إيزاك وجوزيف.. التطوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد في زمن الكورونا
في أوقات الطوارئ، كالأوبئة والكوارث تنهض كل مكونات المجتمع الحي بما أودع في روح أفراده من قبل من روح التطوع والمبادرة، حتى الصغار في هذه البيئة تتحول أفكارهم في تلك الظروف من مجرد اللعب إلى مشاركة المجتمع في همومه.
إيزاك سبيري- تيلور 11 عام وشقيقه جوزيف 13 عام كانا يحلمان بطابعة ثلاثية الأبعاد كهدية في أعياد الميلاد عام 2019، وبالفعل حصلا عليها من أسرتهما، كان جوزيف يخطط لطباعة شخصيات لعبة ماينكرافت، بينما خطط إيزاك لطباعة شخصيات أفلام بوكيمون.
لكن خطط انتقال الأسرة إلى مسكن جديد جعلت الطابعة تقبع في صندوقها لعدة أسابيع، ثم كان أن جاء وباء كورونا وإجراءات الإغلاق العام، ومن ثم كانت الطابعة ثلاثية الأبعاد وسيلة جيدة لتمضية الوقت.
ولكن بدلاً من شخصيات بوكيمون وماينكرافت، شرع الأولاد – بمساعدة والديهم – في مشروع مختلف تماماً: وهو مشروع طباعة أقنعة معدات الوقاية الشخصية للعاملين في دور الرعاية المحلية في ريكسام، بشمال ويلز.
بعد شهر من محاولتهم الأولى، نما المشروع ليصبح مركزا للمتطوعين، يديره 30 شخصا على مدار الساعة في مدرسة محلية ويستخدمون العشرات من الطابعات المتبرع بها والممولة من التمويل الجماعي لإنتاج 200 قناع في اليوم.
وعبر تقنية جديدة للقولبة بالحقن، سيتمكن الشقيقان ومجموعة المتطوعين من زيادة الإنتاج إلى 8000 قناع يوميا.
وقد صمم الأولاد قناعهم الأول على أساس صورة نشرها على الإنترنت صديق للعائلة. وفي غضون أيام قليلة، نتج عن نداء على فيسبوك تبرعات بألواح الأسيتات لاستخدامها في الشاشات.
وفي غضون أسبوع، عرضت مدرسة إيسجول كليودوج الثانوية في ريكسام Wrexham قسم الكمبيوتر لديها للمساعدة في المشروع واستثمرت في 10 طابعات ثلاثية الأبعاد.
ونتيجة لنداء ثان طلب فيه المتطوعون القرض أو التمويل لمزيد من الطابعات ثلاثية الأبعاد، نتج عنه 9 أجهزة تضاف إلى 90 جهاز كمبيوتر للمدرسة.
كما تلقى المشروع المعروف الآن باسم PPE Hwb Wrexham والذي تحول مع الوقت لمشروع مجتمعي تطوعي – جهازي قولبة بالحقن – أحدهما تبرعت به شركات وهيئات، مما أتاح لهم زيادة في الانتاج.
ريبيكا سببي تيلور والدة الشقيقين تقول في التقرير المنشور على موقع الجارديان The Guardian في 25 أبريل 2020 “لدينا فريق رائع من المتطوعين، البعض لديهم خلفيات الهيئة (تقنية، لكن لدينا أيضا البعض بدون خبرة، بما في ذلك أقارب العاملين في NHS الهيئة الصحية البريطانية العامة.
فيل وين، عضو مجلس بلدية ريكسام، الذي شارك بشدة في المشروع يقول “كنا نأمل في صنع بضع مئات من الأقنعة، ل كننا انتقلنا من هذا إلى مشروع نصنع فيه 1000 قناع في الأسبوع – وهذا الرقم في ازدياد. لدينا أشخاص يعملون في المنزل على أجهزتهم الخاصة وفي المدارس في جميع أنحاء المدينة”.
تقول والدة إيزاك وجوزيف إن الأولاد ما زالوا ينتجون أقنعة في المنزل ويزورون المركز بانتظام، لقد اندهشوا من سرعة تطور المشروع. وتضيف: “سمعت جوزيف يصفه بأنها مثل وجود يرقة في يدك تنمو لتصبح فراشة جميلة وتطير بعيداً”.
يقول إيزاك إنه شعر بـ “نوع من الإرهاق” من سرعة الأحداث. “هناك ال كثير مما يجري الآن، ل كنني أشعر بالفخر للمساعدة في بدئه”.
وكما تنبئنا تلك القصة القصيرة فإن دورالأسرة، والمجتمع الحاضن والثقافة المحفزة كلها أدوار محورية في صناعة الرواد الصغار.
د. مجدي سعيد