الإصابة “بالسكري” مبكراً .. تجعلك أكثر عرضة “للخرف” لاحقاً

توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ الأشخاص الذين يصابون بحالة ما قبل السكري عندما يكونون أصغر سنًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف لاحقًا في حياتهم، وتتجسّد حالة ما قبل السكري عندما تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المستوى الأمثل، ولكن غير عالية بما يكفي لتشخيص مرض السكري طبيًا.

الأمريكيون الأكثر عرضة للأصابة بالخرف مستقبلياً

ولسوء الحظ، يعاني ملايين الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا من حالة ما قبل السكري، ولا يدرك الكثير منهم ذلك، وفي بيانٍ صحفي، قالت أستاذة علم الأوبئة، إليزابيث سيلفين، وطالبة الدكتوراه، جياكي هو، وهما مؤلفا الدّراسة: “ترتبط حالة ما قبل السكري بخطر الإصابة بالخرف، ولكن يُفسّر تطور مرض السكري هذا الخطر”.

ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين أُصيبوا بداء السكري من النوع الثاني قبل الـ 60 من العمر أصبحوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف بـ 3 مرّات في وقتٍ لاحق من حياتهم، وذلك مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالسكري من النوع الثاني قبل الـ 60.

تطورات بالغة الخطورة لمرض السكري

وإذا تطوّرت حالة ما قبل السكري لتتحوّل إلى داء السكري من النوع الثاني بين عمر الـ 60 إلى الـ 69، فإن الخطر ينخفض، ولكن ببضع نقاط فقط، وأكّد الباحث في مجال مرض الزهايمر، والمتخصص في طب الأعصاب الوقائي في معهد الأمراض العصبية التنكسية بفلوريدا، الدكتور ريتشارد إيزاكسون، أنّ النتائج لم تكن مُفاجِئة.

وقال إيزاكسون في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “هذا ما كنت أصرخ به بأعلى صوتي لأكثر من عقد”، وأضاف: “إذا دفعت هذه الدراسة الأشخاص لاتخاذ إجراءات فعلية عند تقديم تشخيص لشخص يكاد أن يُصاب بالسكري، أو مصاب بحالة ما قبل السكري، فسيؤدي ذلك إلى تحسين نتائج صحة الدماغ بالتأكيد”.

تحليل إحصائي يؤكد نتائج الدراسات

ووجد تحليل إحصائي من عام 2013 أنّ داء السكري من النوع الثاني مرتبط بزيادة تبلغ 60% في خطر الإصابة بالخرف بمختلف أسبابه، وبالإضافة إلى ذلك، يواجه المصابون بالخرف وداء السكري من النوع الثاني خطر الوفاة المبكرة بشكلٍ متزايد.

وبحسب جمعية مرض الزهايمر، “يزيد مرض السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية المؤذية للقلب والأوعية الدموية. وقد تساهم الأوعية الدموية التالفة في الدماغ بالتدهور المعرفي”، كما يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم للالتهابات، ما قد يؤدي إلى تلف خلايا الدماغ، وفقًا لما ذكرته للجمعية.