السعودي الأصم “عواد الشمري” يحدث العالم بمجسماته الفنية الرائعة
تمكن الشاب السعودي “عواد الشمري”, من تحدي إعاقته بالصمم حيث استفرد بخياله وأدواته البسيطة لينسخ من الأشكال الحاضرة في بيئته، وتصويرها في مجسم صنعه من الحديد.. تحدى “الشمري” إعاقته ضارباً عرض الحائط بأغلالها وقيودها الوهمية واستفرد بخياله وأدواته المتواضعة، وزرع لنفسه جناحين يحلق بهما بين الأجراس المحروم من الإنصات لها، ويجهر بصوته الذي لم يُسمع من قبل، تشبث “الشمري” بموهبته التى وهبها الله إياها، وأبهر مجتمعه وبيئته بالمجسمات الفنية معبراً عن جماليات ما يرى.
ويعيد الشاب السعودي عواد الشمري للأذهان سير المبدعين مثل المؤلّف الموسيقي بيتهوفن الذي ألف السيمفونية التاسعة وهو أصم، والأديبة والمحاضرة هيلين كيلر التي فقدت السمع والبصر وهي بعمر السنة وسبعة أشهر.
عالم صاخب
استيقظ “عواد الشمري” -الذي يبلغ من عمره 26 عاماً، انتقل إلى مدينة حائل واستقر بها قبل عقد من الزمن- في عالم صاخب بالأصوات ولكن حواسه لا تستقبل هذا الضجيج، تفرس بالناس ورغب بمشاركتهم في مأدبة الكلام، إلا أن صوته معدوم الوجود، الصمم والبكم اجتاحه منذ ولادته وحرمه من السماع والنطق، وسارت الـ 16 عاماً الأولى من حياته في الترحال بالصحراء مع عائلته متبعين نمط الحياة البدوية.
تكشفت ملامح موهبة الشمري عندما كان في عقده الأول، حيث كان يهوى تحويل الأدوات إلى مجسمات وأشكال فنية، كما أن إعاقته لم تحرمه من تأدية وظائف الحياة المختلفة، يعانى شقيقه الأكبر، عيد الشمري، من نفس الإعاقة، وهو أيضاً مولع بالميكانيكا.
عواد الشمري يتحدث بمجسماته وإبداعه
وظل عواد يصمم المجسمات ويتحدث من خلالها، وظهر حبه لهذه الهواية منذ نعومة أظفاره.
خفوت الأضواء المسلطة على الشاب السعودي الموهوب –آنذاك- أصابه بالإحباط، فلم يحتفظ بأعماله. ويستطيع الشاب السعودي نسخ أي شكل من الأشكال الحاضرة في بيئته، وتصويرها في مجسم يصنعه من الحديد، ويضفي على المجسم ديناميكية حيوية، إذ تتحرك المركبات التي يصنعها بسلاسة وسهولة، إضافة إلى أنه يصنعها بأحجام مختلفة بحسب ما يرى.
عواد شاب طموح ويهوى التحدي رغم أن ظروفه لم تسمح له بالدراسة والانخراط في معاهد مخصصة تلائم حالته، وهو لا يجيد لغة الإشارة ويكتفي بالتواصل مع عائلته بإشارات مفهومة بينهم.