عبرات

“محمد الصفار” يقهر إعاقته بمساعدة أخيه “علي”.. تعرف عليهما

يقطن الطفل “محمد وعلى الصفار”, جزيرة “تاروت” على أطراف مدينة القطيف، شرق المملكة العربية السعودية, ونظراً لظروف عمل الوالدة، وارتباطها بساعات دوام  طويلة، دفعت بـ”علي” على حمل “هموم” شقيقه “محمد” الذي ولد مع إعاقة حركية تفاقمت مع السنوات إلى أمراض عديدة كالسمنة واضطرابات التبول والإخراج.

ورغم فارق السن بينهما إلا أنهما دخلا نفس الصف الدراسي. فأصبح “علي” سند “محمد” في كل الأمور الحياتية.

ويرافق “علي”, “محمد” في كافة أنشطته اليومية ويقدم له الدعم والعون، حتى بات محمد مثلاً يحتذى به في تحديه للإعاقة بكل إصرار وعزيمة وإقباله على الحياة. وأشار علي إلى دور أسرته التي كانت أكبر داعم له منذ البداية والتي شجعته حتى واصل دراسته بتفوق وكان دائماً هو وأخوه محمد من المتفوقين طوال سنوات الدراسة.

استطاع الطفل “محمد الصفار” التغلب على الكرسي المتحرك، واللحاق بأحلامه، وأصبح عنواناً للتفوق الدراسي.. وبالإرادة والعزيمة الصلبة كسر محمد الحواجز، ونجح في تحدي ذاته وكسب قلوب الآخرين وعقولهم، بشخصيته الصبورة المحبة للحياة، ليطلق العنان لنفسه ويعبر عن ذاته.

أشاع محمد الأمل فى نفوس أقرانه من أصحاب الهمم ليتحدوا الإعاقة، حيث أثبت أن الإصرار والطموح والرغبة في تحقيق النجاح هي المعيار الحقيقي لنجاح الإنسان وتفوقه مهما كانت الصعوبات التى تلم به.

لم يكن من السهل على “محمد” تحقيق أحلامه واستكمال دراسته، والتغلب على النقص الجسدي بكمال إرادته وقوة تحديه، تاركاً وراءه الأحكام المسبقة ونظرة المجتمع السلبية، ماضٍ بثقة نحو أهدافه بمساعدة أخيه علي الذي يقرّ بأن لا صداقة تعلو على صداقة الأخ، فيترك ما يحب لأجل أخيه محمد دون كلل أو ملل.. ويواصل علي الصفار رعاية شقيقه “المعاق” وتوفير كافة متطلباته ويلازمه منذ قرابة 8 أعوام.

خضع محمد الصفار للعديد من العمليات الجراحية، وكافح كثيراً طوال حياته حتى يثبت للجميع أن المعاق يستطيع القيام بوظائف وواجبات مثل أي شخص سويّ، إلا أن ندرة المراكز الصحية الرياضية المهيأة لاستقبال مستخدمي الكرسي المتحرك أدت إلى زيادة وزن محمد نتيجة لقلة حركته وعدم قدرته على أداء نشاط بدني.

تأخر محمد في الالتحاق بالتعليم جراء تكرار الانتكاسات الصحية المتتالية عليه، وشاءت الأقدار أن يلتحق هو وشقيقه الأصغر علي في وقت واحد، ليتشاركا صفاً دراسياً واحداً منذ الصف الأول الابتدائي.

اتفق والد محمد مع زوجته على أهمية أسلوب التربية الذي يقوم على دمج محمد في المجتمع وإشراكه في الأنشطة المتنوعة، وذلك ساهم في تمسك محمد بالحياة، وإصراره على النجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى