“ثامر الشخص”.. تحدى الحواجز وقهرها وأصبح أشهر “نادِل” فى السعودية
بإرادة قوية وعزيمة لا تلين، اجتهد “ثامر السخص”، واستعاد ثقته بنفسه، وشمر عن ساعديه لطرق أبواب النجاح, إمتهن التجارة، وبدعم من والده، تم تحويل جراج السيارات بمنزل العائلة إلى متجر للمواد الغذائية، بعد أن تدرب على البيع والشراء، وحُسن التعامل مع زبائن المتجر.
لكن الأمر لم يخلُ من مضايقات بعض الزبائن واستغلالهم مادياً له، الأمر الذي دفع والده لإغلاق المتجر، إلى أن تم تعيينه كـ”نادل”، بأحد المطاعم الشهيرة بالسعودية.
لازمته “الإعاقة” على مدار 4 عقود تقريباً, حيث أصيب بالإعاقة وهو فى عمر السابعة, بعد نجاته ورحلة العلاج، راح يكمل دراسته بدعم من والديه.. ثم أجبرته نظرة زملائه بالمدرسة له كمعاق، ومشاحناتهم معه، على ترك الدراسة، والالتحاق بمعهد للتأهيل والتدريب.. بعدها عمل لدى أحد المستشفيات، غير أنه لم يستمر طويلا.
الإصابة
أثناء وقوفه على الرصيف بجوار منزل أسرته في المنطقة الشرقية، عام 1978، وقت أن كان طفلا عمره ثماني سنوات، قفزت سيارة مندفعة نحوه حيث يقف، وصدمته بقوة، وأحدثت به إصابات خطيرة وكسورا، ليدخل في غيبوبة دامت ثلاثة أشهر، وبعد أن كانت حالته ميؤوس منها، أفاق من غيبوبته وكتب الله له حياة أخرى، ليجد نفسه أمام واقع الإعاقة الصادم، بعد مسيرة للعلاج استغرقت سنوات، بين السعودية وأميركا ولندن.
مشوار التحدي
يروي “ثامر”, رحلة تحديه للإعاقة، وعشقه لتحضير القهوة، والوجبات وتقديمها للزبائن، أن الإعاقة، غيرت مسار حياته الأمر الذي دفعه لإعادة ترتيب جميع أوراقه، والتمييز بين معادن الناس، ليعرف الصديق من العدو، كما أنها منحته في ذات الوقت محبة الناس وشهرة لا مثيل لها، إذ يقابل زوار المطعم بابتسامة ووجه بشوش، ويبادلونه الحديث بود وهدوء.
صقل “ثامر” هوايته في إعداد الطعام، بعد خضوعه للتدريب وتطوير مهاراته، بمعرفة “إدارة المطعم”، التي تعمل على تمكين ذوي الإعاقة، ومساندتهم، بما أسهم في اندماجه مع العاملين، وإجادة مهام عمله..
لم تمنعه الإعاقة من مواصلة حياته، والزواج وتكوين أسرة، وفقه الله باختيار زوجة تقف إلى جواره وتساعده ورزق بمولودة.
يقول “ثامر”, “البعض يقشعر من كلمة “معاق”، متناسين أن الإعاقة الفعلية هي إعاقة العقل، مؤكدا، بأنه لن يتوقف عن الحياة ما دام قلبه ينبض، وعقله يعمل، فالأمل يعطيه الكثير والعطاء يجعله يتنفس”.