الخوارزمي.. ساهمت أعماله في تقدم علم الرياضيات
يعد “مُحَمَّد بن مُوسىً الخَوارِزمي”, الملقب بأبو عَبد الله, من أوائل علماء الرياضيات المسلمين حيث ساهمت أعماله بصورة كبيرة في تقدم الرياضيات في عصره. ولد الخَوارِزمي عام 781م (على الأرجح) بمدينة خوارزم في أوزبكستان لعائلة تعمل بالزراعة.
عمل الخَوارِزمي مع الخليفة العباسي المأمون وكسب ثقته ليقوم الخليفة بتسليمه إدارة بيت الحكمة في بغداد، كما عهد إليه برسم خارطة للأرض عمل فيها أكثر من سبعين جغرافيا.
ترك الخوارزمي العديد من المؤلفات في علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا ومن أهمها كتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة الذي يعد أهم كتبه.
كان الأطفال في قريته يحبون ركوب الخيل وتعلم فنون القتال إلا أنه كان مختلفاً عنهم، حيث أحب الجلوس والتأمل في الطبيعة والذهاب إلى المساجد.
أصر والد الخوارزمي على تعليم ابنه الزراعة إلا أنه كان لا يحب ذلك ولا يريده، فذهب في إحدى المرات إلى المسجد وعلامات الحزن تبدو عليه فلاحظ شيخ الجامع ذلك.
وأخبر الخوارزمي الشيخ بأنه يريد السفر والتعلم ولا يريد العمل بالزراعة فرد عليه الشيخ بأنه سيكم والده ونصحه بالسفر إلى بغداد أعظم مدن العلم.
وسافر الخوارزمي إلى بغداد بعد إقناع والده ودرس الهندسة والرياضيات وأبدع في ذلك حتى وصل صيته إلى هارون الرشيد سلطان العراق آنذاك.
عين هارون الرشيد، الخوارزمي كعالم رياضيات في دار الحكمة في بغداد قبل أن يتوفى ويتولى ابنه المأمون الحكم.
وعمل الخَوارِزمي مع الخليفة العباسي المأمون والذي كان مقرباً منه ومحباً له، حيث سلمه الخليفة إدارة بيت الحكمة.
وساعد في مشروع لتحديد محيط الأرض، وفي عمل خريطة للعالم بعد أن طلب الخليفة العباسي المأمون ذلك منه.
كان الخَوارِزمي لا يشبع ولا يمل من القراءة والتعلم وكان دائما ما يحتاج ويطلب المزيد ولذلك سافر إلى الهند للتعلم من أحد العلماء المشهورين هناك.
سافر الخَوارِزمي إلى الهند بأمل الدراسة التعلم إلا أن الصـ.دمة كانت رفض العالم الهندي تعليمه أي شيء، وطـ.رده بطريقة مهينة، وسرق منه ماله.
علم السلطات المأمون بذلك فأقسم بالانتقام له وأرسل جنوده إلى العالم لكي يحضروه وهو مانجحوا به بالفعل.
أُجبر العالم الهندي على تعليم الخَوارِزمي كل شيء عن الرياضيات وعن طريق الهندي، أُدخلت الأرقام الهندية التي مازالنا نستخدمها إلى يومنا هذا، إلى اللغة العربية.
أضاف الخَوارِزمي رقماً جديداً إلى العالم وهو رقم صفر، كما أن له إنجازات كبيرة في عالم الرياضيات ويدين له العالم بذلك.
أهم إنجازات الخوارزمي ساهم الخوارزمي في العديد من الإنجازات التي بنت العصر الحديث كما نعرفه الآن، وفيما يأتي أهم إنجازات عالم الرياضيات الخوارزمي في المجالات المختلفة: علم الحساب ساهم الخوارزمي بالعديد من الإنجازات في مجال علم الحساب، ومنها ما يأتي:
يعد الخوارزمي أول من اخترع مفهوم اللوغاريتمات، أو ما يعرف بالخوارزميات؛ وهو العلم الذي يعمل على حل المسائل المعقدة المختلفة وما زال يستخدم للآن، ولذلك أطلق عليه البعض لقب جد علم الكمبيوتر. عُرف الخوارزمي بأنه المسؤول عن تعريف حضارة الغرب بالأرقام العربية، واستخدامهم لتسعة أرقام، كما اخترع الخوارزمي رقم الصفر. عمل الخوارزمي العديد من التحسينات على نظرية وبناء الساعات الشمسية، حيث أنه وضع جداول لهذه الأجهزة حتى تختصر الوقت اللازم لإجراء حسابات معينة. كانت الساعات الشمسية الخاصة بالخوارزمي عالمية أي أنها يمكن أن تُستعمل في أي مكان على الأرض، ومنذ ذلك الوقت بدأ وضع الساعات الشمسية في المساجد للمساعدة على تحديد أوقات الصلوات الخمس. اخترع الخوارزمي في القرن التاسع آلة سميت بمربع الظل، والتي تعمل على تحديد الارتفاع الخطي للأجسام والرصد الزاوي لها.
ساهم اختراع الخوارزمي للآلة الرباعية في تحديد الوقت عن طريق تحديد مكان الشمس والأقمار، وكانت هذه الآلة في ذلك الوقت ثاني أكثر آلة وأداة فلكية مستخدمة حينها.
علم الجبر كان للخوارزمي العديد من الإنجازات في مجال علم الجبر، ومنها: ألف أطروحات عديدة في علم الجبر،
كان من أهمها وأكثرها شهرة بين جميع أعماله هي أطروحة (حساب الجبر والمقابلة)، حيث أن هذه الأطروحة كانت بداية تعريف العالم في علم الجبر ومفهوم كلمة الجبر، وتعد هذه الأطروحة أول أطروحة تألفت في العالم تخص علم الجبر.
ألف الخوارزمي كتابًا سماه (الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة) والذي تُرجم إلى اللغة اللاتينية في القرن 12، ويتحدث به عن كل مما يلي:
علم الجبر، وتعريفه وأهميته وقواعده، واستخداماته المختلفة. كيفية استخدام علم الجبر في حل مشاكل الميراث المختلفة وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية. يحتوي هذا الكتاب على آثار من أعمال الرياضيات التي تعود للبابليين من خلال الأطروحات الهلنستية، والعبرية، والهندوسية. يشتمل الكتاب أيضًا على حل المئات من المعادلات التربيعية، وطرق تقسيم قطع الأراضي.
علم المثلثات
ساهم الخوارزمي في إنجازات عديدة وقيمة في علم المثلثات، ومنها:
ألف الجداول المثلثية التي تحتوي على معامل الجيب، والذي استخدمت لاحقًا للمساعدة في تكوين معامل الظل. أتقن العالم الخوارزمي التمثيل الهندسي للمقاطع المخروطية والذي أدى به إلى التوصل إلى مفهوم علم التفاضل. علم الفلك كان للخوارزمي إنجازات واسعة في علم الفلك، ومنها ما يأتي:
ساهم في كتابة التقويم. عمل على حساب الموقع الصحيح والدقيق للشمس، والقمر والكواكب المختلفة. ساهم في كتابة جداول الجيب والظل. عمل على علم الفلك الكروي، وحساب الكسوف والخسوف ورؤية القمر. ألف كتاب السند هند (Zij al-sindhind) في علم الفلك مع علماء آخرين. كتب الخوارزمي الجداول الفلكية اعتمادًا على المصادر والمراجع اللاتينية والهندوسية، واشتملت هذه الجداول على جداول الجيب واستخدام دائرة نصف قطرها يساوي 150 وحدة، وقد تُرجمت هذه الجداول إلى اللغة اللاتينية. كتب الخوارزمي عن الأبراج الفلكية التي تخص أشخاصًا بارزين وقتها.
علم الجغرافيا
ساهم الخوارزمي في علم الجغرافيا بالعديد من الإنجازات، ومنها:
أعاد تنظيم وتصحيح أبحاث بطليموس في علم الجغرافيا باستخدام اكتشافاته وأبحاثه الخاصة. ألف كتاب صراط الأرض الذي جمع أبحاث بطليموس، لكن للأسف لم يتم حفظ الخرائط الأصلية إلا أن العلماء والباحثين تمكنوا من استعادة محتوى هذه الخرائط من خلال ملخصات الخوارزمي الموجودة. شارك في حساب خطوط العرض والطول للكرة الأرضية،
عمل الخوارزمي على الإشراف على 70 عمل جغرافي في مشروع يهدف إلى رسم خريطة الأرض كما كانت معروفة آنذاك، وعندما تُرجمت أعماله ونُقلت إلى البلاد الأوروبية، كان لها الأثر الكبير في التطور الحضاري والعلمي للحياة في الغرب.
يعد الخوارزمي من أبرز العلماء الذين يمثلون العرب والمسلمين في العصور الوسطى، حيث عمل في دار الحكمة في شبابه بترجمة الكتب والأطروحات باللغات المختلفة، الأمر الذي أنعش الخوارزمي علميًا، وقاده إلى البدء بتأليف الأطروحات والكتب الخاصة به. وتعد أطروحة حساب الجبر والمقابلة التي قدم فيها للعالم آنذاك علمًا جديدًا سمي بعلم الجبر من أهم أطروحات الخوارزمي، وقد سمي الخوارزمي بأبي علم الجبر، هذا العلم الذي ساهم في تكوين العصر الحديث وبنائه كما نعرفه الآن.