أول مذيع عربي كفيف عبر شاشات الفضائيات
الصورة الذهنية لمقدم نشرات الأخبار تكرست عبر سنوات طوال لدى عقول المشاهدين بمختلف ثقافاتهم بهيئة ومواصفات معينة، من خلال القائمين على صناعة الإعلام، إلا أنه لم يكن في الحسبان، أن يقتحم ذوي الإعاقة البصرية هذا المضمار، الذي يتطلب اشتراطات خاصة تجعل من الصعوبة بمكان ظهور كفيف على شاشات الفضائيات كمقدم للنشرة الإخبارية، وها قد حدث الأمر مع أول مذيع كفيف عربي ” راشد ربابعة ” الأردني الذي ذاع صيته في الآفاق، لعظم الإعجاز الذي حققه .
خطوات ناجحة في المسيرة الإعلامية
تبدأ تجربة ” ربابعة” الإعلامية بحصوله على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من إحدي الجامعات الأردنية، ومن بعدها عمل في العدديد من المؤسسات الإعلامية، إلى أن اصبح مقدماً معتمداً لنشرة الأخبار على شاشة قناة رؤيا المحلية الأردنية.
وتعد التجربة ضرورة لتطوير ودعم أجندة الإعاقة من قبل الجهات الإعلامية الأردنية، كجزء من استراتيجة التنوع، لتغيير الصور النمطية حول الأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياه، وطرح تلك القضايا بشكل موضوعي بحيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من جميع قضايا عموم المواطنين.
تحديات صعبة تصبح فرصاً للنجاح
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود وممهداً للسير دون أية تحديات تذكر، بل كان على النقيض من هذا، فقد واجه الرفض والاستهجان في بعض المؤسسات الإعلامية، إلى أن اهتدى إلى موقع ” التاج الإخباري “، والذي أثنى عليه لإيمانه بقدراته الإعلامية في التقديم الإخباري، واعتماد الموقع في توظيفه معيار المهارة والكفاءة في تقديم وقراءة الموجز، وعدم اعتبار إعاقته كحاجز يحول دون شغله تلك الوظيفة.
ولفت ” ربابعة ” الى بعض التحديات التي يواجهها في كتابة الموجز على لوح برايل، مشيراً الى أهمية توفير الترتيبات التيسيرية اللازمة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لشغل وظائف تتناسب مع كفاءاتهم.
التجربة الثانية عبر شاشة ” قناة الرؤيا “
أتت التجربة الثانية لراشد ربابعة في الشاشات الفضائية عبر قناة ” رؤيا ” الأردنية، والتي حقق بها نجاحاً كبيراً وتألقاً جعله حديث وسائل الإعلام المختلفة، وأشار إلى أن “حبه لعالم الصوت والإذاعة والإعلام بشكل عام، كان دافعه الرئيسي لدراسته للإعلام”، مشيرا إلى أنه “كان يقضي ساعات طويلة في الاستماع للمذياع، وأن عشقه للصوت وعالم الهندسة الصوتية تجذر في داخله منذ الصغر حتى اليوم”، وحول ذلك يقول: “كنت أحب أن استمع يوميا للمذياع لساعات طويلة، وأنا أعشق عالم الصوت، من الميكروفون إلى الهندسة الصوتية بكل تفاصيلها”.
دعم أسري ومساندة نفسية
وعن دور عائلته في دعم مسيرته، قال “ربابعة”: “أسرتي دعمتني بكل أشكال الدعم، وشجعني إخواني، كذلك والأهم والدتي دعمتني أيضا، حيث كانت دائما تحاول تقديم كل وسائل المساعدة والمساندة لي، وكانت دائما حاضرة معي في كل مكان أود الذهاب إليه، وتقف معي بكل خطوة”.
وأكد أنه نتيجة دعم أسرته له بدأ يشعر فعلا بأنه يستطيع عمل أي شيء، وأنه في حال حدث حدثا ما معه، فإنه يعلم أن أهله سيكونون معه، وهذا الدعم أيضا زاد ثقته بنفسه أكثر، ولم يشعر أبدا بأنه صاحب إعاقة، خاصة أنهم أيضا أصبحوا يعتمدون عليه.