العالم يحتفل باليوم الدولي للتنوع البيولوجي تحت شعار: “نحن جزء من الحل”
تحت شعار “نحن جزء من الحل”.. يحتفل العالم باليوم العالمي للتونع البيولوجي, حيث تم خصص العالم يوم 22 من شهر مايو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجى، تخليدا باعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجى فى 22 مايو 1992.
ما هو التنوع البيولوجي
يصف التنوع البيولوجي تنوع الحياة على الأرض، بما في ذلك 8 ملايين نوع من النباتات والحيوانات الموجودة على كوكب الأرض، والنظم الإيكولوجية التي تؤويهم، والتنوع الجيني فيما بينها.
التنوع البيولوجي هو شبكة معقدة ومترابطة، يلعب فيها كل عضو دوراً مهماً، ويساهم بطرق قد لا تكون مرئية للعين. تأتي الأغذية الوفيرة التي نتناولها والهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطقس الذي يجعل كوكبنا صالحا للسكن كلها جميعها من الطبيعة.
لماذا يعد التنوع البيولوجي مهماً
التنوع البيولوجي هو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء. فهو يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان، ويوفر الهواء النقي والمياه، والأغذية المغذية، والفهم العلمي ومصادر الأدوية، ومقاومة الأمراض الطبيعية، والتخفيف من وطأة تغير المناخ. يؤثر تغيير أو إزالة عنصر واحد من هذه الشبكة على نظام الحياة بأكمله ويمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية. فبدون الطبيعة، لن تكون الحياة على الأرض ممكنة.
آثار النشاط البشري
غيّرت الأنشطة البشرية بشكل كبير ثلاثة أرباع سطح الأرض وثلثي مساحة المحيط. فبين عامي 2010 و2015 وحده، اختفى 32 مليون هكتار من الغابات؛ وفي الـ 150 سنة الماضية، تم تخفيض غطاء الشعاب المرجانية الحية بمقدار النصف. ويذوب الثلج الجليدي بمعدلات مدهشة بينما يزداد تحمض المحيطات، مما يهدد إنتاجية المحيط. وتختفي أنواع الحياة البرية الآن عشرات إلى مئات المرات أسرع مما كانت عليه في الـ 10 ملايين سنة الماضية. وخلال السنوات العشر القادمة، ربما سيتمحى واحد من كل أربعة أنواع معروفة من على كوكب الأرض.
نحن على وشك الانقراض الجماعي. وإذا ما واصلنا السير على هذا المسار، فسيكون لفقدان التنوع البيولوجي آثار خطيرة على البشرية، بما في ذلك انهيار أنظمة الغذاء والصحة.
ماذا يعني التنوع البيولوجي بالنسبة إلى صحة الإنسان؟
إن البشر يعتمدون على التنوع البيولوجي في حياتهم اليومية على نحو لا يكون واضحاً ولا ملحوظاً بصورة دائمة. فصحة الإنسان تعتمد اعتماداً جذرياً على منتجات وخدمات النظام الإيكولوجي (كتوافر المياه العذبة والغذاء ومصادر الوقود) وهي منتجات وخدمات لا غنى عنها لتمتع الإنسان بالصحة الجيدة ولسبل العيش المنتجة. وخسارة التنوع البيولوجي يمكن أن تكون لها آثار هامة ومباشرة على صحة الإنسان إذا أصبحت خدمات النُظم الإيكولوجية غير كافية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية. وللتغيرات الطارئة على خدمات النُظم الإيكولوجية تأثير غير مباشر على سبل العيش والدخل والهجرة المحلية وقد تتسبب أحياناً في الصراع السياسي.
وبالإضافة إلى ذلك فإن التنوع الفيزيائي البيولوجي للكائنات المجهرية والنباتات والحيوانات يتيح معرفة واسعة لها فوائد هامة في العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية. وهناك اكتشافات طبية وصيدلانية هامة تتحقق بفضل تعزيز فهم التنوع البيولوجي على كوكب الأرض. وقد تتسبب خسارة التنوع البيولوجي في الحد من اكتشاف العلاجات المحتملة لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
الأخطار المحدقة بالتنوع البيولوجي والصحة
هناك قلق متزايد إزاء العواقب الصحية لخسارة التنوع البيولوجي والتغير. وتغيرات التنوع البيولوجي تؤثر على أداء النُظم الإيكولوجية كما أن الاضطرابات الكبيرة في النُظم الإيكولوجية يمكن أن تُسفر عن سلع وخدمات داعمة للبقاء على قيد الحياة. وتعني خسارة التنوع البيولوجي أيضاً أننا نخسر الكثير من المواد الكيميائية والجينات الموجودة في الطبيعة قبل أن نكتشفها، وهي من النوع الذي حقق بالفعل للجنس البشري فوائد صحية ضخمة. وتشمل الضغوط والصلات المحددة بين الصحة والتنوع البيولوجي ما يلي:
تأثير التنوع البيولوجي على التغذية
إن التنوع البيولوجي يلعب دوراً حاسماً في تغذية الإنسان، وذلك من خلال تأثيره على إنتاج الغذاء في العالم، حيث إنه يؤمن الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية لكل المحاصيل والماشية والأنواع البحرية التي تدخل في الغذاء. ومن المحددات الأساسية للصحة الحصول على ما يكفي من المواد التغذوية المتنوعة.
وثمة صلة بين التغذية وبين التنوع البيولوجي على أكثر من مستوى: النظام الإيكولوجي الذي يشكل إنتاج الغذاء خدمة من خدماته؛ الأنواع الحية في النظام الإيكولوجي والتنوع الجيني داخلها. ويمكن أن يكون هناك اختلاف هائل في التركيب الغذائي بين الأغذية وفيما بين أنواع/ أصناف/ سلالات الغذاء الواحد، الأمر الذي يؤثر على توافر المغذيات الزهيدة المقدار في النظام الغذائي. كما أن النُظم الغذائية المحلية المحتوية على مستويات متوسطة وكافية من المدخول التغذوي تحتاج إلى الحفاظ على مستويات عالية من التنوع البيولوجي.
ويتأثر التنوع البيولوجي بالإنتاج الغذائي المكثف والمعزز بواسطة الري أو استعمال الأسمدة أو وقاية المحاصيل (مبيدات الآفات) أو إدخال أنواع محاصيل جديدة والدورات الزراعية، ويؤثر ذلك بدوره في الحالة التغذوية وصحة الإنسان على نطاق العالم. وفي كثير من الأحيان يؤدي تبسيط الموئل وخسارة الأنواع الحية وتعاقب الأنواع الحية إلى زيادة سرعة تأثر المجتمعات المحلية باعتباره المؤشر الذي يدل على مدى الاستعداد البيئي لاعتلال الصحة.
أهمية التنوع البيولوجي للبحوث الصحية والطب التقليدي (الشعبي)
إن الطب التقليدي (الشعبي) مازال له دور أساسي في الرعاية الصحية، وخصوصاً الرعاية الصحية الأولية. وتشير التقديرات إلى أن 60٪ من سكان العالم يستخدمون الطب التقليدي (الشعبي)، وفي بعض البلدان يندرج الطب التقليدي (الشعبي) على نطاق واسع ضمن نظام الصحة العمومية. ويُعتبر استعمال النباتات الطبية أشيع أداة دوائية في الطب التقليدي (الشعبي) والطب التكميلي على نطاق العالم. ويعتمد كثير من المجتمعات المحلية على المنتجات الطبيعية التي تُجمع من النُظم الإيكولوجية لأغراض دوائية وثقافية، بالإضافة إلى الأغراض الخاصة بالغذاء.
وعلى الرغم من توافر الأدوية المخلقة لأغراض كثيرة فإن الاحتياج إلى المنتجات الطبيعية والطلب عليها مستمران على نطاق العالم لاستعمالها كمنتجات دوائية وفي بحوث الطب الحيوي التي تعتمد على النباتات والحيوانات والميكروبات في فهم وظائف أعضاء الإنسان وفي فهم وعلاج الأمراض التي تصيبه.
الأمراض المُعدية
إن الأنشطة البشرية تتسبب في اختلال بنية ووظائف النُظم الإيكولوجية، وتغيّر التنوع البيولوجي الأصلي. وهذا الاختلال يقلل من وفرة بعض الكائنات الحية ويؤدي إلى نمو البعض الآخر ويغيّر التفاعلات بين الكائنات الحية ويغير التفاعلات بين الكائنات الحية وبين بيئاتها الفيزيائية والكيميائية. وأنماط الأمراض المُعدية حساسة لهذه الاختلالات. وتشمل أهم العمليات التي تؤثر على مستودعات الأمراض المُعدية وعلى سريانها ما يلي: إزالة الغابات؛ وتغيّر استخدام الأراضي؛ وإدارة المياه؛ وذلك على سبيل المثال من خلال بناء السدود أو الري أو التوسع الحضري غير المضبوط أو الزحف العشوائي للمدن؛ ومقاومة المواد الكيميائية المبيدة للآفات والتي تُستعمل في مكافحة بعض نواقل الأمراض؛ وتقلب المناخ وتغيّره؛ والهجرة والتجارة الدولية والسفر الدولي؛ وإدخال الإنسان لمسببات الأمراض دون قصد أو عن قصد.
تغيّر المناخ والتنوع البيولوجي والصحة
إن التنوع البيولوجي يقدم العديد من خدمات النُظم الإيكولوجية ذات الأهمية البالغة لعافية الإنسان في الحاضر والمستقبل. والمناخ جزء لا يتجزأ من عمل النظام الإيكولوجي، وصحة الإنسان تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بنتائج الأحوال المناخية في النظامين الإيكولوجيين الأرضي والبحري. ويتأثر التنوع البيولوجي البحري بتحميض المحيطات المتعلق بمستويات الكربون في الغلاف الجوي. ويتأثر التنوع البيولوجي الأرضي بتقلب المناخ، كالظواهر الجوية الشديدة (أي الجفاف والفيضان) التي تؤثر تأثيراً مباشراً على صحة النظام الإيكولوجي وعلى إنتاجية سلع وخدمات النُظم الإيكولوجية وتوافرها للاستخدام من قبل الإنسان. أما التغيرات الأطول أمداً في المناخ فتؤثر على استمرارية النُظم الإيكولوجية وصحتها، الأمر الذي يؤثر بدوره على توزيع النباتات والممرضات والحيوانات وأيضاً المستوطنات البشرية.
فقدان التنوع البيولوجي وجائحة كوفيد 19
لقد أوضح ظهور جائحة كوفيد 19 أنه عندما ندمر التنوع البيولوجي، فإننا ندمر النظام الذي يدعم حياة الإنسان. فمن خلال الإخلال بالتوازن الدقيق للطبيعة – التعدي على الحياة البرية، والحد من التنوع الجيني داخل مجموعات الحيوانات، التسبب في تغير المناخ والظواهر الجوية الشديدة – فإننا قد أنشأنا ظروفاً مثالية لانتشار الفيروسات بين الحيوانات والبشر. إن الطبيعة ترسل لنا رسالة.
حان وقت الطبيعة
إن وقف فقدان التنوع البيولوجي هو الطريقة الوحيدة لاستعادة واستدامة كوكب سليم. ولن يكون هذا ممكناً إلا عندما نفهم شبكة الحياة التي نعيش فيها ونقدر أنها تعمل كنظام كامل. لقد حان الوقت لإعادة تصور علاقتنا مع الطبيعة ووضع الطبيعة في صميم عملية صنع قرارنا.
تعترف اتفاقية التنوع البيولوجي بأهمية التنوع البيولوجي لكوكب سليم. وتحقيقا لهذه الغاية، يساعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركاؤه البلدان على تطوير خطط العمل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتنوع البيولوجي. كما يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة منصات المعرفة المهمة بشأن النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي مثل الرصد العالمي للغابات، ومبادرة أراضي الخث العالمية، ومبادرة الغابات المطيرة بين الأديان. تعرف على المزيد حول التنوع البيولوجي من خلال النقر هنا.