عبرات

خليل الصفوري: ضعف بصري لن يمنعني من تحقيق أحلامي

يقولون إن الأمل هو تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقًا واسعة في الحياة. تصدق هذه المقولة كثيرًا على تجربة خليل الصفوري الطالب في الصف السادس الأساسي في مدرسة عين العسل التابعة للأونروا في لبنان؛ فهو يعاني من إعاقة بصرية منذ الولادة أثرت بشكل كبير على تحصيله الأكاديمي خلال سنواته الأولى في المدرسة؛ لقد كان من الصعوبة بمكان بالنسبة له التفريق بين الأحرف الهجائية بسبب التحديات التي يواجهها بصره.

ولكن إعاقته البصرية لم تمنع خليل من تطوير شغف قوي بالمعرفة، يقول: “لدى ارتباط قوي بالتعليم؛ إنه وسيلتنا الوحيدة لبناء مستقبل أفضل، لقد كان هناك تحديات كبيرة في طريقي لتحقيق أهدافي، إلا أنه وعلى الرغم من أنني تغلبت على الصعوبات الناجمة عن ضعف الإبصار لدي، إلا أنه ليس هنالك من شيء قادر على منعي من الوصول لكافة إمكاناتي”.

ومن الأشخاص الذين يدين لهم خليل بمساعدته في رحلته هم مرشدي الأونروا في المدرسة السيد عبد الباسط حمود، والسيدة لينا زيدان، اللذين يتواصلان بشكل دائم مع والديه ومعلميه، يقول: “أنا أحب مدرستي بسبب العطف والحب الذي يغمرني به مرشديني ومعلميني، كما أنني أحب التشجيع والصبر اللذين يبديهما لي معلم الجغرافيا كل يوم، وأحب المعلمة سناء حوراني أيضًا التي تلعب معي ومع أصدقائي على الدوام؛ إن هذا الدعم قد ساعدني بشكل هائل في الوقت الذي أواجه فيه كل هذه التحديات في حياتي”.

ويضيف خليل مبتسمًا ابتسامة عريضة من خلف كتابه الصغير المكتوب بأحرف لغة برايل، ونظارته اللامعة، وجسده المنتصب عاليًا بالطموح ووضوح الهدف: “أحب الاعتناء بالحيوانات، وأحلم بأن أصبح طبيبًا بيطريًا يومًا ما؛ أريد أن أكون أول طبيب بيطري يعتني بالحيوانات في المخيم، إن هذا هو حلمي بالرغم من أن لدي مشاكل في الرؤية! وأنا أعلم أن هذا سيجعل من تحقيق حلمي أمرًا أكثر صعوبة، إلا أنني تعلمت أنه ليس هناك من شيء مستحيل، وأنه لا يوجد أمر قادر على منع الشخص من أن يحلم”، ويواصل قائلاً: “أنا لا أحظى بدعم معلمي فحسب؛ بل ورفاق صفي أيضًا! إنهم دائمًا ما يبذلون الجهد لإشراكي في الأنشطة اللامنهجية، إنني أحب روح الطيبة والزمالة التي دأبوا على إظهارها”.

وكما تصفه معلمته سناء حوراني، فإن خليل طفل ذكي ونشيط وفصيح اللسان، وهو ينخرط مع أصدقائه في صفه ويناقش ولديه نزعة المبادرة. إن ثقته بنفسه فريدة من نوعها وليست عادية بالنسبة لطفل في سنه، وتؤكد “إنه بالفعل يستحق الانتباه والرعاية، ونحن نعمل جاهدين لنقدم له المساعدة بأي وسيلة من أجل تحقيق أحلامه”.

جهود مركز الملك سلمان للإغاثة

وبفضل الجهود التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة، استطاعت الأونروا فتح أبواب مدارسها المنتشرة في الشرق الأوسط والبالغ عددها 711 مدرسة في الوقت المحدد لجميع طلابها وطالباتها.

وتشكر الوكالة حكومة المملكة العربية السعودية وذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة على الدعم والإخلاص لعائلات لاجئي فلسطين في لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى