عبرات

صابر عوض.. كرة القدم منحته القوة والإرادة لمواجهة تحدي الإعاقة الجسدية

عانى الفتى السوداني صابر عوض من الإعاقة منذ ولادته، لكن كرة القدم كانت دافعاً له ليتحدى إعاقته، وأن يكون مثالاً يحتذى به لذوي الإعاقة، بل وأن يصل بها للعالمية. ولد صابر عوض، البالغ من العمر 15 عاما، بإعاقة جسدية, لم تحول بينه وبين ممارسة لعبة كرة القدم بشكل إبداعي لافت. يقول صابر: “لم تكن إعاقتي أبدا مصدر أي خوف، بل حافزا لي للتقدم للإمام ومجابهة الصعوبات التي تواجهني”.

صرح صابر لموقع “سكاي نيوز عربية” وهو يداعب الكرة، إنه يعتبرها “معشوقته الأولى” التي تمنحه القوة والإرادة لمواجهة تحدي الإعاقة الجسدية، مشيرا إلى انه يواصل تمارينه اليومية على أمل أن يصبح أحد النجوم العالميين في مجال كرة القدم الاستعراضية.

بدأت علاقة عوض بكرة القدم منذ أن كان عمره 6 سنوات، وظل يمارسها بشكل فردي بهدف ملء وقت فراغه، فكان يداعبها ليل نهار، لكنه بدأ رويدا رويدا يندمج مع الشباب في الميادين العامة، متشجعا بالإعجاب الكبير الذي وجده من زملائه والمتفرجين، بسبب الطريقة المبدعة التي يتلاعب بها بالكرة.

بل أصبح الكثير من الشباب يحرصون على اللعب مع هذا الصبي، على أمل تعلم المهارات العالية التي يتمتع بها.

ويوضح: “لم تكن إعاقتي أبدا مصدر أي خوف، بل حافزا لي للتقدم للإمام ومجابهة الصعوبات التي تواجهني”.

يضيف صابر إنه “وجد ضالته في لعبة كرة القدم الاستعراضية”، التي تعرف عليها عن طريق مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأى أنها أسهل من كرة القدم العادية، من حيث الركض والالتحام مع الخصوم، وبالتالي فهي أنسب لظروف إعاقته.

ويحلم الشاب بأن يشارك في البطولات الخارجية والعالمية، مما يجعله يبذل جهدا كبيرا في التمارين اليومية التي تستمر في بعض الأحيان لأكثر من ساعتين في اليوم الواحد.

ظاهرة صحية

وتؤكد الطبيبة أبرار المتخصصة في العلاج الطبيعي، أن ممارسة الرياضة وكرة القدم “أمر محبب ويمكن أن يساعد ذوي الإعاقة على تحسين صحتهم البدنية والنفسية، إذا وجدوا البيئة المناسبة لذلك”.

وتضيف “في حالة عوض ليست هناك أي مخاوف من ممارسة الرياضة، فهو يتمتع بالموهبة والقدرة الذهنية المناسبة”.

وتوضح الطبيبة أن ممارسة الرياضة “لا تضر في حالة فقد عضو منذ الولادة، وينبغي فقط الاهتمام بعمليات الإحماء المنتظمة قبل ممارستها، حتى لا يتعرض الشخص لأي من الإصابات الرياضة المعروفة”.

دور المجتمع

ووفقا لمؤتمن بادي، المتخصص في الطب الاجتماعي، فإن الرياضة “تلعب دورا مهما في محاربة الإعاقة والتغلب عليها”.

ويقول، إن المجتمع يمكن أن يلعب دورا أساسيا من خلال المساهمة بشكل فاعل في مساعدة المعاقين في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، والاندماج والعيش بصورة طبيعية.

 ويتابع: “للرياضة أهمية كبيرة في حياة المعاقين، فهي تسهم في اندماجهم بالمجتمع وتعزز ثقتهم في أنفسهم، وتحسن قدراتهم الجسدية والعقلية”.

لكن بادي ينبه إلى ضرورة اهتمام الدولة بأنشطة هذه الفئة من المجتمع، من خلال توفير الأدوات وتحسين البنى التحتية للملاعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى