عبرات

“فاطمة الحوباني”.. إعاقتها لم تمنعها من التفوق العلمى والمهني

ارتبطت “فاطمة الحوباني” بالأشغال اليدوية وقت ان كانت فى المرحلة الثانوية, حيث تمكنت من اتقان موهبتها, وكان لها عدة مساهمات, إذ شاركت باليوم العالمي لذوي الإعاقة, كما شاركت فى مسابقة “عمار” فى موسمها الأول.

أصل الحكاية

أصيبت فاطمة بالإعاقة فى مرحلة الطفولة وهى فى سن الثالثة من العمر وكانت بسبب إصابتها بالحمى شوكية وقد أجريت لها بعض العمليات الجراحية والعلاجات الطبيعية واستخدمت بعض الأجهزة التعويضية المساعدة على الحركة ومارست حياتها بصورة طبيعية وباستخدام الكرسي المتحرك واجهت “فاطمة” العديد من الصعوبات أثناء مراحل دراستها المختلفة, وتنوعت الصعوبات من حركية إلى نفسية واجتماعية, ولكنها استطاعت التغلب عليها بالصبر والعزيمة والإيمان بالله.

تحدت فاطمة الإعاقة بالعلم والعمل وثابرت سنوات طويلة في رحلة كفاح وصبر إيماناً منها بأن الإعاقة إعاقة جسد وليست تهتف عقل وفكر وإرادة, وبالإرادة ومساعدة والدتها لها منذ نعومة اظفارها تغلبت على إعاقتها وأصبحت عضواً فاعلاً في المجتمع.

البداية كانت مع حبها للعلم حيث حاولت الالتحاق بالمرحلة الابتدائية أسوة بمن هن في مثل سنها حيث قوبلت بالرفض لعدم اقتناع المسؤولين بقدرتها على التعلم في مدارس التعليم العام وفشلت المحاولة الأولى في أن تلتحق بالصف الأول الابتدائي في الوقت الذي كانت متشوقة فيه للدراسة كبقية الطالبات ولكن الله سبحانه وتعالى سخر لها والدتها, فقد كانت حريصة كل الحرص أن تتعلم فاطمة ودرست مناهج الصف الأول عند إحدى المعلمات وكانت تحصل على أعلى الدرجات ..

وعندما انتهت من مناهج الصف الأول تقدمت والدتها لرئاسة تعليم البنات في ذلك الوقت وأجرت العديد من الاختبارات الشفهية والتحريرية والنفسية وكذلك الفحوصات الطبية وتم قبولها بالصف الأول متأخرة لسنة دراسية كاملة وحصلت على شهادة تفوق, ومرت سنوات الدراسة مليئة بالجد الاجتهاد وأتمت المرحلة المتوسطة والثانوية وحصلت على درجات مرتفعة أهلتها لدخول الجامعة وحصلت على بكالوريوس الآداب قسم الدراسات الإسلامية من جامعة الملك عبد العزيز, كما حصلت على العديد من الدورات التدريبية المكثفة في الحاسب الآلي, وتعمل حالياً موظفة كمبيوتر بمعهد الأمل الثاني بجدة.

أمل وتفاؤل

بعد تخرجها كان كلها أمل وتفاؤل في الحصول على وظيفة تناسب قدراتها الحركية وتكون ثمرة لجهد والكفاح لمشوار التعليم الطويل, وقضت 3 سنوات في انتظار الوظيفة, حصلت فيها على بعض الدورات التدريبية في الحاسب الآلي وغيره إلى أن سخر الله لها من هم حريصون على العناية بذوات الإعاقة الخاصة في الرئاسة وبالذات في شعبة التربية الخاصة وفي مقدمتهم الأستاذة الفاضلة هادية شمس التي مدت لها يد العون, وتم تعينها في معهد الأمل للصم في القسم الداخلي ثم انتقلت إلى معهد الأمل الثاني.

صعوبات

من الصعوبات التى واجهت فاطمة أثناء فترة الدراسة, عدم توفر الممرات المخصصة للكراسي المتحركة كان مشكلة بالنسبة لها وكذلك الفصول الدراسية معظمها في الطوابق العليا فكانت والدتها تصعد بها للفصل وتنزل بي في الفسحة فعانت معها حتى وصلت لهذه المرحلة.

فضل الأم

تقول فاطمة “لا أنسى فضل أمى عليّ أبداً وأتمنى من الله أن أعوضها عما عانته من أجلي, ومن الصعوبات التي واجهتها كعاملة عدم التثبيت على الوظيفة فأنا أعمل بعقد سنوي بالإضافة إلى أن الإجازات بدون راتب وليس لي الحق في الإجازات الاضطرارية, الوظيفة مهمة جداً بالنسبة لي لذلك أتمنى التثبيت مثل باقي زميلاتي ,كذلك أتمنى من جميع فئات المجتمع أن ينظروا للمعاق على أنه إنسان قادر على العطاء لذلك يجب عدم تجاهله وتلبية جميع احتياجاته”.

تستطرد فاطمة “أحب أن أوجه كلمة لكل معاق ومعاقة أقول فيها: تيقنوا أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام طموحاتكم وآمالكم بل ربما تكون دافعاً للتميز والتفوق وتحقيق ما لم يحققه الغير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى