“التوحد.. الدليل الإرشادي للأسرة”.. للخبيرة التربوية الدكتورة مينة القالي
صدر مؤخراً للباحثة المغربية “مينة القالي” خبير اضطراب طيف التوحد, مستشار دولي في التربية الخاصة والدمج المدرسي لذوي الإعاقة: “التوحد.. الدليل الإرشادي للأسرة”. جاء الدليل كملحق للعدد 245 من مجلة الإعاقة لشهر مارس 2021. بمقدمة للأستاذ الدكتور محمد بن حمود الطريقي, رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل.
استهل الكتاب بمقدمة للدكتور الطريقي والذي قال فيها: “فى هذا العمل الإرشادي, نريد أن نظل منتبهين بشكل خاص للتناقضات والضغوطات التي تتعرض لها الأسرة. فمن ناحية, يجب أن يتقبلوا وضع ابنهم او ابنتهم ومواجهة القيود والاختلالات الواضحة على طفلها, إذ قد يواجه الآباء حالات مؤلمة بشكل خاص. ومن ناحية أخرى, يجب أن يحافظوا على الأمل ويثابروا بعزيمة وإصرار من أجل تأهيل ودعم ابنتهم أو ابنهم ليتجاوز معيقات دمجه في المجتمع”.
ويضيف د. الطريقي ” نروم مساعدة الاسر على التوجه إلى المسار الصحيح, وربح الوقت بالتدخل المبكر, من أجل معرفة قدرات أطفالهم الفعلية وتحديد التقدم الذي يمكن أن يتوقعوه معهم, فضلاً عن وسائل تحقيق ذلك”.
يسهم هذا الدليل الأسري في فهم ومعرفة اضطراب طيف التوحد بشكل مبكر وتوجيه الأسر لمعرفة السبيل الصحيح لتطوير الأداء المتكامل لدى الطفل, وإبراز أهم الخدمات والبرامج التدريبية المفيدة له, كما يشجع الآباء على فهم الطفل وكيفية التعامل معه ومساعدته على تجاوز الآثار التي يسببها الاضطراب مع الاهتمام بأثر مشاكله على ديناميكية الاسرة ككل. وكل هذا في سبيل تحسسين جودة الحياة لأسر أطفال اضطراب طيف التوحد.
تأثر نمو الطفل
في البداية تؤكد الخبيرة “مينة القالي” أن نمو الأطفال ذوي اضطراب طيف لتوحد يتأثر باستمرار بيئتهم بما في ذلك الأسرة والمحيط, ويتعبر من المهم النظر في تأثير التدخلات الاسرية على النتائج المستقبلية للطفل وبالتالي ضرورة تبنى السبل الملائمة من أجل التكفل به.
ولكى تعملالاسرة والمهنيون معاً, تؤكد “مينة القالي” على ضرورة تحديد المجالات التى يُؤمل فيها إجراء تقدم, وأن تكون هناك رؤية مشتركة لمشروع الطفل. وهذا يسمح لنا بإعطاء الأولوية للخدمات والتدخلات التي يتم وضعها لمرافقة الطفل.
المثيرات الحسية
وتؤكد مينة القالي على أن تعليم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد هو حق من حقوقهم. مشددة على ضرورة توفير بيئة ملائمة لهم. والملاحظ وفقاً للخبيرة المغربية أن المشكلة في التعامل مع الطفل مرتبطة أساساً بالأسرة لا بالطفل. لذلك على الاسر أن لا يهدروا وقتهم وطاقتهم ويطلبوا من الطفل أن يعطي بالتعليم ما ليس باستطاعته, وأن لا يجبروه على التكيف مع بيئة مختلفة قد تسبب له معاناة وآلام, وهو في غنى عنها, بسبب الكم الهائل من المثيرات الحسية سواء الضجيج داخل الفصل, نوعية الإنارة, تزيين الحجرات, تنظيم الفضاء, تسلسل الأنشطة اليومية وعدم ملاءمتها له إن كما او كيفاً.
كل هذا يؤدي إلى ضغط نفسي يترجمه الطفل إلى اضطرابات سلوكية وبالموازاة تعيش الاسرة إحباطاً وضغطاً نفسياً وتوترا قد تترجمه أحياناً على تعنيف الطفل. فالمدخل والحل لكل هذا التوتر هو أولاً التعرف على هذا الاضطراب الذي يجعلهم مختلفين عن أقرانهم وبالتالي على أطفالنا, حتى يتسنى لنا أن نسلك المسار الصحيح لتأهيلهم ودمجهم سواء في المدرسة أو في المجتمع.
تتوخى الخبيرة “مينة القالي” من هذا الدليل دعم الاسر في التعرف على التوحد وخصائص الطفل التوحدي, وكيف يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على الاسرة. ويهدف أيضاً إلى استعراض أهم الاستراتيجيات والسبل والطرق المثبتة نجاعتها علمياً لتربية طفل توحدي, إضافة إلى ما يجب تفاديه من أجل تاهيله قصد الحد من الآثار السلبية على نموه. وذلك من أجل تعزيز مستقبل إيجابي للطفل والعائلة وتحقيق جودة الحياة.
عن المؤلفة:
- د. مينة القالي, حاصلة على دبلوم مكون لتأهيل وتدريب المتدخلين بمجال التوحد – الجامعة الدولية بالرباط- المملكة المغربية. كما انها مدرب معتمد ومستشار دولي في التربية الخاصة والتوحد بالمركز الفرنسي الدولي بباريس.
- عضو دائم في الفريق البيداغوجي ومستشار تقني في هندسة التكوينات والهندسة البيداغوجية. بالمركز الفرنسي الدولي بباريس.
- مستشار دولى معتمد في التربية الخاصة والتوحد بمركز العالم للاستشارات التربوية والتعليمية بالرياض.
- دكتوراه فخرية في التربية على البيئة فى خدمة دمج ذوي الإعاقة – المركز السويدي للتدريب البيئي.
- دكتوراه فخرية فى العمل الاجتماعي- المنظمة الدولية UNRS.
- عضو الشبكة العالمية للتعليم في حالات الطوارئ INEE.