مقالات

كيف تصبح مديراً ناجحاً أو قائداً عظيماً؟

ليس بالضرورة أن يصبح الموظف المثالي المجتهد، مدير كفؤا لمؤسسته. وليس بالضرورة أن يصبح لاعب الكرة الموهوب الهداف كابتن الفريق، رئيساً ناجحاً لناديه. وليس بالضرورة أن يصبح الشخص القوي العنيف عالي الصوت الذي يخافه الناس، رئيسا محترما مهيبا لهيئته أو مؤسسته. وليس بالضروة أن يصبح زعيم الحزب السياسي الكبير، رئيساً ناجحاً للدولة.

الكفاءة المهنية ليست أهم شيء في الإدارة والقيادة، وليست الشهادات العلمية أو الخبرات العملية أو العلاقات الشخصية هي ما تجعل الإنسان مدير ناجحا أو قائدا عظيما، وليس العمر أو عدد سنوات الخبرة هي ما تجعل الموظف أو العامل أو السياسي أو الضابط مديرا أو قائدا أو رئيسا ناجحا.

الذكاء الاجتماعي والقيادة الناجحة

ثمة نظرية تقول أن القيادة (أو الإدراة) هي صفة “خِلقية”، أي يولد الإنسان بها، وبالتالي لا يمكن أن يتعلم الإنسان كيف يكون مدير أو قائداً ناجحاً، وهناك نظرية تقول أن “الكاريزما” أو قوة الشخصية وقدرتها على جذب الناس والتأثير فيهم صفة أساسية من صفات القيادة، وتوجد نظرية تضع “الذكاء الاجتماعي” صفة أساسية من صفات القيادة الناجحة، وهناك نظريات وآراء كثيرة تمزج بين هذا كلها، وتضيف عليه عناصر أخرى، وهناك نظرية تقول أن الإدارة والقيادة “مهارة”، يمكن تعلمها واكتساب عناصرها.

عامل المصداقية: ما يتوقعه الأتباع من قادتهم

أجرت مجلة “Management Review” دراسة أو بحثا على عدة آلاف من الموظفين، بعنوان “عامل المصداقية: ما يتوقعه الأتباع من قادتهم”

The Credibility Factor: What Followers Expect from Their Leaders

في هذا الدراسة تم سؤال هؤلاء الموظفين عن أهم الصفات التي يرون أنها لابد أن تتوافر في مديريهم وقادتهم، فاختار هؤلاء الموظفون الكثير من الصفات، لم يكن من بينها المهارة المهنية أو الشهادات العلمية أو عدد سنوات الخبرة أو عمر المدير أو تاريخه الوظيفي…الخ.

صفات المدير والقائد

ضمت الصفات المطلوبة في المدير أو القائد بالترتيب: النزاهة، الكفاءة، الرؤية، الإلهام، الذكاء، العقل المتسع، الشجاعة، القدرة على التخيل، الاعتمادية، التدعيم، التعاون، النضج، الطموح، الاعتماد على الذات، السيطرة على النفس، الإخلاص، الاستقلالية.

الصفات التي احتلت القمة، وبفارق كبير عن بقية الصفات الأخرى كانت: النزاهة، الكفاءة، الرؤية، الإلهام.

النزاهة: Integrity

الأمانة والاستقامة، الإيمان والقيم والأخلاق، الصدق والثقة، العمل المتسق، أي يفعل ما يقول.

الكفاءة: Competence

الفهم الشامل لكيفية عمل المنظمة، فهم كيف تحدث الأشياء ببساطة وسهولة، المهارات الشخصية مثل التعاون والدعم والزمالة والصداقة، المهارات الإدارية والقيادية.

الرؤية: Vision

النظر إلى الأمام، القدرة على رؤية المستقبل، إعطاء الإحساس بالاتجاه، التخطيط وتحديد الأهداف، أن يفهم الأتباع دورهم وأهميتهم في تحقيق الأهداف.

الإلهام: Inspiration

توصيل الرؤى والأحلام للأتباع، الوضوح والحماس، التواصل وبناء العلاقات، التحفيز والتقدير والثناء.

هل هذه الصفات الأربع: النزاهة والكفاءة والرؤية والإلهام، صفات يولد بها الإنسان فتؤهله لأن يصبح مدير ناجحا أو قائدا عظيما، أم هي مهارات يمكن للإنسان أن يتعلمها ويكتسبها ويمارسها ويصبح خبيرا فيها، فيستطيع من خلالها أن يكون مديرا ناجحا أو قائدا عظيما؟!

سواء كانت هذه الصفات “خِلقية” أو “اكتسابية”، فلا شك أنها أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في المدير الناجح أو القائد العظيم، وهي بلا شك ما يتمنى أن يراه الأتباع والموظفون والمرؤوسون والناس والشعوب في مديريهم ورؤسائهم وقادتهم وزعمائهم وحكامهم.

د. هاني سليمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى