مشاهد حركية مبتكرة بالعصا البيضاء لمساعدة فاقدى البصر.. فيديو
بعد نجاح المواطن السيناوي “عيد سالمان مصلح”، 46 سنة، فى قهر إعاقته البصرية، توصل لمشاهد مرئية ابتكارية للعصا البيضاء، من خلالها يمكن لمن يرى كفيف يؤديها مستخدمًا العصا البيضاء، يعرف على الفور احتياجات طارئة يطلبها كاستغاثة، أو مساعدته وإنقاذه من خطر وغيرها.
توصل “سالمان” لهذه الطريقة المبتكرة بعد معايشته الدائمة مع العصا البيضاء، التى يستخدمها فى يوميات حياته، وتوصل لأفكار جديدة لاستخدام العصا البيضاء، لتكون مساعدة لكل فاقد بصر ليس فقط كدليل له، بل لمن حوله من المبصرين إذا كان فى موقف يستدعى تدخل ومساعدة عاجلة له، وهو يسير فى الشارع منفردا أو فى مكان خالى من السكان، و يشعر بخطر لا يستطيع التعبير عنه.
ووفقًا لـ“سالمان” ، إن هذه الأفكار هى عبارة عن حركات، يؤديها الكفيف بالعصا البيضاء، وتتمثل فى انه إذا أراد مساعدة الغير فى عبور الشارع وهو يقف على جانب منه، يمسك العصا ويدفع طرفها الأمامى للأمام فى حركة للأمام والخلف، وإذا رآه أحد يقوم بهذا الحركة، يعرف انه يريد أن يعبر الطريق فيساعده.
أضاف “سالمان” إن لديه فكرة أخرى ترشد من يرى كفيف وهو يقف على جانب طريق ويبحث عن سيارة، وهو أن يمسك بالعصا مرفوعه على شكل رقم 8 باللغة العربية، بينما يمكنه أن يقوم بإشارة أخرى بإستخدام العصا البيضاء إذا كان يقف حائرا يبحث عن عنوان، وهو أن يمسك بالعصا من المنتصف، وقد لفها على شكل نصف دائرة.
تابع “سالمان”، إن من الحركات المرئية الأخرى التى توصل إليها ويقوم فاقد البصر بعملها باستخدام العصا البيضاء بهدف طلب مساعدة آخرين وتعتبر الأهم، انه عند الشعور بالخطر حوله، كأن يحاول أحد سرقته، أو أى خطر يثير ريبته، يقوم بتحريك العصا وهو يمسك بها فى وضع زاوية ويلامس أطرافها ببعضها البعض محدثا صوتا قويا، وبذلك ينتبه من حوله انه فى خطر، فيتدخلون لإنقاذه.
وأعرب “سالمان”، عن أمله فى أن يستفيد كل فاقد بصر هو تلقائى يستخدم العصا البيضاء من هذه الأفكار، وأن تصبح لغة عامة مفهومة بين كل الناس، وتدرس، لمعرفة احتياجات فاقد البصر خصوصا أن ليس جميع فاقدى البصر لديهم مرافقين ملازمين لهم، والغالبية منهم يستعينون فى تحركاتهم بالعصا البيضاء وهم يسيرون لقضاء حوائجهم من الأسواق والتنقل للعمل وغيره من ضروريات الحياة اليومية.
تعداد المكفوفين بمصر
يذكر أن بعض التقديرات العالمية تشير إلى أن عدد المكفوفين في مصر يقارب 3 ونصف مليون كفيف مصري، لا يجدون أبسط حقوقهم وحظوظهم في الحياة لاعتبارات كثيرة؛ أهمها التجاهل المتعمد من قبل الدولة لفئة المكفوفين ونظرة القوانين المصرية للشخص الكفيف على أنه شخص فاقدا للأهلية القانونية وأنه شخص غير مسؤول عن تصرفاته.
وتعداد المكفوفين الملتحقين بمراحل التعليم المختلفة لا يتعدى 37 ألف كفيف بما يقارب نسبة 2% من من لهم الحق في التعليم بما يعني أن 92% من المكفوفين أميين ويرجع هذا لأمرين رئيسيين الأول قدرة مدارس التربية الخاصة على استيعاب الأعداد المهولة من المكفوفين، الأمر الثاني الثقافة المجتمعية التي ترى أن الشخص الكفيف عبء على الأسرة وليس من حقه أي شيء.