في يومها العالمي تعرف على قصة العصا البيضاء
العصا البيضاء وسيلة تعويضية يعتمد عليها أصحاب الإعاقة البصرية، والغرض منها تحسس الطريق واتقاء الاصطدام بالأجسام أثناء الحركة بتحريكها إلى الأمام والجانبين، كذلك تكون وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن حامل هذه العصا كفيف لمن يريد أن يتطوع لمساعدته ولتنبيه قادة المركبات لتوخي الحذر بعدم الاصطدام بحاملها، وتصنع عادة من معدن خفيف الوزن أو من البلاستيك من مجموعة من الوصلات ليسهل طيها عند عدم الحاجة
تم اختيار يوم 15 اكتوبر ليصبح اليوم العالمي لأصحاب العصا البيضاء بعدما أوصى الأعضاء الفخريون في المجلس العالمي لرعاية المكفوفين في اجتماعهم الذي عقد في فبراير عام 1980 بباريس بأن يكون ذلك اليوم من كل عام يوما للمكفوفين, ويرمز لهذا اليوم بيوم العصا البيضاء.
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء إلى دعم أصحاب الهمم المكفوفين, ونشر الوعي بحقوقهم, وبث التوعية والتثقيف وإرشاد الأفراد بكيفية مساعدة الكفيف, ومن ثم فهذا اليوم يحمل رسالة للمجتمعات كافة من أجل اتباع قواعد التعامل مع المكفوفين, وتقديم العون لهم فى الطرق أو المرافق العامة لتشجيعهم على الانخراط بشكل أوسع فى المجتمعات.
أصول العصا البيضاء
تعود أصول العصا البيضاء إلى العقود ما بين الحربين العالميتين، حيث بدأت في أوروبا ثم امتدت إلى أمريكا الشمالية، ادّعى جيمس بيغز من بريستول أنّه قام باختراعها في عام 1921م بعد حادث أودى بصره، لم تثبت العصا البيضاء وجودها في المجتمع إلّا بعد عشر سنوات، في فبراير 1931م أطلق (Guilly d’Herbemont) مخططًا لابتكار العصا البيضاء للمكفوفين في فرنسا، تم الإبلاغ عنها في الصحف البريطانية في مايو 1931م.
في أمريكا الشمالية، نُسب استخدامها إلى أندية الأسد الدولية، في عام 1930م، شاهد أحد أعضاء نادي ليون رجل أعمى يحاول شق طريقه عبر شارع مزدحم باستخدام عصا سوداء، مع إدراك أنّ العصا السوداء كانت بالكاد مرئية لسائقي السيارات قرر نادي (Lion’s) طلاءها باللون الأبيض، في عام 1931م، بدأ نادي (Lion’s Club) الدولي برنامجًا وطنيًا يروج لاستخدام العصا البيضاء للأشخاص المكفوفين.
طوال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كان الأشخاص المكفوفون يستخدمونها بشكل دائم في العديد من الدول، عندما عاد المحاربون المكفوفون في الحرب العالمية الثانية إلى أمريكا، تم تغيير شكل العصا البيضاء وتم استخدامها بشكل أكبر، طور الدكتور ريتشارد طريقة تصميم هذه العصي البيضاء لاستخدامها كأجهزة تنقّل، صدر أول مرسوم خاص للعصا البيضاء في ديسمبر 1930م في بيوريا، إلينوي، ومنح ذلك المرسوم المكفوفين حماية المشاة وحق المرور أثناء حملهم لعصا بيضاء.
في عام 1935م، بدأت ميشيغان في الترويج بتصنيعها واستخدامها، خلال أوائل الستينيات، حثت العديد من المنظمات الحكومية ووكالات إعادة التأهيل التي تخدم المكفوفين وضعاف البصر في كونجرس الولايات المتحدة على إعلان يوم 15 أكتوبر من كل عام ليكون يوم سلامة لمستخدمي العصا البيضاء في جميع الولايات الخمسين.
قصة اختراع العصا الذكية للمكفوفين- WeWALK:
كان للتقدم التكنولوجي أثر بارز لابتكار أجهزة من شأنها أن تقوم بمساعدة المكفوفين وضعاف البصر، تم اختراع الكثير من التقنيات، لتقوم بتأهيل المكفوفين بالتكيف مع التقدم التكنولوجي بما في ذلك إنشاء عصا ذكية لتحل محل العصا التقليدية وتوفر لهم اكتشاف المخاطر، من خلال استخدام التقنيات المتطورة وذلك بارتباطها بجهاز استشعار عبر تطبيق الهاتف الذكي تم اختراع العصا الذكية للمكفوفين ( WeWALK) باستخدام التقنيات الحديثة.
بدأت قصة اختراعها مع شاب يبلغ من العمر 34 عامًا يعاني من إعاقة بصرية منذ ولادته، كورسات جيلان المولود في أنقرة ذهب إلى مدرسة للمكفوفين في إسطنبول وانتهى به المطاف في إحدى أفضل الجامعات في تركيا، أصبح جيلان الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لأكاديمية (Young Guru)، بعد ذلك تمكن من تصميم العصا الذكية (WeWALK) كمشروع مع ( Zorlu)، ثم انطلق لتأسيس مشروع (WeWALK).
شارك في تأسيس ذلك المشروع أشخاص مثل (Gokhan Mericliler وSadik Unlu) يقول جيلان هذا المشروع الذي سيساعد فيه ضعاف البصر انطلق في عام 2017م، وتطور حتى أصبح شركة عام 2019م، انتشر على نطاق واسع فقد وصلت المنتجات بالفعل إلى الأشخاص المعاقين بصريًا في 37 دولة، (WeWALK) هي عصا ذكية مصممة للأشخاص ضعاف البصر، تهدف إلى زيادة قدرتهم على الحركة وحمايتهم من الحوادث التي قد يتعرضون لها إذا كانوا يستخدمون عصا بيضاء بسيطة.
تم اختيارها كواحدة من إحدى عشر شركة لمشروع (Microsoft AI For Good)، كما تم اختيارها كأفضل اختراعات مجلة (Time) لعام 2019م كما فازت بجائزة (Edison) الذهبية في (Vision Enhancement 2018)، يقول جيلان أنّ عصا (WeWALK) الذكية عبارة عن جهاز وبرنامج مفتوح يتم تحديثه في أي وقت، يتم التحكم في الصوت واللمس، وتكون موصولة بالهواتف الذكية عبر البلوتوث.
قال جيلان في السبب الذ دفعه لابتكارها أنّ هناك 253 مليون شخص معاق بصريًا في العالم، ولا بد من اختراع أدوات تقوم بمساعدتهم، قطعت التكنولوجيا شوطًا طويلًا في تصميمها وابتكارها، هي في تصميمها تشبه العصا البيضاء ولكن تم تحسينها باستخدام التكنولوجيا الذكية، كما أنها أخف وزنًا، تحتوي عصا (WeWALK) على تطبيقات جوّال لنظامي التشغيل (iOS وAndroid) تساعد في العثور على الأماكن الشهيرة مثل المطاعم والمقاهي والمتاحف والوصول لخرائط (Google).
كما يمكنها الاتصال بالعديد من التطبيقات المختلفة، تستخدم مستشعرات فوق صوتية لتنبيه مستخدمها من حدوث أي عوائق من خلال اهتزاز المقبض، بالإضافة إلى ذلك، كما أنها تحتوي على مكبر صوت وميكروفون مدمجين يعملان بشكل مثالي، أدرك المهندس المكفوف أن توصيل العصا بالإنترنت من شأنه أن يحسن ويساعد بشكل كبير من حياة أولئك الذين يعانون من ضعف البصر أو انعدامه. في عام 2011م، ساعد جيلان في إنشاء تطبيق الهاتف الذكي (My Dream Companion) الذي يسمح للمكفوفين بالوصول إلى العديد من التقنيات المساعدة في مكان واحد وتشمل هذه الوصول إلى الكتب الصوتية والمجلات، والملاحة الداخلية مثل محطات مترو الأنفاق ومراكز التسوق والسينما.