مقالات

إكتشاف مادة غيرت التاريخ

بوسع اكتشاف مادة كيميائية واحدة او تفاعل كيميائي واحد أن يغير مجرى التاريخ.. وقد غير فعلا مافعله الكيميائي حاييم وايزمان حياة الأمة العربية باكملها لعقود طويلة.. ذلك بعد اكتشافه طريقة سهلة لتحضير مركب واحد كان كافيا لسلب فلسطين منا وزرع اليهود في قلب الامة العربية .
لقد كانت طريقتة الرخيصة لتحضير الاسيتون هي ثمنا لوعد بلفور المشؤوم . فما هي القصة؟

حين اندلعت الحرب العالمية الاولي و بدت الهزيمة آتية لاريب فيها للإنجليز بسبب احتكار الألمان لصناعة مادة الأسيتون .. تلك المادة التي كانت أساسية لخلط نبتروالسليلوز مع نيترو الجلسرين لتكوين بارود ال كورديت اللازم لصناعة الذخيرة، جن جنون الإنجليز وقد عجزوا عن توفير البارود لقذائفهم جوا وبرا وبحرا..

لكن حاييم وايزمان استغل الموقف واستعمل علمه وتقدم للحكومة البريطانية بطريقة تحضير بسيطة ورخيصة للأسيتون بإستخدام البكتريا وفعلا قام بتصنيع اطنان منها قلبت ميزان المعركة ضد الالمان والاتراك .
وبعد الانتصار كانت المكافأة هي وعد بارض فلسطين.

فمن هو هذا الرجل؟ وما الظروف التي اوجدته لصنع هذا التاريخ المشؤوم ؟

ولد حاييم عزريل وايزمان عام 1874م في مدينة موتول بروسيا البيضاء. برز منذ صغره في مادتي الكيمياء والعلوم، ودرس في شبابه في بينسك، ونشط مع الاتجاه الصهيوني منذ ذلك الحين. ثم تابع دراسته في ألمانيا وسويسرا حيث حصل على الدكتوراه في الكيمياء عن أبحاثه في مجال تصنيع الدهانات. وفي عام 1904م حصل على وظيفة في جامعة مانشستر في بريطانيا، واستقر هناك مع زوجته فيرا التي كانت طبيبة أطفال. وفي عام 1910م حصل على الجنسية البريطانية.

وفي مدينة مانشستر الإنجليزية واصل وايزمان العمل على تطوير طرق الإنتاج التجاري للطلاء، وأدرج أيضًا العديد من براءات الاختراع لعمله. وفي وقت لاحق طور طريقة لإنتاج زيت الكافور، وكان منتج مطلوب في ذلك الوقت، وباع براءة الاختراع لشركة مستحضرات تجميل كبيرة في سويسرا.

وفي صدد موازي واصل وايزمان نشاطاته مع الحركة الصهيونية، وحضر العديد من المؤتمرات التي نظمتها الحركة، وزار فلسطين في عام 1907، وسجل مشاهداته هناك في عدد من المقالات حيث عبر عن افتتانه بالمنطقة الموعودة.

زار وايزمان معهد باستير في باريس، حيث عمل في قسم علم الجراثيم وتعلم كيف يمكن استغلال البكتيريا لإنتاج المواد العضوية، ومن هنا نما حلمه في إنتاج المطاط الصناعي، حيث كان الطلب متزايدا على المطاط حينها من أجل الصناعة ولم يكن المطاط الطبيعي كافيا ما رفع أسعاره بشكل مذهل، قرر وايزمان العمل في هذا المجال وطور عملية لإنتاج مادة تسمى isoprene، وهي المادة الأولية للمطاط الصناعي. لكن كانت المشكلة الأكبر في العملية التي طورها هي الحاجة إلى كحول isoamyl وهذه المادة ضرورية لصنع الأيزوبرين، لكنها لم تكن متوفرة بكميات كبيرة مثل تلك المطلوبة في الإنتاج الصناعي.

بدأ وايزمان في الخوض في عملية تخمير البكتيريا وزرع البكتيريا في ظروف منخفضة الأكسجين في محاولة للعثور على ميكروب ينتج السكر المخمر بكحول الأيزو أميل. في الوقت نفسه، عمل في مختبرات في مانشستر وباريس، واعتقد أنه قد أنتج أخيرًا الكمية الكبيرة التي طال انتظارها من المواد. ومع ذلك، عندما قام بتقطير السائل من خزان التخمير، تبين أنه يحتوي فقط على الأسيتون والبيوتانول بمستوى عالٍ جدًا من النقاء.ذلك الاسيتون لم يكن هدفه طوال بحثه لكن حين احتاجته بريطانيا كان جاهزا لديه ولم يتأخر

(بالعلم تتسيد الامم وليس بشعار بالروح بالدم نفديك يا فلسطين )

بقلم/ د. حاتم جاد الحق

 دكتوراة في الكيمياء العضوية واستشاري في مجال الصباغة والتجهيز

عضو نقابة المخترعين المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى