عبرات

نسيم سالم.. يمنية تحدت الحرب وقهرت إعاقتها بتنمية المجتمع.. فيديو

لم تستسلم السيدة اليمنية “نسيم أحمد سالم” رئيسة “مؤسسة أورمان لتنمية المجتمع” لإعاقتها الحركية, ناضلت وكافحت حتى تحيا حياة كريمة.. رفضات أن تبقى “رهينة المحبسين”، حتى أصبحت تعمل معلمة في السلك التربوي باليمن، وكانت أميناً عاماً سابقاً لجمعية المعاقين حركيًا (الحكومية)، إضافة إلى كونها متزوجة، وأما لـ3 بنات.

رفضت نسيم حصر عملها في جمعية المعاقين فقط، حيث حاولت تغيير النظرة العامة، مؤكدة أن اصحاب الهمم لديهم القدرة على ابتكار أفكار تفيد المجتمع بكل فئاته، لهذا أسست “نسيم” مؤسسة أورمان لتنمية المجتمع، كل المجتمع، وليس ذوي الهمم فقط.

استهدفت مؤسسة “نسيم” في مديرية دارسعد، شمال مدينة عدن، السيدات، في مجالات تعليم الكبار، وتنمية مهاراتهنّ، وتمكينهنّ في مجالات سبل العيش وتأهيلهن في مجالي الحياكة وصناعة البخور؛ بهدف دمجهنّ في سوق العمل، وتحسين دخلهنّ المادي.

لم تكن الأمور تسير بسلاسة، – بحسب نسيم – حيث واجهت صعوباتٌ كبيرة، لم يتقبلها المجتمع اليمني فى بداية الأمر, مثل عمل امرأة من ذوي الهمم، في مجال خدمة الآخرين، لكن بالإصرار، تمكنت “نسيم” أن تجعل كل هذه الصعاب والمشكلات طريق عبورٍ، لتحقيق أهدافها.

باتت علاقة نسيم ومحيطها اليوم، في أوج مستوياتها، خاصةً مع عقّال الحارات والشخصيات المجتمعية، وبدأ المجتمع يتقبل عمل النساء من ذوات الهمم، خاصةً أن لهنّ الحق القانوني في العمل، والانخراط في المجالات المجتمعية وحتى السياسية.

وتشير نسيم سالم، إلى أن اليمن يمتلك قوانين جيدة كثيرة تعطي ذوي الهمم حقوقهم، لكنها غير مفعّلة، وحبيسة الأدراج فقط، لافتة إلى أن طموحها يكمن في السعي إلى تفعيل هذه القوانين، وتمكين ذوي الهمم من العمل والدراسة والانخراط في المجتمع.

تعتز نسيم بمشاركاتها المحلية والخارجية في العديد من المحافل المعنية بذوي الهمم، حيث شاركت في برنامج المساواة مع إحدى المنظمات الدولية، لعرض القوانين الخاصة، بالإضافة إلى مشاركتها في القمة النسوية، حيث تم استعراض الانتهاكات التي تتعرض لها النسوة في اليمن.

ولفتت إلى أن أبرز أنواع العنف الذي تتعرض له النساء من ذوي الهمم، ينبع من الأسرة، ومن الوالدين تحديدًا، وفق تقرير (السيداو) الذي شاركتْ في إعداده، وتقول: “هذا الموضوع كان محور دراستي الجامعية في مجال علم الاجتماع”.

وتتابع: “مشاركتي في إعداد تقرير (السيداو)، المتعلق بإنهاء أشكال التمييز ضد المرأة، ركزت على أن ثقافة العيب في المجتمع اليمني، هي من تدفع بعض الأسر إلى التضييق على الفتيات من ذوي الهمم، وتضيّق عليهنّ؛ لهذا سعينا إلى استقطاب عدد من الأسر لتوعيتهم في هذا المجال”.

بالإشارة إلى أن النساء ذوي الهمم عندهنّ القدرة على العمل أكثر من السويات، كما أن عندهنّ القدرة على الابتكار، لكنهنّ يعانينّ من التضييق، لهذا تقول لهنّ: “عليكنّ الثقة بأنفسكنّ، والانخراط بالعمل، قد تواجهنّ صعوبات في البداية، لكن فيما بعد ستفرضن ذواتكنّ، وستتحول نظرة الناس إلى احترام وتقدير، وستثبتنّ أنفسكنّ حينها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى