ريادة

قواعد التنشئة الريادية الثلاثون

إذا كان لي أن أستخلص من قصص ريادية شهيرة, قواعد عامة لما يمكن أن يسمى بالتنشئة الريادية فإنني يمكن أن أضعها في النقاط التالية، لعلها تساعد القائمين على التربية والتنشئة في بلادنا العربية:

أولاً: في البيت

– احرص على تنشئة أطفالك في إطار من العلاقات الاجتماعية الممتدة: العائلة الممتدة من ناحية الأب والأم، الجيران، الحي أو القرية، المجتمع الأوسع، لأن رأس المال الاجتماعي المتمثل في متانة وقوة هذه العلاقات وإصلاح ذات البين فيها هو الأساس لأي عمل ريادي.

– احرص على أن يكون لك كمربي رأي وتوجه ومشاركة إيجابية في دوائر المجتمع الأوسع، فلا يعقل أن تكون آراؤك أو توجهاتك سلبية أو أن تنعدم مشاركاتك الريادية ثم تريد أن يكون لمن تنشئهم أدوارا ريادية.

– اصطحب أطفالك معك في مشاركاتك التطوعية واجعل لهم أدوارًا حقيقية ولو بسيطة فيما تفعل، لأن ذلك يبث فيهم الشعور بالثقة، وحب المساهمة، والاهتمام بالشأن العام، وتلبية احتياجاته وحل مشكلاته.

– كثيرًا ما تبدأ بوادر خروج الطفل من شرنقته الخاصة من خلال التعاطف و/ أو الاهتمام، فشجعه عليه، واحرص على مشاركته في تعاطفه واهتمامه ولو كان صغيرا، أو بسيطاً.

– ساعد طفلك على أن تتحول شرارة التعاطف والاهتمام إلى دائرة الفعل ولو كان بسيطا، وأن يكون لهذا الفعل ديمومة، وإذا كان هناك من وسائل مساعدة كحملة تمويل جماعي، أو حملة لجلب المشاركة من المجتمع إلى آخره يمكن أن تنمي بذرة الفعل فقم بالمساعدة في هذا الصدد.

– قد تكون نواة المشاركة من خلال عمل مربح، شجعه، وشاركه، وساعده أيضا، واحرص على إلهامه بوضع بعد اجتماعي في العمل.

– إذا اقتضى الأمر مساعدته على أن يأخذ هذا العمل شكلا مؤسسيا مستداما فبادر بتقديم المساعدة، والاستمرار في الدعم والعون.

– إذا كان لطفلك شغف بشيء أو مهارة ما فساعده على تنميته/ تنميتها، واحرص على إلهامه بأن يكون له/ لها بعد مجتمعي أيضاً.

– البيئة المحيطة بجميع مكوناتها الطبيعية، من نباتات وحيوانات وطيور، ومصادر مياه وغيرها، لابد لك أن يكون علاقة إيجابية تجاهها، وأن ي شارك طفلك معك في هذه العلاقة، وأن تنمي شغفه ومهاراته في التعامل الإيجابي معها.

– ساهم في تعليم أبنائك لغات البرمجة واستخدامها فيما ينفع الناس، فقد صارت البرمجية قسيما وشريكا في كثير من أنشطة الحياة.

– ساهم في تعليم أبنائك استخدام وسائل التمويل الجماعي، فهي من أشكال التبرع الحديثة فتعلم قواعدها وعلمها لأبنائك أو تلاميذك.

ثانياً: في الدوائر الاجتماعية والبيئية القريبة

– المجتمع المحلي هو أحد دوائر علاقات رأس المال الاجتماعي: الجيرة، العائلة والقرابات الممتدة، فاحرص على توطيدها، وساهم في رأب صدوعها، فبدونها لا قيام بأي دور تشاركي.

– ليكن لك ولابنك أو ابنتك مشاركة في ومع المجتمع المحلي في حل مشكلات وتلبية احتياجات المجتمع والبيئة المحلية.

– تشجيع الكبار في المجتمع المحلي للصغار واختيار أدوار حقيقية تناسبهم فيما يهم المجتمع أمر يساعدهم على الإحساس بالثقة والمسئولية.

– الأشكال التعاونية والتشاركية للعمل تساهم في بناء قدرة الأبناء على العمل معا، وتنظيم عملية اتخاذ القرارات، والالتزام بآداب وقواعد الشورى المجتمعية. هناك مصادر يحتاج المجتمع المحلي لتعلم وتعليم أسس التعاونيات عدة متوافرة حولها. كما يحتاج تعلم أسس المجتمع التشاركي، ويوفر موقع شيرابل Sharable مصادر ونماذج ثرية حول ذلك /https://www.shareable.net :

ثالثاً: في المدرسة:

– احرص على إدراج أحد برامج التنشئة والتعليم الريادي ضمن برامج المدرسة. للاطلاع على أهمية ذلك، ودراسات حالة حوله طالع تقرير للمجلس الثقافي البريطاني حول “الريادة الاجتماعية في التعليم”

– يمكن أيضا أن تفيد قراءة وشرح كتاب “تجارب في الريادة الاجتماعية للدكتورة أمل خيري أمين.

– احرص على تأسيس مبادرات يمكن أن يتشارك فيها المعلمون والأخصائيون الاجتماعيون وأولياء الأمور والطلاب معاً يحمل روح وطابع الريادة الاجتماعية وتكون للمدرسة فيه إسهام في حل مشكلات وتلبية احتياجات المجتمع والبيئة المحيطة بها، فليس أفضل من التجربة العملية في إلهام وتعليم النشء.

– احرص على تعليم الطلاب لغات البرمجة، وتهيئتهم للمشاركة في المسابقات، واستخدام البرمجيات في تلبية الاحتياجات وحل المشكلات المجتمعية.

– احرص على تهيئة الطلاب للمشاركة في المسابقات العلمية، وعلى توجيههم كي تساهم المشاركات في تلبية الاحتياجات وحل المشكلات.

– احرص على وجود برنامج لتعليم ريادة الأعمال في المدرسة، وعلى توجيه الطلاب

لكي تحقق مشاريعهم أحد أهداف المجتمع بينما يحققون منها أرباحًا.

رابعاً: في المجتمع والدولة:

-التغطية الإعلامية الرصينة لإسهامات النشء في خدمة المجتمع من أحد أدوات التنشئة الريادية، ووجود يوم سنوي لتكريم أصحاب تلك المساهمات محفز على التنافس في هذا المضمار.

-تنظيم مسابقات علمية وبرمجية للمستويات العمرية المختلفة، خاصة للنشء حتى سن 18، وفيما يسهم في تقديم حلول للمشكلات ويساهم في تلبية الاحتياجات، وفي استثمار الموارد المتاحة من أجل نهضة المجتمعات والأوطان من أعظم أدوات التنشئة الريادية.

– تنظيم برنامج للتعلم والتدريب عبر الترحال في أقاليم الأوطان ومعايشة المبادرات والمؤسسات الريادية، ومعاينة المشكلات والاحتياجات في كل إقليم على حدة هو مما يساهم في نشأة جيل ريادي. ويمكن أن يستفاد في هذا السياق من تجربة م بادرة جاجريتي ياترا الهندية في هذا المجال أظنها ستكون مساهمة عظيمة في هذه المهمة  الوطنية الكبرى (التنشئة الريادية): /https://www.jagritiyatra.com

قواعد عامة:

كما تعرفها موسوعة Social Entrepreneurship ريادة الأعمال الاجتماعية الويكيبيديا هي نهج يتبعه الأفراد أو المجموعات أو الشركات الناشئة أو رواد الأعمال، حيث يطورون ويمولون وينفذون حلولا للقضايا الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية.

– يمكن تطبيق هذا المفهوم على مجموعة واسعة من المنظمات، والتي تختلف في الحجم والأهداف والمعتقدات.

– رواد الأعمال الاجتماعيين هم إما غير ربحيين، أو يخلطون بين الأهداف الربحية

وتوليد “عائد إيجابي في المجتمع”.

تحاول ريادة الأعمال الاجتماعية عادة تعزيز الأهداف الاجتماعية والثقافية والبيئية الواسعة التي ترتبط غالبا بالقطاع التطوعي في مجالات مثل التخفيف من حدة الفقر والرعاية الصحية وتنمية المجتمع وغيرها.

– حتى تصل الأعمال إلى مرحلة المنتج المستدام المتمثل في مبادرة أو مؤسسة غير ربحية أو ربحية تقدم عملاً نافعاً للمجتمع يتجاوز المنفعة الشخصية لمؤسسيه، فإنها تمر بعدة مراحل:

* أولاً: مرحلة شرارة الفكرة أو الانفعال، والتي قد يكون الدافع فيها إما الشغف أو الاهتمام أو التعاطف، أو الحاجة، أو المشكلة.

* وثانياً: تتبلور فكرة لتحويل الشرارة إلى حل محدد.

* وثالثاً: تحويل هذا الحل لعمل مستدام يتطلب بلورة نموذج عمل يضمن الاستدامة بشرياً وماليًا وتنظيمياً.

* ورابعاً: قد يأخذ هذا الحل شكلاً مؤسسياً على أرض الواقع: مؤسسة خيرية، أو شركة ناشئة.

د. مجدي سعيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى