عبرات

“عمر عرشان”.. حكاية أصغر شيف مغربي تحدى مرض التلف العضلي

“ميوباتي” أو “التلف العضلي” ذلك المرض الذي لم يمكن الطفل المغربي “عمر عرشان” من الحركة إلا بواسطة كرسي متحرك لم ينجح بالحد من همّة “عمر ” أو إضعافها، حيث استمر عمر في ممارسة هوايته المفضلة ألا وهي “الطبخ” والتي بدأت ميوله بالظهور نحوها منذ عمر الخامسة، وكبرت بفضل مساعدة والديه اللذين عانيا وبذلا كل الجهد لتذليل الصعاب أمام تطويره لمهارته المحببة .

ثار “عمر” على الواقع، وتجاوز كل عوائق الإعاقة، سلك طريق البطولة وهو يتحف الثقافة المغربية في الطبخ من “البطبوط” إلى “السيرومي”. ليصبح أصغر طباخ في المغرب.

برهن عمر عرشان للجميع أن للمطبخ نجوم من نوع خاص يتجاوزون معطى وجودهم ويحققون منذ الصغر ما لا يكون في الحسبان، فلا العجز ولا المرض ولا أي شيء، رنين الإرادة لا يعلو فوقه أي صوت.

“عرشان” ألم به منذ أيام طفولته الأولى مرض نادر جعله محاصرا في كرسي، لكن ذلك لم يقف يومًا حجر عثرة أمام طموحاته وأحلامه حيث قدم وصفته الأولى وعمره لا يتجاوز خمس سنوات.

بالإرادة تُصنع النجاحات فهو يسعى لتحقيق أحلامه. يقول “أقول لكل شخص يعاني من مرض “الاعتلال العضلي، لا تخجلوا ولا تعيشوا في الظلام. تمسكوا ببسمتكم وآمالكم في هاته الحياة، لأن الإرادة لنا جميعا، فلنعش بحب وأمل ومثابرة”، هكذا  أكد “الشيف عمر” رسالته لكل إنسان يعاني من إعاقة حركية.

واشتهر عمر لدى متتبعيه على مواقع السوشيال ميديا بلقب “الشيف عمر (Chef Omar)”، ويعد أصغر بودكاستر مغربي في مجال الطبخ.

ابتسامة عمر الجميلة لا تغادر محياه وعيناه تشع شغفًا وهو يحكي عن سر ولعه بالطبخ، “أريد أن أصبح “شافا” مشهورا عالميا، أشارك الناس ما أقوم بإعداده من وجبات، ولما لا تقديم برنامج تلفزيوني”، يردف بالقول بنبرة متحمسة.

جوائز

وحصل عمر على العديد من الجوائز المغربية، ويمتلك صفحة على فيسبوك تحمل اسم “الشيف عمر” تجاوز عددها  150ألف و 576 متابع، كما يتقاسم مع محبيه وصفاته على “يوتيوب”.

وتخطت شهرة “الشيف عمر” حدود المملكة، ليصل صداها إلى أوروبا حيث التقى بطباخ الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، الشيف كيوم كوميز.

وعن سر نجاحه وتألقه رغم المرض، يصر عمر في حديثه قائلًا لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا أومن بالاستسلام، أتغلب على إعاقتي الحركية بالطاقة الإيجابية والابتسامة، أحب الطبخ وأجد ملاذي في إعداد الوصفات ومشاركتها مع الأصدقاء”.

امتلك “الشيف عمر” الروح الإنسانية إذن، تحدى إعاقته الحركية، فعلم الكبار دروسا بليغا في الحياة والأمل بابتسامته المعهودة التي لا تفارق محياه وبجملته التي يرددها دائما “أنا لست مختلفا، أنا مثلكم وأحبكم”.

مؤخراً، عينت منظمة اليونيسيف المغربي عمر عرشان (15 عاماً)، مناصراً أو سفيراً لحقوق الأطفال تقديراً لجهوده في نشر ثقافة حقوق الطفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى