منوعات

الإدمان في السينما.. قصص مروعة وحقائق صادمة

شاب صغير يعمل في شركة طبية، دفعه الفضول إلى خلط بعض الأدوية والعقاقير المخدرة وتجربتها، لكن الأمر تعدى مجرد التجربة وأصبح يتعاطى تركيبته الخاصة التي أدخلته عوالم وهمية وغير واقعية، وأصبح يضاعف من الجرعة حتى كاد يفقد حياته.

هذه قصة حقيقية مما يحدث في عالمنا المعاصر، وهي تجسد حجم المأساة التي يمكن أن تصيب شبابنا وبيوتنا جراء السقوط في هاوية تعاطي المخدرات.

ولقد نجحت السينما العالمية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة – على مدار تاريخها – في إلقاء الضوء على ظاهرة المخدرات وإدمانها، وبدأت في تناولها بشكل مكثف خلال سبعينيات القرن الماضي.

 مرثيّةُ حُلم أو صلاة لراحة حلم

“مرثيّةُ حُلم أو صلاة لراحة حلم”، واحد من أفضل الأفلام في تاريخ السينما التي تناولت قضية الإدمان، العمل بطولة “جاريد ليتو” و”جينيفر كونلي” وإخراج “دارن أرونوفسكي”، ويحكي عن “هاري جولد فارب” وصديقه “تريون”، وكلاهما مدمنان على استعداد للتضحية بأي شيء في سبيل الحصول على المخدر، دون أن يراعي “هاري” والدته التي لا تملك أحدًا سواه بعد وفاة والده، وعن طريق الخطأ تدمن الأم حبوب الترامادول خلال سعيها لإنقاص وزنها، لينتهي بها المطاف إلى مصحة الأمراض النفسية، أما الابن فيفقد يده بسبب الإدمان.

عودة بن

“عودة بن” فيلم من بطولة “جوليا روبرتس” و”لوكاس هيدجز”، وإخراج “بيتر هيدجز”، ويتناول الفيلم عن صراع “هولي بينز” الأم التي تكتشف إدمان ابنها خلال زيارة له للعائلة عشية ليلة الكريسماس؛ فتبذل قصارى جهدها كي تعيده إلى طريق التعافي من جديد.

الفيلم يستعرض العلاقة الحميمية الفريدة التي تربط بين الأم وأبنائها، واستعدادها للتضحية بكل غال في سبيل استردادهم عافيتهم وجعلهم سعداء، وقامت بهذا الدور الممثلة جوليا روبرتس التي منحت هذا الأداء كل قوتها وخبراتها.

مولد نجم

“مولد نجم” فيلم بطولة “ليدي جاجا” و”برادلي كوبر”، ومن إخراج الأخير، ويحكي الفيلم عن قصة حب تجمع بين مغنية صاعدة ومطرب شهير يأخذ بيدها إلى عالم النجومية، وبينما ينقسم الفيلم إلى جزأين الأول يعرض قصة حب حالمة وشاعرية بين اثنين يكتشفان جوانب متشابهة في شخصية الطرف الآخر، يأتي النصف الثاني من الفيلم ليعرض واقعًا أليمًا وخيارات قاسية؛ فالمغني مدمن كحول مثل والد الحبيبة التي عاشت حياة سيئة بسبب إدمان والدها، وعليها أن تختار إما البقاء مع حبيبها المدمن وإما منحه خيارًا للتعافي ثم العودة لبعضهما من جديد. الفيلم احتل صدارة البوكس أوفيس الأمريكي وكان مرشحًا للفوز بـ5 جوائز جولدن جلوب.

ترينسبوتينج

“ترينسبوتينج” فيلم بطولة “إيوان مكريجور” و”جوني لي ميلير”، وإخراج “داني بويل”، يتناول العمل رحلة مدمن للتعافي من إدمان الهيروين بكل ما تحمله من صعاب ولحظات تعافي تتبعها انتكاسات كارثية، تؤثر على عائلته وأصدقائه قبل أن تؤثر عليه.

تطلب الدور استعدادًا كبيرًا من الممثل إيوان مكريجور الذي قرأ أكثر من كتاب عن الهيروين والإدمان كي يقوم بهذا الدور، كما انضم أيضًا إلى مجموعات تعاف من الإدمان كي يتعرف أكثر على أشخاص عاشوا هذه التجربة، وقد جنى ثمار تعبه هذه، إذ يعتبر الفيلم الأعلى إيرادات في بريطانيا لعام 1996.

الإنتاج العربي

تناول الكثير من الأفلام العربية على مدار سنوات طويلة، ونجحت السينما المصرية في إلقاء الضوء على ظاهرة المخدرات (إدمان واتجار) وتاريخ المخدرات مع شاشة السينما بعيد للغاية، ربما يرجع إلى عام 1931، حيث قدم المخرج الراحل (توجو مزراحي) فيلم الكوكايين (الهاوية) بالتعاون مع النجم شالوم، الذي رصد من خلاله، تأثير الكوكايين وإدمانه على اتزان الفرد وصحته وسلامة جسده وقواه العقلية، وكيف أن الشرير داخل أحداث الفيلم استخدم منه أداة لتحطيم البطل وتدميره.

وشهد عام 1956م عرض فيلمين تطرقا إلى عالم المخدرات هما (رصيف نمرة خمسة) للمخرج نيازي مصطفي والبطولة لفريد شوقي وزكي رستم ومحمود المليجي، والفيلم الثاني هو (سمارة) للمخرج حسن الصيفي وبطولة تحية كاريوكا ومحمود إسماعيل ومحسن سرحان.

الأخ الكبير وابن حميدو

بعد ذلك توالت الأعمال التى تناولت الظاهرة وكان من أبرزها فيلم (الأخ الكبير) لفريد شوقي وأحمد رمزي، وفي عام 1957م قدم مخرج الكوميديا فطين عبد الوهاب القضية بشكل ساخر، من خلال الفيلم الكوميدي (ابن حميدو)، حيث تطرق الفيلم إلى قضية التهريب واقتحم عالم تجار المخدرات بصورة كوميدية، لكن بدأت السينما في تناول عالم المخدرات والإدمان بشكل مكثف، في فترة الثمانينيات، في مجموعة كبيرة من الأفلام.

فيلم “المدمن”.. معاناة جسدية ونفسية

فيلم “المدمن” من أكثر الأعمال السينمائية المصرية التى جسدت أجواء عالم المخدرات، ومعاناة المدمنين سواء الجسدية أو النفسية، وهو ربما الفيلم الوحيد الذى صور حالات الإدمان بشكل يدفع الجمهور للنفور منها، حيث تدور قصته حول شاب يعمل ميكانيكيًا لتصليح السيارات، ثم يتحول إلى مدمن مخدرات بعدما فقد زوجته وطفلته الصغيرة في حادث سيارة مروع، ثم يشعر أنه المسؤول عن فقد أسرته لإهماله في القيادة، ويدمن حقن المورفين التى تعوّد عليها أثناء العلاج.

فيلم “المدمن” بطولة الفنان أحمد زكي وعادل أدهم ومشيرة إسماعيل وليلى طاهر ونجوى إبراهيم، ومن إخراج يوسف فرنسيس.

العار.. “الملاحة.. الملاحة.. وحبيبتي ملو الطُراحة”

ثلاث نجوم كبار في دور البطولة لفيلم تدور أحداثه حول انهيار أسرة “الحاج عبد التواب”، عندما يخبرهم الابن الأكبر “كمال” بحقيقة والدهم الراحل الذي ادعى التدين والتقوى.. ولكنه في الحقيقة “مهرب مخدرات”، وتصل شحنة المخدرات، وهى أكبر عمليات الأب في أعماق البحر، ويطلب “كمال” من أخويه أن يتعاونا معه في انتشالها، يعيش الشقيقان في صراع مع ذاتهما، فـ”شكري” رئيس نيابة و”عادل” طبيب نفساني، وفي النهاية يوافقان، ينهار “شكري” ويرفض استكمال العملية فتحل محله “روءة” زوجة “كمال”، ولكنها تلقى مصرعها غرقًا، ينهار “كمال” ويصمم على الانتقام منه، وذلك بأن يعطيه نصيبه من الصفقة مخدرات يتصرف هو فيها مما يثير غضبه، يخزنون المخدرات في صفائح، ويخفونها في الملاحات عندما يأتي المشتري لينقلها يفاجؤون بضياعها بسبب طريقة التخزين الخاطئة.. ونتذكر الجملة الشهيرة: “الملاحة.. الملاحة.. وحبيبتي ملو الطُراحة”.

الفيلم بطولة نور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز.. وتلك القصة تم إعادة صنعها مرة أخرى في سياق مسلسل درامي من بطولة الفنان مصطفي شعبان، وأحمد رزق، وشريف سلامة، وهو المسلسل الذي لاقى نجاحًا كبيرًا؛ لأنه صور نهاية تجار المخدرات والمال الحرام.

الكيف

فيلم” “الكيف” أحد أشهر وأهم الأفلام المصرية على الإطلاق، أجاد نجوم هذه العمل في تجسيد شخصياتهم بشكل كبير، بل وتفوقوا على أنفسهم، والفيلم استخدم لغة ومصطلحات أهل “الكيف” التي أضفت بقوة على روح الفيلم ومدى تعمقه في العالم الخفي للمخدرات، على الرغم من أن الفيلم تناول الظاهرة في قالب كوميدي ساخر.

تحكي قصته بعد فشل “جمال” في الدراسة يعمل مطربًا في فرقة لإحياء الأفراح، يحاول أخوه الكيميائي “صلاح” إقناعه بالإقلاع عن المخدرات فيعطيه قطعة تم تصنيعها في المعمل من مواد عطارة غير ضارة، ينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه للحفاظ على صحتهم.. ثم تستمر أحداث الفيلم إلى أن تصل للنهاية الحتمية لكل من سولت له نفسه السير في هذا الطريق الخاطئ.

فيلم “الكيف” بطولة الفنان محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني ونورا وجميل راتب.

“الإمبراطور”.. نهاية مـأساوية

وتدور أحداثه عن “زينهم” و”إبراهيم” بعد الإفراج عنهما مع تاجر المخدرات “سليم”، يستقل عنه “زينهم” ويعاونه “إبراهيم” ويتوسع في أعماله غير المشروعة، يخطط “سليم” للتخلص منه فيقتله “زينهم” ويتزوج من عشيقة “سليم” الراقصة حياة التي تضيق بتكالبه على المال وجرائمه المتكررة وتستسلم للهيروين.. ثم يلقى مصرعه في نهاية مأساوية لتاجر مخدرات وبائع سموم. البطولة لأحمد زكي ورغدة ومحمود حميدة.

“الوحل”.. إدمان المرأة

في محاولة للاقتراب أكثر من عالم الإدمان وخطورته على الأفراد والمجتمع، أقحم مؤلف ومخرج فيلم الوحل هذه المرة المرأة في دور المدمنة، من خلال الفيلم، وقد جسدت الممثلة “نبيلة عبيد”، دور زوجة الضابط التي تتورط في الإدمان، بسبب ما تعانيه من فراغ عاطفي، وعدم الإنجاب.

تدور أحداث العمل حول ضابط شرطة يتكلف بتعقب العصابات التي تتاجر في السموم البيضاء، وفي إحدى المطاردات يُقتل ابن زعيم العصابة فتقرر العصابة الانتقام من الضابط، والانتقام يكون من خلال زوجته بأن يجعلها مدمنة هيروين، وتكون الصدمة عنيفة على الزوج عندما يكتشف أن زوجته قد وقعت تحت سيطرة رجال عصابة المخدرات، وأصبحت جاسوسة عليه رغم أنفها. البطولة لنور الشريف، نبيلة عبيد، مجدي وهبة، والإخراج لعلي عبد الخالق.

“المساطيل”.. رسائل فلسفية وإنسانية

تجربة أخرى لدراما الإدمان في السينما المصرية، استطاعت “ليلى علوي” خوض عمل درامي يبدو سطحي للوهلة الأولى، لكنها حملت رسائل فلسفية وإنسانية عميقة برواية أحداث منفصلة تحدث بين زوار وكر مدمنين، على اختلاف أسباب تعاطيهم المخدرات حيث تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب المحبط والضائع، يلتقون في جلسات لتعاطي المخدرات، لكل منهم قصة ولكل منهم جريمة، ولكنهم يشتركون جميعًا في جريمة جديدة. البطولة لـ “ليلى علوي” و”محمود حميدة” و”حسن حسني” و”نجاح الموجي” و”أحمد ماهر”، التأليف لوحيد حامد، والإخراج لحسين كمال.

“المزاج”.. نكبات امرأة

المزاج اسم متداول بين العامة حتى في الإدمانات الأخرى غير إدمان المخدرات، مثل المزاج المتعلق بإدمان المشروبات، عادات معينة، التسوق، الإنترنت.. وهكذا

لكن فيلم المزاج تدور أحداثه حول امرأة تعاني من نكبات متتالية، وهى ثرية وزوجة محبطة وجميلة، تفتقد الاستقرار والأمان لتعدد سفر زوجها وطول سفرياته، تلفظ المال وتطلب الطلاق منه على الرغم من أنها حامل، وتعود من توديعه بالمطار لتصدم سيارتها عابر سبيل فتدخل السجن بتهمة القتل الخطأ لمدة عام، لكنها تتعلم الإدمان على يد إحدى السجينات غصبًا عنها.

الفيلم من بطولة “مديحة كامل”، “أحمد بدير”، “فيفي عبده”، “سعاد نصر” و”سناء يونس” ومن تأليف “ماجدة خير الله” وإخراج “علي عبد الخالق”.

“مملكة الهلوسة”

في محاولة أخرى لتوصيف المشهد الخاص بعالم المخدرات والإدمان، تم صناعة فيلم “مملكة الهلوسة”، الذي تدور أحداثه حول المعلم قدورة (حسن عابدين) تاجر المخدرات الكبير بالإسكندرية، الذى يحاول الضابط كامل (محمود عبد العزيز) المكلف بمتابعة قضيته ضبطه متلبسًا بجريمته. الفيلم بطولة الفنان محمود عبد العزيز، حسن عابدين، حسين فهمي، وسعيد صالح.

“شبكة الموت”

على طريقة زعيم العصابة تاجر المخدرات الكبير، يبدأ العمل “شبكة الموت” بتزعم “بسيوني” عصابة لتهريب المخدرات من اليونان لداخل مصر بعد استقراره في أثينا، ويسعى الأمن المصري للقبض عليه عند وصوله إلى القاهرة.. الفيلم بطولة الفنانة نادية الجندي، فاروق الفيشاوي ونبيل الحلفاوي.

“النمر والأنثى”

النمر والأنثى فيلم مصري من إنتاج عام 1987، من بطولة عادل إمام وآثار الحكيم، تأليف إبراهيم الموجي وإخراج سمير سيف. في هذا الفيلم يلعب عادل إمام دور ضابط شرطة يكافح عصابة مخدرات.

يتم تكليف الضابط وحيد (عادل إمام) بالتنكر والدخول وسط عصابة أكبر تجار المخدرات عبده القماش (أنور إسماعيل) لكي يقبض عليه متلبسًا، يتوصل بتحرياته إلى أن ابنته ياسمين مختفية منذ زمن طويل. يتفق وحيد مع فتاة الليل التائبة نعيمة (آثار الحكيم) التي تشبه ياسمين على انتحال شخصيتها وتوهم القماش أن وحيد زوجها ومعها ابنها تامر (ماهر عصام)، يصدق القماش الأمر في البداية، إلا أن شقيقته عدلات (عايدة عبد العزيز) تشك في الأمر منذ البداية إلى أن تكشف للقماش الأمر، يقرر القماش الانتقام من وحيد ونعيمة فيدسون المخدرات لوحيد في القهوة إلى أن يصبح مدمنًا، ويدبرون له حادث سيارة ينجو منها وحيد ونعيمة وتامر بأعجوبة، ينعزل الثلاثي في مكان بعيد إلى أن يشفى وحيد من الإدمان في الوقت الذي يعتقد فيه القماش ومساعديه أن وحيد ونعيمة والطفل قد قتلوا في الحادث، يقوم القماش بعملية التهريب بكل ثقة بعد اعتقاده أن وحيد قد انتهى، فيظهر وحيد ويدخل في صراع مع القماش وعصابته إلى أن يقدمه مدانًا للعدالة، ينتهي الفيلم بزواج وحيد من نعيمة بعدما فشل في التحكم في مشاعره تجاهها وطفلها، فيقرر الارتباط بها للأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى