“فهد العبد اللطيف”… أول سعودى من أصحاب الهمم يشارك ويتألق فى الراليات

قرر الشاب السعودي, “فهد العبد اللطيف” أن يجتاز إعاقته بالصمم, وأن يشحن جسده بروح الإيجابية وبطاقة العقل التي تصنع المعجزات وتجتاز كل المعوقات والعراقيل, استطاع بصبره ودأبه أن ينتقل من حلم إلى آخر ومن أمل تحقق إلى آخر جديد يصبو إليه.

استطاع السائق الاصم “فهد العبد اللطيف” ان يبهر الجميع؛ إذ تحدّى جميع المعوقات التي وقفت أمام حلمه؛ ليصبح أوّل سعودي من ذوي الاحتياجات الخاصة يشارك ويتألّق في الراليات.

بطولات “فهد”

بدأت رحلة فهد مع عالم ساباقت رالي السيارات منذ أن كان في العاشرة من عمرة، لينمو شغفه بالراليات والسيارات الرياضية ويحقق بعدها العديد من المراكز المتقدمة في الراليات العربية والسعودية.

واستطاع أن يحقق العديد من المراكز المتقدمة فى العديد من الفعاليات الرياضية التى شارك فيها, حيث حقق المركز الأول في رالي “أم القيوين” بالإمارات في عام 2015، وفي العام نفسه احتل البطل المركز السابع في رالي جدة للسيارات.

كما شارك في رالي حائل 2017، محققاً المركز السابع في البطولة، وفى عام 2018 استحواذه وبجدارة على المركز الأول في رالي باها بالأردن.

وتعد سباقات الرالي عبر البلاد أو الصحاري من أكثر رياضات السيارات شعبيةً في المملكة العربية السعودية، ولذلك فهي الخيار الأمثل لرياضي يمتلك الكثير من الشغف تجاه رياضة السيارات منذ نعومة أظفاره كفهد العبد اللطيف.

ويقول فهد في هذا الشأن, “لطالما كنت مولعاً برياضة السيارات. فمنذ طفولتي كنت أعشق الاطلاع على إنجازات أبرز سائقي سباقات الرالي وأحلم أن أغدو مثلهم في يوم من الأيام. ومن خلال التدريب والممارسة والعمل الجاد والاستفادة من نصائح السائقين والملاحين ذوي الخبرة، استطعت تحويل هذا الشغف إلى واقع ملموس على حلبات السباقات”.

يضيف, “لم أشعر يوماً أن الصمم يشكل عائقاً يمنعني من الفوز، بل كان دافعاً لخوض السباقات كمنافس حقيقي بكل معنى الكلمة. ولطالما كنت فخوراً بتمثيل مجتمع الصم وذوي الاحتياجات الخاصة عموماً، وأحثّ الشباب الآخرين ممن يعشقون رياضة الراليات ولاسيما ذوي الاحتياجات الخاصة على العمل الجاد لتحقيق أحلامهم مع أقصى درجات التصميم والإرادة”.

طموحات

وبينما حقق “فهد العبد اللطيف” الكثير من الإنجازات لا يزال الطريق أمام الشاب السعودي الملهم طويلاً لبلوغ طموحاته. حيث يتطلع للمشاركة في “رالي داكار” وغيره من الراليات العالمية في المستقبل. كما يأمل أن يغدو مصدر إلهام لذوي الاحتياجات الخاصة ممن يرغبون في خوض منافسات الرالي للسيارات. يقول فهد “وأثق بقدرتي دوماً على تحفيز نفسي وأِشعر بارتياح عارم عندما يكون بمقدوري تشجيع الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة للمضي قدماً في طموحاتهم”.

وبعد رصد موهبة “فهد” من قبل شركة “نيسان السعودية” تبلورت لدى مسؤولي الشركة قناعة تامة بضرورة إعطائه الفرصة. ولم تستند الشركة في رعايتها له إلى كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة بل لموهبته الواسعة في قيادة السيارات ومثابرته في بلوغ أهدافه رغم العقبات في طريقه.