الاكتئاب والإدمان.. أيهما يؤدي إلى الآخر؟
الاكتئاب والإدمان مرضان ارتبط اسمهما ببعض وقد أثاروا العديد من التساؤلات حول من بينهما يؤدي إلى الآخر وهل الاكتئاب أحد أسباب الإدمان أم العكس هو عرض ونتيجة، والإجابة عن تلك التساؤلات تستدعي معرفة حقيقة العلاقة بينهما، وهل الاكتئاب يأتي أولا ويسبب الإدمان أم لا؟ وما هي طرق علاج الإدمان والاكتئاب؟
ما العلاقة بين الاكتئاب والإدمان وأيهما يؤدي إلى الآخر؟
يقول خبراء مستشفى التعافى للطب النفسي وعلاج الإدمان: العلاقة بين الاكتئاب وإدمان المخدرات هي علاقة تبادلية ووثيقة بمعنى أن الإصابة بالاكتئاب قد تؤدي إلى الوقوع في الإدمان بسبب عدم قدرة الشخص على التعايش مع اكتئابة والذي يؤدي إلى مشاعر تعاسة و فقدان قيمة ناتجة عن انخفاض هرمونات السعادة في الجسم مثل السيروتونين والأندروفين، تدفع الشخص وقتها إلى تعاطي المواد المخدرة رغبة منه في التخلص من حالة الاكتئاب المستمر الذي يعيش فيها وزيادة مستوى هرمونات السعادة.
ومع الاستمرار في تعاطي الجرعات وما تسببه من استرخاء وراحة يدخل المريض في الإدمان وحاجة الجسم إلى زيادة الجرعة بشكل مستمر لعدم اكتفائه بالجرعه الأولى وبالتالي عجزه عن التوقف عن التعاطي حتى لا يواجه أعراض انسحاب مؤلمة تحتاج إلى أدوية علاج الإدمان للتخلص منها.
على الجانب الآخر فإن أحد أعراض الإدمان الناتجة عنه هو الاكتئاب والذي يحدث بسبب انخفاض في مستويات هرمونان السعادة عند انتهاء مفعول المخدر وبالتالي دخول المريض في حالة اكتئاب يتخللها أفكار انتحارية، ومن هنا نستنتج أن الاكتئاب قد يكون سبب للإدمان وأحيانا أخرى قد يكون عرض على حسب حالة كل مريض.
كيفية حماية مريض الاكتئاب من الوقوع في الإدمان؟
أول خطوة في منع مريض الاكتئاب من الوقوع في الإدمان هي بدء رحلة العلاج بشكل سريع والذي يتضمن:
1. العلاج الدوائي:
من خلال مضادات الاكتئاب التي تزيد من إفراز هرمونات السعادة السيرتونين والأندروفين وبالتالي التخفيف من مشاعر الاكتئاب والحزن.
2. العلاج النفسي:
يهدف العلاج النفسي والتأهيل السلوكي إلى تغيير نظرة المريض إلى نفسه والحياة وإعادة الثقة إليه مرة أخرى، وإخراجه من العزلة التي يضعه الاكتئاب فيها، وإعادة دمجه في المجتمع.
كيفية علاج الاكتئاب والإدمان؟
يحتاج علاج الاكتئاب مع الإدمان إلى الخضوع لبرنامج علاج نفسي ودوائي شامل يتضمن:
1. فحص طبي:
يخضع المريض لفحص طبي حتى يتم معرفة الأمراض النفسية المسببة للإدمان مثل الاكتئاب والأمراض الأخرى المصاحبة له.
2. سحب السموم دون ألم:
في ثاني مراحل العلاج يتم سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب بسهولة وبدون أن يشعر المريض بأي ألم من خلال بروتوكول دوائي متخصص وتحت إشراف طبي دقيق.
3. العلاج النفسي والسلوكي:
يتم وصف مضادات اكتئاب لعلاج حالات الاكتئاب التي يمر بها المريض والخضوع لجلسات علاج نفسي وتأهيل سلوكي تغير طريقة التفكير والسلوكيات المرتبطة بالإدمان وتعليم المريض طرقا لمقاومة الرغبة في المخدر، والتخلص من مشاعر الاكتئاب التي تواجهه بسبب عدم وجود المخدر.
4. التأهيل الاجتماعي:
في مرحلة التأهيل الاجتماعي يتم التركيز على تعليم المريض سلوكيات للعيش دون تعاطي المخدر، ومواجهة نوبات الاكتئاب والحزن التي تواجهه وإشغال عقله عنها وعدم الهروب منها إلى التعاطي وتجنب أي عوامل تشجعه على الرجوع لطريق الإدمان مرة أخرى لمنع الانتكاسة.