عبرات

بعد أن حاول الانتحار أكثر من مرة.. شاب أسترالي يعيش حياة طبيعية.. بدون أطراف!

استطاع الشاب الأسترالي “نيكولاس جيمس فيوتتش”‏ وهو من مواليد 4 ديسمبر 1982، أن يكون قدوة ومثالا أشهر لتحدى الإعاقة، فقد ولد “نيكولاس” بدون أذرع ولا أقدام، وحاول والداه تعويده منذ الصغر على استخدام الأطراف الاصطناعية، لكن المحاولات فشلت، ما جعل والديه يستسلمان واستسلم معهما “نيكولاس”، بل حاول الانتحار أكثر من مرة بسبب سخرية البعض منه.

لكن بعد إنقاذه أكثر من مرة وفشل محاولات الانتحار أدرك تماما أن الحياة متمسكة به، ومن ثم تعلم السباحة وأتقن رياضة الجولة وتمتع بالتصفح على إنترنت وعاش حياة طبيعية واستكمل دراسته الجامعية بل وتزوج ومنحه الله طفلة طبيعية.

الحياة بدون أطراف

ولد نيكولاس جيمس فيوتتش، محاضر متنقّل، ومؤسس منظمة “الحياة بدون أطراف”، وهو يعاني من متلازمة نقص الأطراف الأربعة، وهي متلازمة نادرة الوجود يعاني المصاب فيها من فقدان الأذرع والأرجل كافّة، عاش حياته كطفل عُرضة للسخرية لمن حوله، مما أدى إلى اصابته بالإحباط وتعرضه لحاله نفسية سيئة في بداية مراحل حياته وتفكيره بالانتحار، لكنّه في نهاية المطاف آمن بحتميّة تعايشه مع اعاقته.

في سن 17 عام أسسّ منظمته غير الربحية “الحياة بدون أطراف” وقدم من خلالها الخطابات في أماكن مختلفة من العالم دعا فيها إلى التعايش مع الإعاقة وبث الأمل في النفس والعيش بإيجابية بعيداً عن الإحباط واليأس، وكان يضرب نفسه كمثال أثناء خطاباته ليثبت للناس قدرتهم على فعل المستحيل.

وهو الابن الأكبر لعائلة صربية الأصل، ولد عام 1982 في بريزبان، أستراليا، ولد وهو مُشوّه خَلقياً وفاقداً كلا الذراعين والرجلين بشكل كامل، باستثناء قدم صغيرة ظاهره في أسفل جذعه.

مُنع “نيكولاس” من الذهاب إلى المدرسة، بسبب القانون الذي يمنع أصحاب الإعاقات من الالتحاق بالمدارس العامّة، على الرغم من كونه ليس مُصاباً بأي عيب عقلي. لاحقاً، تمكن “نيك” من الالتحاق بالمدرسة وأصبح من أوائل الاشخاص الذي طُبّق عليهم القانون الجديد بالسماح للمصابين بتشوهات خلقية بالالتحاق بالمدرسة.

تعرض إلى حالات من الإحباط والاكتئاب والوحدة والخوف خلال فترة صغره حيث كان يطرح على نفسه الاسئلة التالية: لماذا هو مختلف عن بقية الأطفال؟ ولماذا خُلق دون أرجل وبلا أيدي؟ مما أدى به إلى التفكير بالانتحار وهو في سن الثامنة، وفي سن عشر سنوات حاول أن يغرق نفسه لكنه تراجع عن قراره. لكن نقطة تحول جرت في حياته ليتحول من مجرد إنسان مُعرض إلى اعاقة من الدرجة الأولى إلى إنسان مُفعم بالنشاط والإيمان بالقدرة البشرية مهما كانت الصعاب، وكان سبب ذلك الصبر والقوة هو ايمانه بالخالق ومساعدة عائلته واصدقائه وكل من حوله.

في 2012 تزوّج نيك من كانا مياهارا وأنجبا طفلين.

نقطة التحوّل

تحوّل مجرى حياة نيك من مجرد إنسان مُصاب بالإعاقة إلى إنسان قادر على التأثير بمن حوله، وكان مفتاح التحول حينها هو أن والدته عرضت عليه صورة لرجُل مصاب بعجز حاد وهو يتعامل مع اعاقته بسلاسة وصبر وتحمّل، مما أثار الدهشة في نفسه وبأنه ليس نادر الوجود وليس الإنسان الوحيد المُعرض لهذه الإعاقة محدودية الحركة.

بدأ “نيك” بتحدي اعاقته حيث تعلم الكتابة باستخدام اصابع قدمه الصغيرة الظاهرة في أسفل جذعه من الجهة اليسرى، وتعلم استخدام الحاسوب والطباعة عليه، وتعلم أيضاً رمي كرات التنس، والعزف على الطبل “طبل الدوّاسات”، كما بدأ بالعناية بمظهره وكيفية الحلاقة وتصفيف الشعر، والردّ على الهاتف وتنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة، كما تعلّم السباحة أيضاً.

بدأ “نيك” مع زملاءه في المدرسة تنظيم مخيمات، بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وحملات العجز والإعاقة، وفي سن السابعة عشرة تمكن من تأسيس منظمته الغير ربحية التي أطلق عليها اسم “الحياة بدون أطراف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى