عبرات

شعاره: بالهمة أصعد القمة.. “فيصل العجمي”.. تحدى إعاقته وأصبح أصغر تاجر عطور فى السعودية.. فيديو

“فيصل العجمي” طفل سعودي أصحاب الهمم، قاده طموحه لتحدي الإعاقة؛ ليضع اسمه بين كبار تجار العطور داخل المملكة، ووصلت شهرته ومبيعات متجرة إلى الدول الخليجية واضعًا نصب عينيه الوصول للعالمية.

حرصت والدة فيصل على أن لا تستسلم للإعاقة أن تقف فى طريقة بل استثمرت طاقاته ونمت قدراته وثابرت فى إيصال صوته إلى المجتمع عبر تنمية الحس الريادي والإبداعي به.

بدأت معه بصنع العطور ذات الروائح الطبيعية وشاركت معه فى فعاليات وبزارات كبيرة على مستوى المملكة إلا أن ذاع صيته وأصبح له حضور جميل على شبكات التواصل الاجتماعي وحصل على لقب أصغر تاجر للعطور..

حاسة الشم قوية

تقول والدته: “ابني يعاني من الشلل الدماغي، وإعاقة ألزمته البقاء على كرسي متحرك، وأثرت في النطق لديه، لكنني مع أخوته “عبدالله”، و”ديمه”، و”نواف”, نقوم بمساعدته في كل ما يحتاجه، وقد ألحقته بجمعية الأطفال المعاقين من عمر 5 سنوات، وفي مرحلة التأسيسي أقامت الجمعية برنامج “التاجر الصغير” وطلبت من كل طالب أن يكون له تجارة ويقوم ببيعها على مدة المعرض الـ10 أيام، ولأن فيصل لا يستطيع تحريك يديه، فقد اقترحت عليه أن يقوم بتصنيع عطور مميزة، خاصة أن حاسة الشم لديه قوية، ويستطيع تمييز الروائح والتركيبات العطرية”.

وتابعت الأم: “الجمعية أعطت كل طالب 1000 ريال, حتى يكوّن منها مشروعه، فكان هناك 6 روائح يحبها فيصل، فذهبنا لمحلات العطور واشترينا الزيوت العطرية والكحول لصنع الخلطات التي سيقوم فيصل بإنشاء مشروعه بها، والتي يجب أن تكون البضاعة صناعة يدوية، وبالفعل ساعدناه على التركيبات العطرية، وشارك بها في البرنامج، ووجد إقبالا جميلا من الزائرين وأعجبوا بالعطورات، لأول مرة شاهدت الابتسامة والفرحة في وجه ابني فيصل، حينها اكتسب الثقة في نفسه، وربح مادياً ومعنوياً”.

تسويق العطور

وأضافت الأم: ومن هنا كانت الانطلاقة، فبدأنا نسوق لعطور فيصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشارك في المعارض، وكان طموح فيصل في السنوات الأولى أن يشتري لعبة بعد نهاية كل معرض، ولكن بعد ذلك وجد أن هناك إقبالاً على العطور، والطلب بدأ يزداد ويأتيه أجانب ليشتروا منه، فكانت اللغة تعيقه فالتحق بدورات للغة، حتى يستطيع أن يتعامل مع زبائنه من كل الجنسيات”.

مع توسع تجارة فيصل سجلت الأم بدورات لتركيب العطور، وأخرى للتعامل مع الزبائن، واستفادت الأم مع ابنها فيصل في مسيرة تجارة العطور، فخلال مشوار 4 أعوام، تغيرت نظرة “فيصل” للحياة، وبدأ يشعر بأهمية تجارته، فالثقة بالنفس جعلته لا يخجل من إعاقته، ليتكلم ويرد على الزبائن، وكل من ينظر إليه بشفقه يرد “أنا لستُ مريضاً”، ويشرح له أن إعاقته جسدية وليست عقلية.

الطموح

الأم أفصحت أن طموح “فيصل” الوصول بعطوره للعالمية بإذن الله. مؤكدة أنه يتجاوز بإرادته المعوقات والصعوبات وإحباط الآخرين؛ إذ بدأ تعلم اللغة الإنجليزية؛ ليجيد محادثة الأجانب، وتدريب نفسه على اللباقة وفن الحوار؛ ليتمكن من مخاطبة الزبائن. مشيرة إلى أن طفلها الصغير تجاوزت أحلامه شراء الألعاب إلى تحقيق أهداف حياتية أكبر من عمره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى