زهور الجنة

الإعاقة الفكرية لدى الأطفال.. أسبابها وطرق الوقاية منها

رأى الإنسان منذ أقدم العصور أن “الإعاقة الفكرية” نوع من المس الشيطاني، وساد منذ القدم اتجاه سلبي وسوء فهم لهذا النوع من الإعاقات، جعلها تمر بعدة مراحل منها: «قتلهم، عزلهم في مؤسسات إيوائية، استعمالهم للتسلية»!

وعمل المختصون على تعريف المصطلح ومعرفة أسبابه وذلك لمساعدة الطفل وأهله بالتعامل معه. وعرفته “الجمعية الأمريكية للإعاقات الفكرية والنمائية” 2002 بأنه إعاقة تتصف بالقصور الواضح في كل من الوظائف العقلية والسلوك التكيفي والذي يظهر في المهارات المفاهمية والاجتماعية والمهارات التكيفية العملية التطبيقية وتظهر قبل سن 18 سنة.

وتصنف الإعاقات الفكرية حسب درجة الصعوبة وذلك طبقاً لاختيارات الذكاء (بينية، ووكسلر)، وهما أكثر الاختبارات شيوعاً في الاستخدام والتصنيف هو: التخلف البسيط – وتتراوح نسبة الذكاء ما بين 70 – 50 والتخلف العقلي المتوسط – وتتراوح نسبة الذكاء ما بين 50 – 30 والتخلف العقلي الشديد – وتكون نسبة الذكاء أقل من 30، وتحتاج عملية تشخيص الطفل المعاق لأكثر من مختص ليقوم في عملية التشخيص، وذلك من خلال بحث وجمع معلومات عن الطفل من الناحية الجسدية، النفسية الثقافية والاجتماعية، بمعرفة فريق مؤلف من: طبيب، أخصائي اجتماعي، أخصائي نفسي.

ويمكن التعرف على حالات من الإعاقات الفكرية من خلال المظهر الخارجي للطفل بالإضافة إلى عامل الذكاء ومن هذه الظواهر: ظاهرة داون عرض وحالات القصاع والاستسقاء الدماغي وحالات صغر وكبر الدماغ.

الأسباب المحتملة

  • الولادة المُتعسّرة والتي تتسبّب في حدوث نقص في تروية الأكسجين للدماغ، ممّا يُؤدّي إلى حدوث اضطرابات عقليّة متفاوتة في شدتها بناءً على كمية الضرر الذي ألحق بالدماغ جرّاء فقد كميات الأكسجين اللّازمة لإتمام وظيفته الطبيعيّة. الحوادث التي تُصيب الرأس، وتُؤثّر على الدماغ بشكلٍ مباشر.
  • عوامل جينيّة مُكتسبة من الأبوين، أو من بعض الاختلالات الجسميّة التي تُؤدّي بدورها إلى تحطيم، أو تدمير خلايا الدماغ.
  • سوء التغذية عند الأم الحامل والذي يُؤثّر بشكلٍ مباشر في ضعف نموّ، وتطوّر الدماغ، وبالتالي زيادة حالات الإعاقة العقلية بأنواعها.
  • حدوث بعض الأمراض، والالتهابات التي تُؤدّي إلى تلفٍ جزئيّ في الخلايا المُغذّية للدماغ، أو إلى إصابة الجهاز العصبيّ المركزيّ للطفل، وبالتالي حدوث الإعاقة الفكرية، ومن أهم تلك الأمراض: ارتفاع درجات الحرارة عند الأطفال بشكلٍ متكرّر.
  • مرض السحايا. مرض الحصبة بأنواعه. التهابات الجهاز التنفسي.
  • تناول العقاقير والأودية من قبل الأم الحامل دون وصفةٍ طبيّة أثناء فترة الحمل، أو استنشاق غازات سامّة، ممّا يُؤدّي إلى تلف الجهاز العصبيّ المركزيّ عند الطفل. تناول المشروبات الكحولية بكثرة في فترة الحمل.

الوقاية من الإعاقة الفكرية:

– وقاية الأطفال أثناء عملية الولادة وبعدها من إصابات الجمجمة والمخ.

– الاهتمام ببرامج تنظيم الأسرة وخاصة ما يهدف منها إلى خدمة الأسر التي تعاني من أمراض وراثية مؤدية إلى التخلف العقلي.

– وقاية الأطفال من الإصابة ببعض الحميات التي تصيب المخ والجهاز العصبي المركزي مثل الالتهاب السحائي.

– تخطيط برامج للتوعية بمشكلة التخلف العقلي وأسبابها وأعراضها للشباب والآباء والأمهات باستخدام وسائل الإعلام وكذلك إدخال دراسة هذه المشكلة في برامج إعداد المدرسين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء والتأكيد على البرامج الوقائية وأهمية الكشف المبكر.

– توعية الأمهات بالإجراءات الوقائية ضد إصابات الأطفال بحالات التسمم، وخاصة بمركبات الرصاص التي تستخدم أحياناً في دهان لعب الأطفال.

– وقاية الأطفال من حوادث السقوط على الرأس من الأسّرة والدرج والأشجار والمناضد والكراسي المرتفعة والنوافذ.. وغيرها من الأماكن المرتفعة الأخرى.

-يجب أن تأخذ البرامج الوقائية في اعتبارها أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والفقر والجهل ونقص التغذية وعدم توفر الأنشطة الذهنية المحفزة للذكاء واللازمة لصقله وتنميته في البيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره هذه جميعها مسئولة إلى حد كبير عن نسبة عالية من المتخلفين عقلياً. ولذا ينبغي العمل على رفع مستوى المعيشة والظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره.

– الاهتمام بتشجيع البحوث في كافة ميادين التخلف العقلي والاتصال بالهيئات العلمية الدولية التي تعمل في تلك الميادين، والاستفادة من نتائج بحوثها أولاً بأول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى