الظل الظليل في وصف أبي سامي النبيل.. نبيل بريدة “دكتور عبد الرحمن المشيقح”
وإذا كانت النفوس كباراً تعبتْ في مرادِها الأجسامُ
بقلم / نزار عبدالخالق
شدني كثيرا وأثار انتباهي تغريدة أحد الفضلاء على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يثني فيها على سعادة الدكتور عبد الرحمن المشيقح قائلا: لو كان في إمكاني أن أضع أحد في كتاب سير أعلام النبلاء لوضعت الدكتور عبدالرحمن فيه “
هنا انتهى كلام الأخ الفاضل وبقيت تلك الكلمات الطيبة تلمس القلوب والعقول، وإحقاقا للحق فقد لقيت تلك التغريدة صدى واسع بين رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وانهال سيل من العبارات بالثناء العطر على تلك الشخصية المباركة، وعلى ما حققه في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والصناعية والزراعية والثقافية، فكان حقا رائد بمعنى الكلمة في كل مكان ومنصب يشغله، حقق ما لم تحققه مؤسسات بأثرها ، ولا أكون مبالغا حينما أقول أن ما تمكن الدكتور أبو سامي من تحقيقه، وإنجازه يحتاج عشرات العقول النيرة، ومئات السنين لإنجاز وتحقيق ما تم تحقيه، فعاش الدكتور يحمل بين طياته هموم الوطن والمجتمع والعائلة وكافة الأفراد، فكانت له بصمات واضحة في تطوير المعهد الزراعي ، والغرفة التجارية الصناعية، والمدينة الصناعية، والخطوط السعودية، ومنطقة القصيم، وعضوية مجلس الغرف السعودية ومجلس الشورى، والمجلس التعليمي بمنطقة القصيم، والنادي الأدبي، وغيرها الكثير.
فهو رئيس مجلس إدارة شركة الوسائل الصناعية منذ تأسيسها وحتى الآن، رئيس مجلس إدارة جامعة المستقبل، رئيس مجلس شركة القصيم للتعمير والتطوير 1431هـ، رئيس مجلس الشركة العربية للمخصبات الزراعية 1431هـ، شارك في تأسيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين عام 1419هـ.
هو واحداً من أبرز رجالات الدولة في السعودية الفاعلين، لا يعرف اليأس والفتور طريق إلى مسلمات أفكاره التي يعتنقها، فكان عضواً فعالاً في بدايات التنمية السعودية – وأدى مهامه بالأمانة والإخلاص.وهو واحد من رجال المعرفة والفكر البارزين ساهم وبشكل فعال في إثراء الساحة الثقافية والمكتبة العربية بالعديد من المؤلفات العلمية والمناشط الفكرية. التي تناولت رحلة نجاحه ووصفتها بإتقان بالغا فكانت مصباحا تنير طريق الحيارى، وتخرجهم من ظلمات اليأس والإحباط إلى نور التفائل والعمل والعطاء، ومثالا يحتذى به لكل الشباب أصحاب الطموح العالي، فهو يعد من أبرزرجال المال والأعمال في مدينة بريدة والمملكة بأثرها.
وهنا لست بصدد حصر إنجازات الدكتور التي لا تكفيها مقالات، وإنما الحديث عنجانب نبل تلك الشخصية الفريدة من نوعها وما تمتلكه من صفاء ونقاء ذهني وقلبي تحمل بين طياتها كافة معنى الحب والخير والإخاء للجميع ، ولا يعرف الكره والبغض إلى قلبه مسلكا، تسعى إلى غرس وتعزيز كافة القيم النبيلة التي حس عليها ديننا الإسلامي الحنيف، فهو نبيل في طباعه، في معاملته، في نسبه في عمله في خلقه في تواضعه في بذله وكرمه ، نبيل مع القريب ومع الغريب ، يأسرك بحسن خلقه وابتسامة محياه ولين جانبه للصغير والكبير، سهل وبسيط، يعطى كل ذي حق حقه ، ويضع الأمور في نصابها، وتلك الصفات ليست مستغربه فهو مولود في بلدة الخير والعلم والنماء بريدة الخير، ومن من أسرة كريمة عريقة ( عائلة المشيقح) . قال عنها الشيخ العبودي ” كانوا أغنى الناس في بريدة، بل هم الذين بضرب بهم المثل في الغنى والجاه والمكانة، والتضامن في تسيير أعمالهم، وكثرة ما يملكون من عقارات ومزارع، وكثرة الذين يستدينون المال منهم، حتى سموا (العمومة) ولفظ العمومة هنا هو جمع عم بمعنى سيد، وذلك أن الناس قد درجوا على تسمية الدائن بعم المدين، وطالما سمعت الناس وبخاصة الفلاحين يقولون: نبي نروح لعمنا يريدون به الذي استدانوا منه المال.
وقد أعطوا من التعاون والتعاضد فيما بينهم ما لم تعط أسرة أخرى فكانوا حتى الفتيان والصبيان منهم أمثلة في الجد والعمل.
وكما قيل إن للمدن الكبرى ذاكرة أمنية، والأوفياء من أبنائها هم من تتباهى بصورهم ومواقفهم وإنجازاتهم وتحتفظ بها على صفحات تاريخها المشرق، وتنقش أسمائهم في سجلات أمجادها المشرفة، وفي بريدة تتجلي عبقرية المكان الذي أنجب عبقريات فذة وشخصيات لامعة، تركت بصماتها وسطرت قصص نجاحاتها بمدد من نور عبر أجيال وأجيال، وعلى مدى عصور أخرجت بريدة للوطن علماء وأهل ريادة وقادة فكر وسياسية أسهموا في تأسيس وطن العزة وخدمت راية التوحيد، وفي بريدة حيث تلتقي ألوان الحياة وتعانق رمال الذهب، خضرة الحقول ، هنا حيث الرجال يطولون بأفعالهم شموخ النخيل.ولا يخفى أن الدكتور عبدالرحمن من تلك الشخصيات التي حفرت اسمها بحروف من ذهب دخل جدران تلك المدينة العالمية، فالدكتور عبدالرحمن المروءة خصلة من خصاله، وعلو الهمة خلة من خلاله،رجل فاضلُ الطباعِ، كريمُ السجايا ، له من أفعال الإحسانِ، والمعروفِ، ونشر الفضيلة فحسابه على موقع التواصل لا يغرد إلا خيرا ، ولا تنشر إلا كل فضيلة تعزز الأخلاق في المجتمع بعيد عن الصدمات والمناوشات، وتلك هي صفات النبلاء . فالنُّبْل: هو خُلُقٌ حميد، يتحلَّى صاحبه بالذَّكاء والنَّجابة في ذاته، والفضل والرِّفق في تعامله مع النَّاس، مع حِذْقٍ في الرَّأي والعمل.
ومن فوائد النبل التي يتمتع بها صاحب الخلق العالي أبو سامي دكتور عبدالرحمن المشيقح :
– النُّبْل أهله يعيشون كِرَامًا، ويموتون كِرَامًا.
– النُّبْل من مكارم الأخلاق الفاضلة.
– النُّبْل من صفات العظماء والحُكماء.
– النُّبْل علامة على عُلوِّ الهمَّة، وشرف النَّفس.
– النُّبْل ينتج حُسْن الخُلُق، كالحِلْم والصَّبر.
فالنبيل كريمُ نَفْسٍ، يعلم أن حصول مبتغاهُ، متعذرٌ، دون جهد وجد، وتحقق مُنَاه، مستبعدٌ، بلا بذلٍ وتقديمٍ؛ مالاً، ووقتاً، ورغبة، وإصراراً، وإقبالاً… تبسماً وترسماً.
ومن العلامات البارزة في تلك الشخصية الملهمة والتي قلما تجدها عند كثيرا من الشخصيات البارزة في المجتمع، رغم ما يمتعون به من مكانة عالية بين الناس ألا وهي معرفة قدر الرجال وإنصافهم وإنزال الناس منازلهم فأبو سامي خير مثال على إعطاء الناس حقوقهم والثناء على كل محسنًا في حضوره وفي غيابه، وكلماته دائما ما تحمل الإنصاف المغلف بالعدالة البعيدة عن الرياء والمجاملة فإذا قال فحري بك أن تنصت وتأخذ بعين الاعتبار ما يقول فهو شاهد على تاريخ بلدته مهتم بكافة تفاصيلهاالتاريخيةويعرف أصول الناس ومعادنهم ، فالرجال عنده بأفعالهم وأثرهم لا بما يقولونه عن أنفسهم وتلك هي الحكمة ، فلا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، ولا يعرف قدر الرجال إلا الرجال، و“من جهل أقدار الرجال، فهو بنفسه أجهل“.
ومن مظاهر النبل عند الدكتور عبدالرحمن، إسهاماته الاقتصادية داخل أروقة بريدة التي وفرت العديد من فرص العمل للشباب والفتيات، ومساهمة في انشاء الصرح العلمي الكبير الذي أثرى الحياة التعليمة في منطقة القصيم جامعة المستقبل، مؤلفاته العديد في التخصصات العلمية والثقافية والتاريخية، مشاركاته المجتمعية وتبرعاته السخية.
– تخصيص جائزة الدكتور عبدالرحمن لرعاية للموهوبين والموهوبات من الطلاب والطالبات.
– جائزة الدكتور عبدالرحمن المشيقح الأدبية في الوطن العربي على الكتابة الأدبية والحث على الاهتمام باللغة العربية وإثراء المحتوى اللغوي .
– وقمة النبل وأسمى معاني الوفاء وأعظمها هو تخصيص جائزة هو إخوانه تحمل مسمى والده الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية المتفوقين علميا دخل الأسرة تقديراً ووفاء له ولما قدمه من جهود مباركة ومواقف مشرفة لأسرته وللعلم والعلماء وولاة الأمر، والتي تهدف إلى المشاركة في تطوير الفرد علمياً وثقافياً وتربوياً، ورفع روح التنافس في التحصيل العلمي بين أبناء الأسرة وبناتها، وتشجيع الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات على الاستمرار في تفوقهم الدراسي.
والتي أكد فيها “د. عبدالرحمن المشيقح” على أن الارتقاء بأي أمة من الأمم لا يكون إلا بالارتقاء بعقول أبنائها علمياً وثقافياً، لافتاً إلى أن هذا يدعونا إلى أن نستثمر أولاً في بناء العقول، وطالب بدعم هذه الجائزة لتكون نواة لمشاريع وبرامج أسرية أخرى.مؤكداً أن الجوائز الأسرية في التفوق العلمي لها أثر كبير في نفوس الطلاب والطالبات؛ لكونها تهدف إلى خلق جو من التسابق والإبداع والتحصيل العلمي، وكذلك زرع رغبة التفوق والتنافس المحمود لدى أبناء الأسرة.
إضافة إلى تأليف كتابه القيم رمز في ذاكرة بريدة عن والده الوجيه عبدالله العبدالعزيز المشيقح ، الذي يؤخر لتلك الحقبة الهامة في تاريخ الدولة السعودية.
وهذا غيض من فيض وقليل من كثير الصفات التي تتميز بها تلك الشخصية النبيلة في طباعها وأخلاقها ودماثة خلقها، فحينما ترى تلك الوجه النبيل البشوش لا تمتلك سوى أن تدعو له ولوالديه، فحق هي شخصية مثالية في تجسيد القيم والأخلاق الإسلامية التي نحن في أشد الحاجة إليها في تلك الأزمنة العصيبة ، والله أسال أن يديم عليه تلك الصفات النبيلة ويجعل عمله خالصا لوجه، خاليا من الرياء والسمعة.