لُقبّت بـ “معجزة الكمبيوتر”.. “رانيا صالح أبو هبة”.. معاقة ذهنياً تصبح أصغر مبرمجة في العالم
أبهرت “رانيا صالح أبو هبة”، الفتاة المصرية التي تعاني من إعاقة ذهنية، الكثيرين خلال الآونة الأخيرة، لكونها أصغر مبرمجة كمبيوتر فى فئة متحدّي الإعاقة الذهنية، على مستوى العالم.
لُقبت رانيا أبو هبة بـ “الطفلة المعجزة”، نتيجة نبوغها وموهبتها فى مجال البرمجة والكمبيوتر رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة المصابين بمتلازمة “داون”، فهى المبدعة صاحبة الـ 22 عاماً، وعمرها العقلى لا يتعدى 3 سنوات!
صممت “رانيا” 8 برامج للحاسب، منها برنامج لتعليم المكفوفين، وتعليم اللغتيّن العربية والإنجليزية لتلاميذ ما قبل الابتدائي “رياض الأطفال”، وبرامج أخرى لذوي الإعاقة الذهنية. ونافست “رانيا” المتخصصين في صناعة البرمجيات، لتحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية، وتمثل بلادها في مؤتمرات دولية لمنظمة الصحة العالمية.
“رانيا”.. معجزة الكمبيوتر
تم اكتشاف موهبة “رانيا” عندما اصطحبها والدها -الذي يعمل كهربائيا- إلى أحد مقاهي الإنترنت في مدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، شمال شرق القاهرة، حيث تقيم، فما كان منها إلا أن بدأت تلعب بأجهزة الكمبيوتر بشكل عفوي مع بعض الأطفال، فظهرت مهارتها في تعلم خطوات تشغيل الكمبيوتر والتعامل مع البرامج.
وعندما لاحظ الأب تعلق ابنته بالكمبيوتر، حرص على اصطحابها إلى مقاهي الإنترنت في المدينة بشكل مستمر، لكي تلعب كأقرانها من الأطفال الأسوياء.
وذات مرة فوجئ الأب بأحد العاملين في المقهى، يخبره بأن ابنته – المتأخرة عقليا– تجيد التعامل مع الكمبيوتر وتتعلمه بسرعة تفوق الأطفال الأسوياء، بل وتبحث في برامج الجهاز لتصمم ابتكارات خاصة بها!
لم يصدق الأب البسيط ما سمعه عن ابنته، وهو ما وصفه بالقول: “كدت أسخر مما يقوله عامل مقهى الإنترنت عن ابنتي، فكنت أعتقد أن تعلقها بالكمبيوتر فقط من أجل رؤية الصور والرسوم المتحركة، ولم أصدق ما قاله إلا عندما رأيتها بنفسي تتعامل بمهارة مع الحاسوب؛ فقررت أن أشتري لها جهازا خاصا بها في المنزل حتى لو اقترضت ثمنه”.
تعلمت “رانيا” العديد من برامج الكمبيوتر في وقت قصير جداً، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها شعارها “التفوق على الإعاقة”، فدخلت عددا من المسابقات المحلية والعربية المتخصصة في برمجة الكمبيوتر، حصلت فيها على العديد من شهادات التقدير والميداليات، كما قامت بتصميم وابتكار برامج تعليم الحروف والأرقام العربية والإنجليزية لرياض الأطفال الصالحة للتدريس في المدارس.
ومنذ عام 2006 تتفوق “رانيا” في مسابقات المبرمج الصغير على مستوى دولتها، وقد مثلّت مصر في مؤتمر منظمة الصحة العالمية لتبادل الخبرات الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2007، واستطاعت في هذا المؤتمر تصميم برنامجين خلال خمس دقائق وسط اندهاش الحاضرين.
وشاركت كذلك في معرض القاهرة الدولي لتسويق برامج الحاسب الآلي في عام 2007 ومعرض القاهرة الدولي لكتاب الطفل ومؤتمر مبادرة التعليم المصرية الثاني.
تم تكريمها عام 2010 من قبل رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور أحمد نظيف، والدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم السابق، فى حفل كبير ضمن الطلاب المتفوقين.
وهي تعمل حاليا كمدربة متطوعة في “مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم” في بلبيس لتدريس الكمبيوتر، لمن هم في مثل حالتها العقلية وللأسوياء أيضاً.
ومع هذا النجاح الذي حققته، يحلم والد “رانيا” بأن تحظى ابنته بمنحة دراسية أو برنامج تعليمي خاص يطور من إمكانياتها في هذا المجال، خاصة أنها أصبحت تتنافس مع المتخصصين في صناعة البرمجيات.
أخيرا، تحلم “رانيا” بالانضمام إلى “موسوعة جينيس للأرقام القياسية” باعتبارها أصغر طفلة في العالم – معاقة ذهنياً- تجيد تصميم برامج الحاسب الآلي.