عبرات

“سيد فتحي” يجيد جميع أنواع التنجيد ببراعة نادرة رغم فقده لنعمة البصر

(سيد فتحى), لم تمنعه إعاقته البصرية من ممارسة مهنته المحببة إلى قلبه, وهي (التنجيد), يبلغ العم سيد من العمر 62 عاما، لم تعجزه عاهاته عن العمل واتقان أعمال من الصعب اتقانها في مثل حالتهم الصحية، رفض فكرة الإقامة في منزله دون عمل، ورغم كف بصره إلا أنه اختار مهنة من أصعب المهن، وهي مهنة التنجيد، ويقوم بكل الأعمال التي يقوم بها المبصرون من المنجدين.

فقد العم سيد، بصره وهو في عُمر 18 سنة، بعد أن توفي والده مباشرة، وكان يعمل في القاهرة، وانتابته حالة يأس وقرر أن ينتحر وذهب إلى نهر النيل استعدادا لإنهاء حياته، إلا أنه تذكر أنه بذلك سيخسر دنياه وآخرته، فقرر أن يعود إلى قريته كفر ناصر بمركز ببا، وساعده شقيقه الأكبر إلى أن يعود إلى عمله منجدا، عن طريق يديه اللى «تتلف في حرير»، ويتزوج سيد وينجب 9 أولاد، ويتزوجوا جميعا عدا نجلته الصغرى، ليصبح عدد أسرته 33 فردا ما بين ابن وحفيد، ويعزمهم كل جمعة في منزله المكون من طابقين والذي لا يتعدى الـ 70 مترا، وأمنيته الوحيد أن يذهب إلى الحج أ لأداء العمرة.

ولد الحاج سيد، مبصرا، وعاش 18 سنة من عمره وهو يرى كل شىء إلى أن توفي والده، ولحزنه عليه فقد بصره بصورة كاملة، وفي لحظة قرر الانتحار وهو في القاهرة، وبالفعل ذهب إلى نهر النيل لكي يلقي بنفسه فيه، إلا أنه عاد إلى رشده وقرر أن يعود إلى قريته في بني سويف بكفر ناصر، ووقف بجانب إخوته، وتزوج من بنت خالته، وأنجب 9 أولاد، ولديه الآن أسرة من 33 فردا، وعاد إلى عمله كمنجد، وهذه المهنة التي يتقنها تمامًا، واتجه إلى أهالي القرية في كفر ناصر والقرى المجاورة لعمل الوسائد والمراتب والألحفة، ويعمال تنجيد الكنب، وغيرها من أنواع التنجيد التي يجيدها ببراعة نادرة .

يعيش العم سيد حياة مستقرة، لدرجة إنه علم 20 من أهل القرية مهنة التنجيد وهو كفيف لأنه أصبح يجيد مهنة التنجيد إجادة تامة في كل المراحل التي يقوم بها المنجد بداية من معرفة القطن الجيد من الردئ باللمس وعملية صنع المرتبة أو الوسائد وغيرها من خلال تهوية القطن وتنفيضه، أو وضعه في الماكينة، ثم خياطة قماش أبيض على شكل مستطيل يترك مفتوحا من أحد جوانبه، ثم حشو القطن بداخله وتوزيعه حتى لا يصبح قطعة واحدة ويتم خياطة الجانب المفتوح، وتأتي بعدها مرحلة تخزيم المرتبة وعمل “خوزامات”، وهي خياطة المرتبة على أنحاء متفرقة من المنتصف، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي وضع المرتبة داخل قماش ملون ويتم خياطته، وبذلك تصبح جاهزة للاستخدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى