عبرات

“عبد العزيز شريف”.. أول موديل سوداني يشق طريقه نحو عالم الأزياء على كرسيه المتحرك.. صور

عبدالعزيز شريف.. مواطن سوداني يتحدى الإعاقة ليصبح عارض أزياء, لم يتوقف حلمه عند فتح الباب لأصحاب الهمم لاقتحام هذا المجال بقوة فقط.. يمضى “عبد العزيز” في مشواره بكل ثقة وعزيمة وهو يحمل أحلام ملايين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن يكون مثلهم الأعلى في قصص التحدي والمثابرة.

ورغم ثقته المفرطة في نفسه طيلة حياته، لم يكن عبد العزيز يتوقع أن يصبح أحد نجوم عروض الأزياء في بلاده عندما قادته الصدفة والفضول للتعرف على عالم الموضة الذي ظل حكراً على الأصحاء، نظراً لمصاعب شاهدها مع بداية التجربة.

غير أن العزيمة والإصرار مكنته من حجز مكانه في منصات عروض الأزياء ويصير نجما لا يشق له غبار، ويقتنص صيحات الجماهير في كل مرة يصعد فيها إلى مسرح العرض.

عبد العزيز الذي يدرس فى إحدى المراحل التعليمية بالسودان دخل مجال الأزياء عنطريق الصدفة، فلم يخطط له مسبقاً، عندما سمع بإقامة أول عرض أزياء بالخرطوم عقب نجاح الثورة الشعبية، وأعجب بالفكرة قام بالتواصل مع المنظمين من خلال مجموعات على (فيس بوك) واستفسر منهم عما إن كان يمكن لذوي الإعاقة أن يصبحوا ضمن عارضي الأزياء وكان ذلك بدافع الفضول وحب الاستطلاع.

فوجئ برد إيجابي من قبل المنظمين الذين راسلهم، وأعادوا عليه السؤال وما إن كان لديه رغبة حقيقية للمشاركة في عروض الأزياء، وأكد لهم على الفور بالموافقة، فهي بمثابة فرصة لتقديم نفسه والمساعدة على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وكان ذلك هدفه الأكبر.

الانطلاقة

وقبل أسبوعين من الموعد المحدد للعرض تم إخطار عبد العزيز الشريف للاستعداد، حينها لم يكن مدرب بالشكل الكافي وقام بأخذ مقاسات البدلة مع مصمم يدعى محمد وهو صاحب متجر، ومنها كانت الانطلاقة.

وكانت المشاركة الأولى له في عرض أزياء رجالي بمهرجان “نرمين جرجيفي” الذي تم تنظيمه بأحد فنادق العاصمة السودانية الخرطوم في يوليو 2020، ونال إعجاب الجمهور المتابع.

استمر “عبد العزيز” في مشواره وشارك في عرض آخر مختلط رجالي ونسائي أقامه مهرجان نرمين قرقيفي أيضاً، ويقول: “شاركت هنا بدعوة من الفخيم جلابية بالزي القومي السوداني واستفدت من الأخطاء الماضية وأديت بشكل صحيح هذه المرة”.

ولم يكن عرض الأزياء الذي ما زال يتحسس خطواته في السودان ذو عائد مائدي كبير، لكن شريف ليس هدفه المال من هذه المهنة، بقدر سعيه لتثبيت حقوق ذوي الإعاقة ومشاركتهم في كافة المجالات الحياتية وتعزيز دمجهم في المجتمع.

ويرى شريف أن فن عرض الأزياء بحاجة إلى مساندة رسمية من السلطات الحكومية لتعود البلاد إلى بيوت الموضة العالمية بالصورة المثلى”.

وقال: “هناك مصممون مميزون بحاجة إلى دعم من وسائل الاعلام والدولة معاً، لقد حان للبلاد وداع العزلة الثقافية والفنية والموضة مثلما حدث سياسيا”.

وبمقدار العزيمة التي كانت زاده الأول في تخطي الصعاب، يتطلع عبدالعزيز أن يمضي في مشوار عرض الأزياء بالتوازي مع دراسته الأكاديمية ويمني نفسه ببلوغ العالمية في مجال الموضة وعرض الأزياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى