زهور الجنةعبرات

طفلة نيجيرية تتحدى “طيف التوحد” بالرسم

رغم تطور وسائل الطب الحديثة في علاج الأمراض المختلفة، إلا أن الفن هو إحدى الوسائل الناجعة لحل أزمات صحية ونفسية عديدة، وآخر هذه الانجازات ما قامت به ” كريستين ننجي ” النيجيرية، والتي تم تشخيص وضعها الصحي بإضطراب طيف التوحد، منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، ورغم ذلك كان الفن الذي يغطي جدران غرفتها في “لاغوس” أكبر مدن نيجيريا، بمثابة تغيير جذري في حياتها.

اهتدت والدتها “نوني مايك ناجي” إلى طريقة مبتكرة في مساعدة ابنتها في رحلة علاجها، وعودتها للحالة الطبيعية للأطفال في مثل عمرها، وقامت بتعيين مدرس فنون لها، وبالفعل ظهر التحسن سريعاً في غضون 3 أسابيع فقط من الرسم، وبدأت كريستين تتحدث واستعادة الكلام، كما حدث لها تغيرات سلوكية، أصبحت أكثر ثقة بنفسها، ووعيًا بالذات.

كريستين

الأحياء الفقيرة تحتفل بنجاح ” كريستين ” ووالدتها

وعلى مدار العامين الماضيين، احتفلت كريستين ووالدتها من خلال تنظيم فعاليات للأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة، حيث شاهدوها وهي ترسم، وكأنها تعلمهم كيفية إدارة “طيف التوحد”، وتُعلم كذلك الآباء كيفية معرفة أطفالهم، والتعامل مع الوضع الصحي الخاص بهم، والوصول إلى طرق مماثلة للتغلب على هذه الإعاقة.

ذكر “تيميتوب أديليك”، وهو معالج النطق في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، إن تكلفة العلاج غالبًا ما تكون مرتفعة للغاية بالنسبة للآباء، حتى أن المواد التي تستخدم هي باهظة الثمن، ووفقًا لدراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب، كانت ندرة الأدوات المستخدمة عائق أمام البحث عن مرض التوحد وإدارته، في جميع أنحاء إفريقيا وجنوب الصحراء.

تلوين الأطفال

 طيف التوحد يؤثر على تمييز الشخص للآخرين

جدير بالذكر أن طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ، وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك.

 يُشير مصطلح “الطيف” في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة، ويتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق — التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل. لا زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح “متلازمة أسبرجر”، والتي يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.

الطفولة المبكرة

أعراض التوحد للأطفال تبدأ من السنة الأولى

يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي — على الصعيد الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. غالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.

في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال،، وبحسب تقرير صدر عن منظمة الصحة العالمية عام 2021، يُقدر أن حوالي 1 من كل 100 طفل مصاب بالتوحد، كما يحتفل العالم بشهر التوعية بالتوحد في أبريل من كل عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى