويسعى الطفل للحصول على مساعدة خبير في هذا المجال من أجل توثيق ابتكاراته وتحصينها، لمنع أي أحد مستقبلا من صناعتها أو استخدامها أو بيعها دون الحصول على موافقته.
وفي ظل الوضع الحالي الذي لا يسمح له بتسجيل اختراعاته وحمايتها، يحاول حموتي توثيق ما يتوصل إليه من ابتكارات عبر صفحته على موقع يوتيوب، التي أنشأها منذ قرابة عام، ويشارك من خلالها مع متابعيه آخر ابتكاراته.
مهندس المستقبل
وشكلت الجائزة التي حصل عليها حموتي مؤخرا ضمن مسابقة الروبوتات العالمية، عن فئة مهندسي المستقبل من وسط 955 مرشح يمثلون 21 بلدا، حافزا قويا شجعه على بذل المزيد من الجهد، والتميز في مجال التكنولوجيا والابتكار.
وإلى جانب التكريمات العديدة التي حظي بها الطفل، تشجيعا على العمل الذي يقوم به، فقد التقى قبل أيام بوزير التربية الوطنية المغربي، سعيد أمزازي، الذي شجعه على الاستمرار في أنشطته ذات الصلة بالابتكار، وأعطى تعليمات بأن يحظى التلميذ بعناية خاصة لاستكمال أبحاثة، وكذلك القيام بالإجراءات الضرورية لحصوله على براءة الاختراع.
ويطمح حموتي إلى أن يصبح عالما، لشغفه الكبير بالبحث والتعلم والابتكار، كما يطمح إلى أن يجد من يحتضنه من باحثين وشركات تعمل في المجال التكنولوجي، والتي يمكن أن تساعده على تطوير اختراعاته والترويج لها.